أحيت سلا ليلة القدر، في أجواء رمضانية متميزة، تعالت حناجر القراء، وصدحت المآذن بالقرآن الكريم، وتنافست المساجد في استقطاب المصلين، في باحات مساجد، وساحات تم تجهيزها لإحياء ليالي رمضان. وتعتبر الأحياء الشعبية أكثر المناطق إثارة لسيمات ليلة متفردة، بين طبقات لم تبالي بما تبثه الشاشات، وموائد الإفطار، التي انتهت قبل الأوان، ليبدأ الجميع الاستعداد للرحيل. بين العشاءين، بدأت تُشد الرحال، قواسم مشتركة بين قوافل العابرين من الشوارع المتفرعة، والأزقة المؤدية إلى المصلى، لباس مغربي تقليدي، وأكتاف تتأبط الزرابي، في سباق مع الزمن، للالتحاق بموعد اللقاء ساحة كبيرة، تم تجهيزها خلال رمضان، لأداء صلاة التراويح، في حي كان متعطشا لمسجد يستلهم الأجواء الرمضانية. كان مصلى حي الانبعاث، استثناء بين منارات سلا الكبرى، وكان أهالي الحي الهامشي، على موعد مع تحقيق وعد الساهرين عليه، حين أعلنوا قبيل الشهر الفضيل، عن رمضان متميز، يستقطب القراء وأصوات من السماء، كالشيخ عبد العزيز الكرعاني. ومصطفى غربي وعبد الكبير الحديد ومحمد الإروي ورشيد إفراد وعبد الجميل غلاب وحسين بوكجدي وغيرهم. ووعد الساهرون على المسجد بتوفير مساحة تكبر المساحات المقامة خلال السنوات الماضية، تتسع ل 20 ألف مصلي، و 6 آلاف مصلية، استعت المساحة المتوفرة لتضم أكثر من العدد المتوقع، وارتفعت الأضواء على جنباتها، لتمنح لليلة صورة خاصة.