في إطار الأشكال النضالية التي يخوضها البعض من الجالية المغربية للتضامن مع الحراك الشعبي في الريف، يعتزم مهاجرون وأغلبهم يتحدر من الريف تنظيم قوافل نحو مدينة الحسيمة، مركز الحراك، ابتداء من منتصف الشهر الجاري، ويتعلق الأمر بتطور مثير. ومنذ اعتقال قادة حراك الريف وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، تنظم الجالية المغربية وعلى رأسها تلك المتحدرة من الريف تظاهرات في مختلف العواصم الأوروبية آخرها في باريس نهاية الأسبوع الماضي، وذلك للتعريف بالحراك والتضامن مع الشعب المغربي.
وتأسست تنسيقة أوروبية للجان التضامن وتقوم بتدويل الملف على الصعيد الأوروبي من خلال اتصالات مع حكومات وهيئات مثل المفوضية الأوروبية وأحزاب سياسية، وذلك للتعريف بالمعتقلين ومطالب المنتفضين.
وركزت كثيرا على تظاهرات والآن تنتقل إلى أشكال نضالية جديدة وعلى رأسها تنظيم قوافل إلى الريف ابتداء من منتصف يوليو. وقد نادت في بيان سابق لها بهذه القوافل. ومن المحتمل أن تتكون القوافل من عشرات السيارات لنشطاء وأفراد عائلاتهم الذين قد يدخلون إلى موانئ شمال المغرب وخاصة الحسيمة والناضور بعلامات تضامن مثل صور المعتقلين والأعلام الريفية. ويجهل كيف ستتعامل السلطات مع هذا المستجد الجديد. في الوقت نفسه، يرغب نشطاء من أوروبا في تعزيز الحراك الشعبي في الريف خلال دخولهم عبر المشاركة في التظاهرات ولاسيما تظاهرة 20 يوليو التي يعتقد أنها ستكون ضخمة وتاريخية. ومن شأن كل هذا أن يشكل ضغطا على الدولة المغربية التي ستجد نفسها في مواجهة مئات النشطاء القادمين من أوروبا، وقد يؤدي اعتقال البعض منهم الى تأجيج الأوضاع. ومن ضمن العوامل التي تدفع الدولة المغربية الى محاولة إنهاء حراك الريف سياسيا من خلال حول مثل الاعتراف ببعض الأخطاء، كما جاء على لسان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي اعتبر وصف الريفيين بالانفصال خطأ فادحا، هناك وفق المحللين رغبة الدولة في تفادي الاصطدام مع المهاجرين الريفيين الذين سيحلون بالمغرب.
في الوقت ذاته، علمت "القدس العربي" من إحجام عدد من النشطاء الدخول الى المغرب تفاديا للاعتقال، وصرح ناشط مغربي لجريدة "القدس العربي" "الاعتقالات بلغت قرابة 200 في المغرب، وتقارير الدولة تتحدث عن تورط نشطاء من أوروبا، وعليه لا يمكن الثقة في أساليب المخزن".
وعمليا، تفاجأت الدولة المغربية من التحرك القوي والمستمر لنشطاء الهجرة المغربية في الاتحاد الأوروبي وخاصة المنحدرين من الريف، حيث انخرط نشطاء وكذلك عائلات بأكملها في التضامن مع الحراك الشعبي في الريف. (المصدر القدس العربي)