أعلن مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، أمس (الخميس 9 مارس 2017)، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) أعطت تعليمات لاختراق الانتخابات الفرنسية. وقال أسانج، في مؤتمر صحفي، في تعليق على التسريبات الأخيرة لموقعه، إن CIA وضعت آلية متطورة لاستهداف حكومات الدول. وبحسب أسانج فإن العالم يحتاج لاتفاقية مماثلة لمعاهدة جنيف لحماية المواطنين والشركات من الهجمات الإلكترونية، وأن موقعه يسعى في نشاطاته لضمان أمن الاتصالات وحماية الصحافة. وأعرب صاحب "ويكيليكس" عن استعداد منظمته لمنح شركات عاملة في مجال التكنولوجيا وصولا استثنائيا إلى ما لدى موقعه من بيانات فنية تخص آليات الخرق الإلكتروني التي تستخدمها CIA، وذلك لمساعدة هذه الشركات في سد الثغرات في برامجها الحاسوبية التي تعتمد عليها الاستخبارات الأمريكية في تنفيذ مراقبتها، وضمان "أمن الأشخاص". وكان "ويكيليكس" أفاد، الثلاثاء الماضي، بناء على تسريبات، بأن CIA تستخدم القنصلية الأمريكية في مدينة "فرانكورت أم ماين" الألمانية كمقر سري لخبراء القرصنة الإلكترونية. وبحسب ويكيليكس فإن "قراصنة" الوكالة يستخدمون مبنى القنصلية في تنفيذ عملياتهم في أوروبا والشرق الأوسط. ويتبين من الوثائق المسربة أن CIA وضعت برامج ضارة تمكن من مراقبة الأشخاص بواسطة هواتفهم النقالة، بما فيها أجهزة "آيفون"، وكذلك التقنيات التي تسهل الولوج إلى الهواتف الذكية عبر العالم، فهي قادرة على الكشف عن تدفق التسجيلات الصوتية والرسائل الإلكترونية، خاصة في برنامجي "واتساب" و"تلغرام". وانتقد مؤسس ويكيليكس إخفاق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الحفاظ على سلامة ترسانتها من الأسلحة الإلكترونية، قائلا: "وضع مثل هذة الترسانة الهائلة من البرامج الضارة وتخزينها في مكان واحد دون اتخاذ إجراءات أمن مناسبة مثال غير مسبوق من عدم الكفاءة ذي أبعاد كارثية". وأردف قائلا إن "CIA أخفقت في ضمان الأمن المطلوب لهذه الترسانة وجعلت احتمال تسريبها ممكنا وهي الآن تحاول إخفاء المعلومات عنها". وتابع أسانج "من هنا استنتاجنا عن استحالة الحفاظ على التحكم في السلاح السبراني ووسائل الصراع السبرانية. وإذا كنتم تضعون برامج ضارة فسوف تفقدون السيطرة على استخدامها عاجلا أم آجلا. ستكون هذه البرامج ملك الآخرين، ستقع في أيدي الآخرين ولن تستطيعوا منع حدوث ذلك". وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، الخميس، إن برلين ستدقق، "بالتعاون مع شركائنا الأمريكيين"، فيما إذا كان وراء المنشورات الأخيرة لموقع ويكيليكس "جواسيس" في صفوف CIA أم أن الحديث يدور عن مجموعة من القراصنة لا علاقة لهم بالاستخبارات. وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الألمانية برلين أقر دي ميزيير، الخميس، أن سلطات بلاده لا تستطيع تأكيد أو نفي صحة الوثائق المنشورة من قبل ويكيليكس، مشيرا إلى أن وزارته "تأخذ الوضع على محمل الجد".