كشفت رسالة سربها مجموعة من المعتقلين الإسلاميين بسجن سلا الثاني، إلى هيئة حقوقية تدافع عنهم، عن تفاصيل خطيرة تتهم مسؤولي السجن بالمتاجرة في حواسيب نقالة وهواتف بأثمنة خيالية، كما تحدثت عن تنظيم ليال حمراء وسهرات داخل هذا المعقل. السجن الذي افتتح أواخر سنة 2009، وهو في الأصل إصلاحية للقاصرين، اتهمت الرسالة مجموعة من المسؤولين والموظفين فيه، ب»تحصيل مبالغ مالية باهظة من المتاجرة»، بالهواتف النقالة والحواسيب الموصولة بشبكة الأنتيرنيت، فكشفت أن «الحاسوب النقال يباع للمعتقلين بمبلغ مالي يصل إلى خمسين ألف درهم»، في حين يباع «الهاتف النقال الذي يتيح التواصل عبر الأنتيرنيت بمبلغ ثلاثين ألف درهم»، أما «الهاتف العادي وبدون كاميرا فثمنه محدد في 7500 درهم». وفي تعليقه على مضامين ما جاء في هذه الرسالة، قال حفيظ بنهاشم, المندوب السامي لإدارة السجون, إنه يستغرب لترويج مثل هذه الإشاعات والأخبار الزائفة دون التأكد منها، مضيفا في تصريح ل»المساء» أن المندوبية مستعدة لفتح السجن أمام وكلاء جلالة الملك وأمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان في أي وقت للتأكد من حقيقة الأشياء. بالمقابل، دعا بنهاشم إلى تحريك المتابعة القضائية ضد أصحاب هذه الرسالة في حالة ما إذا ما تأكد زيف مضامينها. إلى ذلك، أضافت الرسالة، التي توصلت بها «المساء» من «تنسيقية الحقيقة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين»، وهي الهيئة التي نظمت الأسبوع الماضي ندوة صحافية للشيوخ الثلاثة المفرج عنهم، أن تمكين بعض المعتقلين من «الفسحة يتم بمبلغ 1000 درهم مقابل ساعة ونصف يوميا ولمدة شهر»، في حين يتم السماح ب»دخول الأغطية مقابل 200 درهم»، كما تشمل المتاجرة أيضا «التلفزة والصحن الهوائي بمبلغ 2500 درهم». وفيما تضيف الرسالة المعنونة ب»عيون من داخل الأسوار لفضح الأسرار»، أن «هذه التجارة تمارس في جميع الأحياء ما عدا حيي «ب» و«د» الخاصين بمعتقلي السلفية الجهادية سلا 2 سابقا وأمغالا وأركانه»، فإنها أضافت «أن المعتقلين تصل إلى أسماعهم «أحيانا أصوات نساء وموسيقى صاخبة في أوقات متأخرة من الليل ناهيك عن رائحة السجائر الملفوفة والشيشة»، ولم تستبعد الرسالة أن تكون تلك الأصوات النسائية ل»موظفات داخل هذا المعتقل أو لسجينات مغلوب على أمرهن يمارس عليهن هؤلاء الموظفون نزواتهم» على حد تعبير المصدر. وفي الوقت الذي طالب فيه أصحاب الرسالة ب»مساءلة صاحب القرار بإدارة السجون حفيظ بنهاشم (المندوب العام لإدارة السجون)»، فإنهم شددوا على أن «هذا السجن تأديبي يؤتى بمساجين من مختلف سجون المغرب إليه»، من أجل «تأديبهم هنا بغوانتنامو المغرب»، مع العلم أن هذا السجن، تضيف الرسالة، «تم تدشينه في أواخر سنة 2009 ليكون إصلاحية الأحداث الخاصة بالقاصرين فإذا به أصبح معتقل تمارة الجديد»، وأضافت أنه «استقبل أول مجموعة وهي خلية امغالا ثم معتقلو اكديم ايزيك»، ليصبح سجنا «خاصا بمعتقلي السلفية الجهادية بخلاف ما قيل بوكالات الأنباء والجرائد» وفق تعبير الرسالة.