قالت البرلمانية أمينة ماء العينين إن "النقاش الدائر اليوم داخل حزبنا و الذي يعتبره الكثيرون صحيا لكنهم لا يدخرون جهدا بالترغيب و الترهيب لوقفه،كشف عن عدة ملاحظات". وأبرزت ماء العينين هذه الملاحظات في الهروب من مناقشة الاشكال في عمقه الى مهاجمة المتبنين لتصور مختلف، وضيق الصدر تجاه من يعبر بطريقة مختلفة يصل الى مقاطعة المداخلات و الصراخ و توزيع الاتهامات داخل لقاءات رسمية في ظاهرة غريبة لم يعرفها الحزب قبلا حتى حينما كنا ننتقد اختيارات حكومة بنكيران وقد حصل ذلك داخل نفس الهيئات بقوة ووضوح. وأضافت ماء العينين، ظهور نوازع تصفية الحسابات الشخصية الدفينة تجاه بنكيران،وهي معروفة داخل الحزب مما يستدعي انتقادها خاصة وأنها بدأت تعبر عن نفسها بأشكال ملحوظة داخل التنظيم،اذ أن النقاش اليوم لا يتعلق بتاتا بالأشخاص حيث يبقى الاستاذان بنكيران و العثماني مقدران ومحترمان و انما النقاش منصب حول تدبير جماعي لمرحلة نتحمل جميعا مسؤوليتها ومسؤولية أخطائها و لا عيب في تشخيصها في افق صياغة ملامح أطروحة المرحلة المقبلة التي لا يختلف اثنان على أهمية فتح نقاش هادئ ومسؤول بخصوصها دون اتهامات أو تخوين او تصفية حسابات أو خوض في النوايا. أشارت أن تغييب نقاش الفكرة و النزوع اللاشعوري الى فكرة التنظيم و تماسكه الشكلي و لو حساب وضوح الفكرة التي تجمع مناضليه ببقية الناس من خارج الحزب. وتابعت بالقول، في الأخير،لابد من وقف حالة الاستقطاب و التصنيف (من مع ومن ضد) و الاعتراف المسؤول أن الهزة القوية التي تعرض لها الحزب الذي غير مساره قسريا في مدة زمنية قصيرة أنتجت تعدد المقاربات و القراءات،و أنتجت تلقائيا مقاومة لمنظور مؤسس على معطيات غير متوفرة للجميع أولا ثم تختلف قراءتها و طريقة التفاعل معها ثانيا. وشددت على ضرورة "القبول بالاختلاف في هذه اللحظة الحساسة ومنح الجميع حقه في التعبير والدفاع عن التصورات او نقدها في جو من الحوار المسؤول والمؤطر بالأخلاق،وهو ما يستوجب النأي عن التمركز حول الأشخاص". ودعت إلى الإنتباه الى أن رد الفعل العفوي و التلقائي الذي بدا داخل الحزب هو تعبير عن قوة الحزب و نبض الحياة داخله،لا يمكن قيادته و تحويل مساره بين عشية وضحاها دون أن نسمع شيئا،ببساطة لأنه ليس كباقي التنظيمات الصماء الخشبية التي يتحرك أعضاؤها بالتوجيهات حرصا على مصالحهم ومواقعهم دون خوض في الفكرة. وأكدت أن مناضلو هذا الحزب تعبأوا و ضحوا ايمانا منهم بالخط الذي اختاره الحزب لتعزيز الاختيار الديمقراطي ومواجهة الفساد والاستبداد والتحكم،وحينما يقرر التخلي عن هذا الاختيار لابد من انتاج أطروحات مقنعة،هذا حق المناضلين،وهنا يجب ان تتجه البوصلة بدل الانخراط في معارك ترمي كرة اللهب داخل الحزب و تغير بوصلته من مواجهة القوى المناوئة للاختيار الديمقراطي الى مواجهة الأعضاء بعضهم لبعض. وختمت تدوينتهابنداء أخوي: لا لقمع النقاش وحرية التعبير،نعم لتأطير النقاش ليخدم أهداف مشروع الاصلاح. وكل انخراط في النقاش من هذا الموقع أو ذاك وجب ما امكن أن يتحرى المبدئية و ينأى عن الشخصنة.