اعتبر عمر الحدوشي، أحد أبرز شيوخ السلفية بالمغرب، أن إعفاء حفيظ بنهاشم، المندوب السامي للإدارة العامة للسجون والإدماج "مبادرة طيبة"، مشددا على أنها "جاءت متأخرة". وقال الحدوشي، في تصريح للرأي، أن إعفاء حفيظ بنهاشم من مهامه "جاء متأخرا لأنه كان ينبغي أن يكون مسجونا لا مسؤولا"، موضحا أن بنهاشم "كان يجب أن يعرض للمساءلة لا للمسؤولية على اعتبار أنه جلاد وهو من الإرث الباقي من عهد وزير الداخلية السابق إدريس البصري"، مضيفا أنه "له يد في انتهاكات لحقوق الإنسان وكان مسؤولا مباشرا عن تعذيب مجموعة من السجناء". وأضاف الشيخ السلفي، في بيان نشره للتو على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أن بنهاشم "أصر واستكبر على غلوائه وتجبره وعجرفته ووقاحته في تعذيب المظلومين، وزعم أنه سيرفع علي القضية للقضاء"، وتابع "وأسقط اللثام على جرائمه أن يتدخل لمغتصبي أبنائنا ومن يدرينا أن يكون قد قبض الثمن على فعلته، ولعل لهذه أخوات، وأمهات، وبنات، وما خفي أعظم، ووراء الأكمة ما وراءها، وبنهاشم هو الشجرة التي كانت تخفي الغابة". وكشف الحدوشي، في البيان ذاته، بعضا من معاناته مع بنهاشم قائلا "ولا أنسى قحته وفخفخته عند ما زارني في المرة الثانية بزنزانتي الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان حين قال: هل أنت مستعد للحوار؟ فقلت له: في حدود المعقول، وبحضور الإعلام الخارجي أما الداخلي فيطبل لكم، ثم أردفت قائلاً: والمحاكمة كانت عبارة عن مسرحية ومهزلة المهازل، وهو مصغ لما أقول، ثم قلت له اسمع: نعيش معكم أيام حزينة، وأحكام بلا جريمة، وتُهَم جاهزة بلا بينة، حضارة خليعة، وعدالة معطلة، وأقلام حاقدة، وتبعية خانعة، والعري (أبْكى العيون، وأنكأ القلوب، وَفَتَّ في الأعضاد، وفتت الأكباد، والصالح في البلاد من يقارع الفساد، فساد لو كتب على آماق البصر، لكان عبرة لمن اعتبر... فغضب فقام ثم أمسك بيده سفيان أعمر فقال له: هذا هو الحدوشي ما يعتقده في قلبه على لسانه، فجلس: ثم قال لي: اطلب العفو تخرج في هذا العيد يعني عيد الأضحى وكان قد بقي على العيد ثلاثة أيام فقلت له: العفو معناه: عدم المؤاخذة على الذنب، وأنا لست مذنباً، فقال: قلت لك: اطلب العفو تخرج؟ قلت له: وأنا أقول لك أطلبه أنت فقام بلا رجعة الخ...".