قال عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن إصلاح المنظومة التربوية "لم يُحدِث بعد الأثر المتوخى على أرض الواقع"، مشيرا أنه لا يزال الاشتغال في سياق "يطبعه الشك تجاه أداء المدرسة المغربية، مما يستدعي منا مضاعفة الجهود فيما يخص تعميق التفكير، والرصد اليقظ، والتتبع الدائم المنتظم والاقتراح والتقييم، وذلك في انسجام تام مع أهداف الرؤية الإستراتيجية، وفي تجاوب مع انتظارات المجتمع وتطلعات الشباب". عمر عزيمان، وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة الثانية عشرة للمجلس، صباح اليوم بالرباط، أوضح أن المرحلة الحالية تقتضي من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، التركيز على "توطيد وتطوير أحد الاختيارات الإستراتيجية التي كرسها المجلس منذ البداية، متمثلا في الانفتاح والحوار المستمر والتشاور الموصول، سواء داخل المجلس أو مع باقي الفاعلين".
وأضاف عزيمان، أن على المجلس كذلك "تعزيز وتقوية التنسيق والتعاون مع كل الفاعلين، وعلى الخصوص المؤسساتيين منهم، بما يمكن تقييماتنا ومقترحاتنا وتوصياتنا من اعتماد معطيات وإحصائيات موضوعية دقيقة، وموثوقة ومحينة، وبما يتيح لنا الولوج السلس للمعلومات ومعرفة الحقائق، في التزام بما يقتضيه هذا التعاون من مسؤولية وواجبات".
وأوضح المتحدث، أن التعاون الذي يطمح المجلس إلى ترسيخه مع الشركاء، "يسعى في احترام تام ومتبادل للموقع الدستوري لكل طرف إلى وضع الاختيارات الأساسية للإصلاح التربوي المتفق عليها ضمن أولويات الاشتغال، وإلى تعميقها وملاءمتها مع التطورات، بغية توفير الظروف المثلى للتطبيق الأنجع لأعمالنا الهادفة إلى إنجاح الإصلاح".
وشدد رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، على أن "تحقيق هدف إرساء مدرسة منصفة، جذابة وعالية الأداء، يستدعي اشتغالنا على نحو مشترك، بدء بالشركاء الاستراتيجيين، لأننا كلما كنا متحدين في الاختيارات والأفكار والمبادئ والقيم، كلما كنا أقوى، بشكل يتيح التغلب على الصعاب، مهما كان حجمها، ويمكن من رفع سقف إنجازاتنا وطموحاتنا".
وأردف عزيمان قائلا "يمكننا، بعد انصرام ثلاث سنوات أن نؤكد أننا، بفضل العمل الجماعي والمنهجية التشاركية ساهمنا بكيفية وازنة في الورش الهادف إلى الارتقاء بالمدرسة، إلى درجة أننا بدأنا في جني الثمار الأولى، كما يعترف بذلك الجميع وطنيا ودوليا".