لا يختلف إثنان بأن غزة هاشم تقاوم نيابة عن كرامة أمة المليار و نيف ؛ غزة تلك البقعة الصغيرة ذات النسمة الصغيرة عملاق في وجه دول عربية اختارت أن تلعب دور القزم ؛ يا ليت بعض منها اكتفى فقط بدس رأسه في الرمال و استكان إلى التخاذل و الصمت ؛ بل هناك من ارتضى لنفسه أن يلعب دور الطابور الخامس و يدعم الكيان الصهيوني الغاشم على أهلنا في غزة ؛ و لن نتحدث عن الدعم اللوجستي ؛ و لكن على الدعم الإعلامي ؛ حيث كشروا عن انيابهم و غرسوها في جسد المقاومة الشريفة ؛ لكن هيهات فلحم المقاومة مر و عصي على كل ألوان الغدر و الخيانة ؛ هؤلاء الذين قبلوا بدور البوق الإعلامي للصهاينة يعلمون جيدا ان المقاومة الباسلة في غزة بصمودها الأسطوري تعري عنهم ورقة التوت و تكشف القناع عن وجههم الذميم و عن دورهم كعبييد لتل أبيب .هم يدعون زورا أن المقاومة تختبا وراء مواطنين عزل كدروع بشرية ؛ و هذا محض افتراء ؛ لأن المقاومة و عناصرها هم يتقدمون لائحة من قدموا شهداء من ذويهم و منهم من استشهد ؛ مقاومة شعارها إما النصر أو الشهادة ؛ مقاومة تعشق الاستشهاد في سبيل فلسطين لا يمكن بأي وجه أن تجبن و تختفي وراء الأطفال ؛ و للمطبلين لهذه الأطروحة الصهيونية عليهم أن يعوا جيدا ان المقاومة مطلب شعبي ؛ يحتضنها المواطنون في غزة و يدعمونها .لم يكتف الطابور الخامس بترديد هذه الإفتراءات بل ذهبوا بعيدا إلى حد السخرية من صواريخ المقاومة و من طائراتها الاستطلاعية ؛ ناعتينها بلعب الأطفال ؛و يجهلون و هم الراعي الرسمي للجهل المقدس أن المقاومة برغم الحصار برغم التضييق اجتهدت و صنعت صواريخ تحدت القبة الحديدية و حطمت اسطورتها ؛ و رغم الحصار صنعوا طائرات حلقت في عقر الكيان الصهيوني و زرعت الرعب ؛ فبرغم اختلاف موازين القوى ؛ استطاعت المقاومة أن تصمد في وجه الصهاينة ؛و للمتهكمين و الساخرين أنتم برغم توفركم على ظروف مواتية و امن و أمان لم تستطيعوا صنع حتى إبرة لتخيطوا بها ملابسكم ؛ انتم فعلا أعداء النجاح أعداء النخوة و الكرامة التي تعوزكم ؛ ما دمتم غير قادرين على رفع تحدي مجابهة العدو الغاشم التزموا على الأقل الصمت ودعوا الرجال الأشاوس يسطرون ملاحم العزة و الإباء ؛ اركنوا إلى جبنكم إلى تخاذلكم ودعوا الأبطال يدافعون عن أمة المليار و نيف .و إعلموا أن دماء اطفال غزة هي السد المنيع الذي يحمي أطفالكم ؛ نعم فالنظام العالمي الجديد يعد العدة لكل الدول العربية فبعد بغداد و دمشق اذا سقطت غزة لا قدر الله سنعرف جميعا نفس المصير إذ أكلت يوم أكل الثور الأبيض.