مع استمرار الحرب الصهيوينة على غزة، تتفنن آلة الدمار الصهيونية في التنكيل بالأطفال والنساء والشيوخ العزل من أهل غزة. ومع استمرار المقاومة في الصمود وصد العدوان البربري يجن جنون الاحتلال، فيقصف جنوده بشكل عشوائي كل ما يتحرك على الأرض في محاولة لكسر إرادة المقاومة قبل كسر عظام أهل غزة. وأمام هذه الهمجية الصهيونية التي تنقل بالصوت والصورة عبر فضائيات العالم، يظل العالم بأسره متفرجا على مشاهد من أفلام الرعب الحقيقية التي عجزت سينما هوليود على تصويرها فتكفلت إسرائيل بمباركة دولية على كتابة السيناريو إخراج مشاهد الرعب بلا مؤثرات ولا خدع سينمائية. ولئن كان أهل غزة الصامدون يواجهون آلة الدمار الصهيوني بصدور عارية، فإن ما يقتلهم ألف مرة هو الصمت الدولي بما فيه صمت الإخوة في الدين والعروبة، وتكالب أنظمة الردة العربية، ناهيك عن الغزو الإعلامي الذي تكفل به إعلام الإنقلاب في مصر، إعلام سخر أفواها هي أشد على المحاصرين في غزة من فوهات المدافع، إعلاميون يشتغلون ليل نهار في تواز مع طائرات الأباتشي الصهيونية في قصف المقاومة بالسب والتشويه لتبرير جرائم المحتل من جهة، وتخفيض منسوب التضامن الشعبي من جهة ثانية. إن الحرب القذرة على قطاع غزة قد كشفت بما لا يدع مجالا للشك زيف الشعارات الأممية، وعرت حجم التواطؤ الدولي مع الكيان الصهيوني، وأزالت النقاب عن حجم الخذلان الذي أصابنا كأمة عجزت أن تكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. لكنها في المقابل كشفت عن الهوان الذي يعيشه الجيش الذي لا يقهر، فقد استطاع ثلة من المجاهدين بإمكانياتهم البسيطة زعزعة أركان الكيان الصهيوني، وكبدته خسائر في الأرواح والعتاد، ومرغت المقاومة أنف العدو في التراب بمفاجآتها الميدانية، وبأدائها السياسي المحنك حين رفضت مبادرة الاستسلام المصرية. إن مشاهد التقتيل اليومية تسائلنا جميعا شعوبا وحكومات وضمائر إنسانية، وكل قطرة دم تسيل على أرض القطاع بالقدر الذي تسطر فيه ملاحم العزة والإباء على أرض الإسراء بالقدر الذي تسطر فيه تاريخ الخزي والذل والمهانة والخذلان على جباهنا، كأنها تتوعدنا باللقاء يوم الحساب: ولتسألن يومئذ عن الخذلان !!! جمال والزين