بمقبرة الشهداء بالرباط، وقف عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مرفوقا بأعضاء الأمانة العامة، أمام قبر عبد الكريم الخطيب، مؤسس الحزب، في ذكرى وفاته التي تصادف يوم 27 رمضان. بن كيران وفي كلمة له بمناسبة الزيارة، استرجع بعضا من مسار الراحل عبد الكريم الخطيب، وفتحه له ولرفاقه باب الولوج إلى عالم السياسة، مبرزا أن "البيجيدي" لم يتأسس على أساس "أن يكسب جولة ويرتخي ويتذوق لذة الحياة وينام قرير العين"، وإنما "كما اتفقنا عليه مع الدكتور الخطيب وكما اشترط علينا أول مرة، جاء من أجل خدمة الإسلام ومن أجل خدمة الملكية والحفاظ عليها، وكذلك من أجل الوقوف في وجه العنف ".
وأضاف بن كيران قوله "لقد قمنا بهذا الدور على إلى حد اليوم، ولكن هذا الدور هو دور متجدد ليس دورا ينتهي، فخصوم الإسلام كثيرون جدا، ويسيئون إلى ديننا من الداخل من الخارج، ولا يد أن نبقى يقظين، لأن هذه الأمة بنيت على هذا الأساس، والإسلام هو أرقى ما وصلت إليه البشرية، ولا يمكن أن ينكر هذا إلا جاحد".
وأوضح المتحدث، أن "هذا أمر يحتاج إلى جهد مضاعف لتوظيفه وتصحيحه وتنقيحه، وهذا نحن سائرون فيه، لولا أن شعبنا وأمتنا عرفوا فينا الالتزام الايجابي والصالح بهذا الدين لما وضعوا فينا ثقتهم وما جددوا هذه الثقة المرة بعد الأخرى".
عبد الإله بن كيران لم يفوت الفرصة بالتحدث عن الوضع الداخلي الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية بعد مسلسل تشكيل حكومة سعد الدين العثماني، إذ قال "يمكن أن يقع تراجع ونخسر المعركة، لكن لا يجب أن نخسر الحرب على الفساد والاستبداد، وبدون رجوع الكرامة إلى المواطنين، وبدون إزالة الفساد والاستبداد أو على الأقل نقصهما لا يمكن أن نحقق شيئا، في إطار ثوابتنا التي نحن مصرون عليها إصرارا غير قابل للمساومة، وهي الدين الإسلامي والملكية والوحدة الترابية".
وأبرز أن "أبناء العدالة والتنمية يعلمون أنهم يجتازون امتحانا صعبا وحرجا"، داعيا إياهم أن "يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا، وعليهم أن يستمروا كل واحد من موقعه، سواء كان رئيس حكومة أو وزير أو برلماني، لأن هذا الشعب الذي منحنا أصواته بكثافة منذ سنة 2011 رغم أنف الحاقدين والحاسدين والمتآمرين، سنبقى بجانبه إلى النهاية.. من الممكن أن ننهزم وأن نخضع للمؤامرة، كل هذا هو امتحان لصلابتنا ولما نريد أن نكون ومن نحن، وإذا كنا مثل قليل من الملح أو السكر فسنذوب في كأس ماء".
وأردف بن كيران قوله، "ولكن يجب أن يعلم أبناء العدالة والتنمية أن الإصلاح هو مجهود مستمر على كل حال، ونريد في بلادنا أن ينتشر الأمن والطمأنينة والاستقرار، وأن يصبح للمواطن كرامة، صحيح نحن في حاجة لبنيات تحتية ومستشفيات ومدراس وجامعات وطرق، ولكن المهم هو أن ترجع للمواطن كرامته ويشعر بأنه مها كان سواء كان غنيا أو فقيرا، أن يشعر في بلده أنه مكرم وأن الدولة تخدمه وتشعر بأنها تتشرف في خدمته، وما دام هذا الهدف لم يتحقق يمكننا أن نصبر على الطرق وعلى المدارس والجامعات، ولا يمكننا أن نصبر على الكرامة".
وعاد الأمين العام ل "البيجيدي"، للحديث عن دور الملكية، حيث قال "أما موقفنا من الملكية فهو موقف استراتيجي كما لا يخفى، لأن الملكية هي أساس بناء الدولة بعد الدين، فلا بد أن تبقى الأمور واضحة، حزب العدالة والتنمية لا يتلاعب في هذا الموضوع، ووفاءه للملكية صادر عن قناعة عقائدية ونظرة إستراتيجية وعهد تابت بيننا وبين الدكتور الخطيب رحمه الله، وستنقله الأجيال عن بعضها البعض"، مضيفا "الملكية التي نتعامل معها على الأسس الشرعية المبنية على الولاء والمناصرة والمناصحة الثابتة والشجاعة والمأدبة، ولكن التي لا يتطرق إليها أي شك ولا يتطرق إليها أي توجس إطلاقا".
بن كيران، تحدث عن الإصلاحات التي أنجزتها الحكومة التي ترأسها منذ سنة 2011، "نحن ساهمنا في مسار الإصلاح بأشياء الآن أصبحت معروفة عند الجميع ويعترف بها القاصي والداني ويعترف بها الداخل والخارج، ومن أراد أن ينكرها فلينكرها، ونحن لن نبالي به"، يضيف قائلا.