لا شك أنني في هذا المقال المتواضع سأتحدث باسم كل شاونية أصيلة أحست بالإساءة المغرضة لصورتها بل و تشويهها من طرف عمل حاشى و أن يكون فنيا يسمى "بنات للا منانة". ليست النرجسية من دفعني للكتابة، ولا التطفل على مجال النقد السينمائي، بل هي غيرة قوية تحركت بين ثناياي كعاشقة لدرجة الجنون لمدينة يشهد تاريخها بعراقتها وأصالتها وخصوصيتها المنفردة، وكذا أخلاق بناتها و أبنائها العالية و حرصهم على سمعة مدينتهم مثل حرصهم على طلاء عتبة ديارهم ب أزهى الألوان. فمدينة شفشاون كانت أول من آوى مسلمي الأندلس بعد طردهم من طرف الإسبان وقلعة للمجاهدين ضد الاستعمار. وبالرجوع إلى مسلسل بنات للا منانة، ودون الدخول في الحيثيات التقنية وبخصوص فبركة القصة التي استوحاها المؤلف (مع تشويه كبير) من نص "بيت بيرناردا ألبا la casa de bernarda alba " للشاعر الإسباني فيدريكو غارثيا، أو بخصوص تناغم الشخصيات المختارة مع الأدوار، أو عن جودة الصورة و الصوت و حسن اختيار فضاءات التصوير، أو بخصوص الإخراج النهائي، بل سأسلط الضوء على الرسالة الموجودة بين سطور هذا العمل، والتي مفادها إظهار الفتاة الشاونية أمام المغاربة أنها تلك الفتاة التي لا هم لها في الحياة بأكملها سوى البحث عن زوج لإنقاذها من تسلط العائلة التي يغيب فيها الحوار، كما حاول المسلسل تقديم الفتاة الشاونية في صورة الفتاة غير المتعلمة و الباحثة عن الحرية ، ليس بالعلم و احتلال المناصب و تقلد المسؤوليات، بل خارج المبادئ و الأخلاقيات بالرقص والغناء في المقاهي بين أحضان الرجال واللباس التقليدي القديم جدا . ولا ننسى "المحاين دالحساين" التي كانت اول محاولة للإساءة الى بناتنا عندما زوجت طباخها ببنت من نواحي شفشاون وكانت تقاليد الزفاف كأننا نشاهد عرس كان في الخمسينات وفي الصباح ذهب العريس جريا الى الصفية صاحبة الفندق (سامية اقريو) يقول لها " طلقيني منها راه العروسة قرعة" لن أسمح، و لن تسمح كل شاونية أصيلة لكل مرتزق أن يسيء إلى سمعتنا، و علينا مقاطعة هذا المسلسل لافتقاذه لأدنى شروط العمل الفني و لبعده عن الموضوعية في طرحه. لقد أثار انتباهي قبول فنانة شاونية كبيرة، أحترمها كثيرا، لدور أقل ما فيه أنه مسيئ لسمعة هذه المدينة ولبناتها، ليضاف إليهن ممثل آخر معروف باتزانه ورزانته ليساهم بدوره في هذه المسخرة. ومازاد من استغرابي هو انخراط الممثلة المذكورة في عملية تشويه لهجة شفشاون المتميزة؛ فهل نسيت صاحبتنا أننا نقول " أوعدي يا نا" عوض " أ ولي وحدي " ؟ و هل نسيت أن مصطلح "الصGعة" لا وجود له في قاموسنا؟ أم أنها مشاركة في لعبة تشويه معالم المدينة و ثقافتها؟ وهل نسي الممثلان أن يذكرا المخرج أنه اقتصر في تصوير المشاهد على منطقة معزولة بالشاون عوض الانتقال بكاميراته إلى فضاءات شفشاون الساحرة... تشجيعا لسياحة هادفة و محترمة مثل ما قدم الفنان نعمان لحلو في أغنيته المشهورة "يا شفشاون يا نوارة" و الفنان حميد الحضري "لالة الشاون" عوض تشجيع السياحة الجنسية عبر فن الإغراء و الإيحاء الذي أبدعت فيه الممثلة الشاونية التي تدعى في المسلسل (جميلة) بإغرائها الزائد عن اللازم الذي أسال لعاب كل الباحثين عن المتعة لزيارة هذه المدينة ضنا منه أن بناتها كلهن هن مثل بنات للا منانة. في الختام، لا يسعني، أصالة عن نفسي ونيابة عن بنات مدينتي، إلا أن أطالب بوقف بث هذه المهزلة والاعتذار لبنات وأبناء مدينة شفشاون على الإساءة لشرفهم وشرفهن، وذلك عبر إنتاج عمل فني يظهر ما تم طمسه في حلقات مسلسل بنات للا منانة.