علقت أمينة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة و التنمية، في ما يبدو عن سحب فريقها بمجلش النواب للتعديلات التي إقترحها بخصوص مشروع قانون النيابة العامة، "غريب كل هذا القدر من التقلب في ممارسة البعض للسياسة،يستطيعون تبني موقف والدفاع عنه بقوة ثم الانقلاب عليه وتبني عكسه في سرعة قياسية دون أن يرف لهم جفن". وقالت ماء العينين أنه يوجد الكثيرون ممن اعتزلوا "النضال" رغم وجودهم في مواقع بلغوها بنضال الآخرين وتضحياتهم الكبيرة،ليتفرغوا الى اخراس الذين يناضلون وفق قناعاتهم، مضيفة أنهم لم يعودوا يناهضون التحكم بقدر ما يعيدون انتاجه بصيغ متعددة تنكشف تفاصيلها يوما عن يوم. وتابعت المتحدثة في تدوينة لها "الذين يتبنون مواقف واضحة مؤسسة ومنسجمة وفق منطق محدد يستحقون الاحترام مهما اختلفت معهم،غير أن المهزوزين الذين لايستطيعون بناء مواقف مبدئية فيلعبون على كل الحبال حسب أحوال الطقس،لا يستحقون الاحترام.كما أن الذين يلوذون بالصمت في لحظات الفرز الكبيرة في انتظار انقشاع الغبار ليختاروا لهم موقعا مريحا (وفق حسابات صغيرة) لا يستحقون الاحترام،يستحقون الشفقة حينما يغلفون جبنهم وانتهازيتم بالحكمة والرشد والضج،وكلها قيم مفترى عليها.لأن الحكمة مواقف للتاريخ ووضوح اختيارات على طول الخط". وإعتبرت ماء العينين،أن يراجع السياسيون مواقفهم ويصححوا أخطاءهم أمر مطلوب،لكن أن يسترزقوا بمواقفهم مهما كانت المبررات أمر يبعث على الاستنكار،علما أن للاسترزاق أوجه متعددة أخطرها تلك التي تتسرب الى نفسية صاحبها دون أن يشعر بها ويظل متمسكا بدفوعات تبريرية لا تقنع أحدا غيره. وأشارت المتحدثة في ذات المصدر أن السياسة ليست عالما آمنا ورديا على طول الخط، يمارس فيه "النضال" بالصمت وشن الحروب الصغيرة في الخفاء خدمة لأجندات شخصية يأبى أصحابها الانخراط في المعارك النضالية وتحمل مسؤولية تبعاتها،السياسة قيم رجولة ومروءة والتزام واستعداد لتحمل المسؤولية خدمة للرهانات الكبرى والقضايا المركزية التي تحرك الفعل النضالي