أستهل هذه المقالة بهذه الأبيات الماتعة الشجية للشاعر حبيب بن علا المطيري لا فض الله فاه و لا نثر أسنانه. يا أهل غزة لا عذرٌ فنعتذرُ وما لنا عن سهام العار مستَتَرُ يا أهل غزة، جبارون، ملحمةٌ من الصمود سُداها الموت والخطرُ أنتم بقايا خيوط الضوء في زمن من الدُّجُنّة بالدّجناء يعتكرُ تقصّف الهول في آجامكم وسرى في حَيْنه وأوار الحرب يستعرُ وحاصرتكم خياناتٌ على رمم من الهشيم تمطّى فوقها القَترُ رماكم العالَم الملعون عن وَتَر وأطبق الكون لا حسُّ ولا خبرُ فما رآكم سوى أسباع مأسدة إذا بدا الهول لا تبقي ولا تذرُ ونحن في هامش التاريخ أُلهيةٌ خُذروفُ غرّ له في لهوه وطرُ كنا إذا أرغم الأعداء هيبتنا أو استباحوا الحمى بالشجب ننتصرُ واليوم لاشجب! حتى الشجب مجترم تأسى له المُهج الحرى وتصطبرُ غزة رمز العزة، مسقط رأس أبي عبد الله الشافعي مضرجة في دمائها في العشر الأواخر من رمضان الفضيل. أين الحكام العرب من مقتل أكثر من سبعين في يوم واحد، من مصرع قرابة 800 شهيدا منذ بدء العدوان الصهيوني الغاشم المبيت بليل المدعوم من قوى الاستكبار العالمي؟ أين القانون الجنائي الدولي و الاتفاقيات الحامية للمدنيين و لم لا تنضم السلطة الفلسطينية إلى النظام الأساس لمحكمة الجنايات الدولية؟! أين محمود عباس، صنو السيسي، من المجازر المجترحة في حق بني جلدته؟ أم يريد قص أظافر حماس الأبية و تجريم صدها للعدوان؟ أم يريد تكريس فكرة أنه جزء من النظام العربي البائد؟! و من نافلة القول، إن الكيان الصهيوني يحتضر رغم العنفوان الظاهري. إنه غير قادر على صد الصواريخ محلية الصنع التي تنطلق من تحت الأرض و مندهش من التألق التكنولوجي للمقاومة رغم الحصار، مشدوه من اختراق إعلامي لقنواته و إطلاق لطائرة بدون طيار تطير فوق الأجواء التي يحتلها العدو ثم ترجع سالمة غانمة . لذا فالكيان الغاشم يعوض نقصه فيقتل المدنيين و الآمنين و سط الأحياء الآهلة بالسكان.