قال المفكر العربي عزمي بشري إن التكنقراط بحكم التعريف يديرون ولا يحكمون، وينفذون القرار ولا يصنعونه ، ويفترض فيهم أن يكونوا خبراء لدى من ينتخب للحكم ، مضيفا في مقال له بصحيفة "العربي الجديد" أن رفعهم إلى مستوى صنع القرار هو ارتداد عن الديمقراطية التمثيلية. وانتقد بشارة الأحزاب السياسية العربية حتى تلك المناهضة للاستبداد التي ادعت أنها راجعت تاريخها بشأن الموقف من الديمقراطية، وقال إنها" لم تذوّت قيم الديمقراطية في الحياة السياسية العملية، وظلت الأخيرة شعارًا ضد الاستبداد، وليس بديلاً له في الممارسة"‘، موضحا أن انانية الأحزاب بلغت درجة تفضيل غير الحزبيين على الاتفاق بين الحزبيين؛ وهو أمرٌ يمكن اعتباره ذماً للتحزب وحطاً من شأنه، بقرار من الحزبيين أنفسهم. وأكد المفكر العربي في عموده أنه ليس من الممكن إقامة ديمقراطية تمثيلية، من دون تنافس بين أصحاب مواقف متحدين في روابط سياسية تُسمّى أحزاباً، ولديهم اجتهاداتهم بشأن كيفية إدارة شؤون الدولة، اقتصادياً وسياسياً، على أساس قيمي مشترك. كما نبه في سياق ذي صلة إلى ما أسماه ب"الانتهازيين والعصبويين " الذين يتغلغلون في الأحزاب ، ويتسرب مثلهم إلى صفوف الخبراء، كما يتسرب إليها جهلة يدّعون الخبرة، مؤهلهم الوحيد يردف أنهم غير حزبيين وكفاءتهم أنهم لم يتخذوا موقفًا في حياتهم، أي أنهم حوّلوا الجبن والانتهازية إلى شيم يُعتدُّ بها. وأضاف بشارة أنه غالباً ما نرى أن حكومات التكنوقراط تفشل في مجال خبرتها بالذات، لأن أصحابها يتقنون التنفيذ، لا صنع القرار وحساباته، أو لا يتقنون هذا ولا ذاك على حد تعبيره.