قالت أسبوعية "الإكونوميست" البريطانية إن الإصلاح السياسي في المغرب توقف، مما أدى إلى ارتفاع حدة الاحتجاجات في الشارع، إلا أنها اعتبرت أن البلاد ماتزال مستقرة نسبيا مقارنة مع جيرانها في منطقة مضطربة. وجاء في مقال نشر على موقع الأسبوعية على الإنترنت، أن الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني، التي وصفته بالتوفيقي، غير قادرة على الاستجابة للمطالب الملحة للمحتجين. ونقلا عن صحيفة القدس العربي، فقد أكدت "الإكونوميست" أن الملك محمد السادس مازال يحظى بشعبية حتى بين المتظاهرين من سكان الريف، المنطقة التي شهدت أكبر الاحتجاجات التي شهدها المغرب منذ الربيع العربي، عكس والده الملك الراحل الحسن الثاني الذي سحق ثورة الريفيين في خمسينيات القرن الماضي ووصفهم ب"الأوباش". مشيرة إلى الملك اعترف بحقوق الأمازيغ (سكان منطقة الريف) وحاول تحويل الساحل الشمالي للمملكة إلى مركز للصناعة والتجارة، خاصة حول مدينة طنجة. ولاحظت الأسبوعية البريطانية أن منطقة الريف تتقدم بشكل مازال بطيئا والسكان يشتكون من عدم تواصل السلطات المحلية معهم. معتبرا أن " الملك محمد السادس نفسه يستحق الكثير من اللوم لأنه مازال يحتفظ بقبضة قوية يمسك بها السلطة، وقليل من القرارات تتخذ محليا". على حد تعبير المصدر. وأضاف المصدر، أن قرارات الحكومة لم تزد في حدة الاضطرابات فحسب، وإنما أدت إلى انتشارها في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك الرباط العاصمة، حيث تظاهر الآلاف من الناس في 11 يونيو دعما للريف، في أكبر تظاهرة للتعبير عن الغضب الشعبي في المغرب منذ "الربيع العربي"عام 2011. معتبرا أن "الحكومة زادت من تفاقم الوضع ومن "حكرة" المتظاهرين عندما اتهمتهم في ماي الماضي بأنهم "انفصاليون"، و"عملاء للأجانب"، ثم ألقت القبض على زعيم "حراك الريف" ناصر الزفزافي والعشرات من النشطاء الآخرين. وقالت "الإكونوميست" أن المتظاهرين يعتبرون أن الحكومة "فاسدة وغير فعالة"، مضيفة أنهم "«يطالبون بالاجتماع مع ممثلي الملك محمد السادس، الذي أعرب عن استيائه وقلقه من تعثر مشاريع التنمية في الريف". كما وصفت، الأسبوعية "حراك الريف" بأنها "خلاقة"، وتابعت أنها لم تستمر فقط ثمانية أشهر متواصلة، وإنما نجحت في خلق أشكال جديدة من التظاهر، موضحة أنه عندما قمعت الشرطة المتظاهرين في الشوارع نقلوا احتجاجاتهم إلى الشواطئ معتقدين أن الشرطة لن تلاحقهم، لكن في فاتح يوليو الجاري نزلت قوات مكافحة الشغب بكامل عدتها إلى الشواطئ لملاحقة المتظاهرين وهم بلباس السباحة وكانوا يردون على الشرطة برشهم بالماء.