غاب الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، بشكل مفاجئ عن المشهد السياسي المغربي في الأيام الأخيرة، مما جعل الباحثين عن أخباره والمترصدين لخرجاته يتساءلون: أين اختفى "الزعيم الجديد" لحزب الميزان؟ ولماذا؟". غياب عن جنازة الزايدي وتأبينه أول الغيابات البارزة لحميد شباط كانت في جنازة الإعلامي والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أحمد الزايدي، الذي تُوفي الأحد الماضي. ففي الوقت الذي حرصت فيه أغلب الزعامات والقيادات السياسة من الأغلبية والمعارضة على حضور مراسيم تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، غاب شباط. غياب الأمين العام لحزب الاستقلال سيتكرر في مناسبة ثانية مرتبطة بالراحل أحمد الزايدي، وهي حفل التأبين المنظم من طرف عائلته أمس الأربعاء ببوزنيقة. وغاب معه هذه المرة إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب الذي كان ينتمي إليه الزايدي قيد حياته. غياب عن جلسة المساءلة الشهرية لبن كيران ولفت انتباه المتابعين للجلسة الشهري بمجلس النواب، المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، أول أمس، الثلاثاء 11 نونبر، غياب رئيس حزب الميزان عنها، وهو الذي يحرص حرصا شديدا على حضورها لإيصال بعض الرسائل، بطريقته الخاصة، لغريمه الجديد عبد الإله بن كيران. هل يتعلق الأمر بغضبة ملكية؟ هو سؤال طرحه نشطاء مغاربة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". ويبدو سؤالا مشروعا، خصوصا أن الملك محمد السادس أمضى في فاس أياما أعطى فيها الانطلاقة لمشاريع وزار ضريح مولاي إدريس زرهون المُرمم حديثا. فأن يكون حميد شباط عمدة للعاصمة العلمية للمملكة ولا يظهر، على الأقل في تصريح للقنوات العمومية الوطنية، طيلة مدة الزيارة لملكية للمدينة، فهذا قد يعني فعلا أن الملك محمد السادس غاضب من شباط ! الغياب أملته الزيارة الملكية لكن أكثر المعلقين على غياب حميد شباط تفاؤلا، قالوا إن غيابه أملته ضرورة الإعداد للزيارة الملكية لمدينة فاس ومواكبتها، باعتباره عمدة للعاصمة العلمية. واعتبر أحدهم أنه لا يُعقل أن يترك حميد شباط المدينة التي يرأس مجلسها الحضري خلال الزيارة الملكية، ويحضر في جلسة برلمانية يحضرها أصلا نوابا من حزبه، او أي نشاط آخر "ثانوي" مقارنة مع زيارة الملك محمد السادس لفاس.