أظهرت دراسة ميدانية أنجزها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" أن نسبة معارضي عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بلغت 63%، مقابل 26% فقط يؤيدون عزله، فيما 11% لم يبدو برأيهم بهذا الخصوص. وعلق المحلل مصطفى خضري على النتيجة قائلا "يظهر من الدراسة أن معارضي عزل الرئيس يقاربون النسبة التي صوتت لصالح الدستور"، مضيفا أن ذلك "يدل على أنً هناك ثباتا في الكتلة الحرجة غير القابلة للحشد الإعلامي"، موضحا أن الإعلام "كان ضد التصويت على الدستور، كما أنه اليوم مع عزل الرئيس محمد مرسي". وكشفت نتائج الدراسة عن أن معارضي عزل الرئيس "أكثر من ضعفي مؤيدي العزل"، وهو "ما يخالف المزاعم التي يروجها الإعلام بشأن تأييد المجتمع المصري لعزل الرئيس مرسي"، حسب ذات المحلل، مضيفا لأن "وجود 11% فقط من المجتمع المصري ممن يفضلون الصمت وعدم الحديث في هذه القضية، مقابل 89% لهم رأي منحاز لأحد طرفي القضية، دليل على ازدياد الوعي السياسي لدى المواطنين المصريين". وأبانت مخرجات الدراسة أن مؤيدي الرئيس محمد مرسي مرتكزون في محافظات شمال الصعيد خاصة المنيا، بني سويف، والفيوم، حيث أن 83% من ساكنة هذه المحافظات يرفضون عزل الرئيس مرسي، مقابل 13% فقط يؤيدون العزل، و4% يفضلون الصمت. ويرفض 73,50% من مواطني محافظات جنوب الصعيد خاصة أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والوادي الجديد والبحر الأحمر، يرفضون عزل الرئيس مرسي، مقابل %17.5 يؤيدون العزل، و9% يفضلون الصمت. نفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لمحافظات القناة وشرق الدلتا وشمال وجنوبسيناء والسويس والإسماعيلية وبورسعيد ودمياط والدقهلية والشرقية، حيث يتضح أن 60% من ساكنيها يرفضون عزل الرئيس مرسي، مقابل 29% يؤيدون العزل، و11% يفضلون الصمت. وأبانت الدراسة أنه في محافظات الإسكندرية ووسط وغرب الدلتا التي تضم الإسكندرية، مطروح، البحيرة، المنوفية، كفر الشيخ، والغربية، فإن 58% يعارضون عزل الرئيس، مقابل 25% يؤيدون العزل، و17% يفضلون الصمت. أما في محافظات القاهرة الكبرى فيتضح من الدراسة أن %52.8 من المستجوبين يرفضون عزل الرئيس، مقابل %36.4 يؤيدون العزل، و%10.8 يفضلون الصمت. وعلق مصطفى الخضري على هذه الأرقام بالقول "إنه بالرغم من غلبة رافضي عزل الرئيس مرسي بجميع المناطق الجغرافية، إلا أنً الكتلة الأكبر توجد بمحافظات شمال وجنوب الصعيد، مقابل تكتل مؤيدي عزل الرئيس مرسي بمحافظات القاهرة الكبرى". وأرجعت الدراسة أسباب معارضة من المجتمع المصري لعزل الرئيس محمد مرسي، إلى كون 91% منهم يرون أنه بداية المشروع الإسلامي وعزله في هذا التوقيت ما هو إلا وأد للمشروع الإسلامي، ويرى 86% أنه الرئيس الشرعي الذي انتخبوه في أول تجربة ديموقراطية، فيما 69% يرجعون السبب إلى وقوفهم ضد رجوع النظام السابق، و57% من معارضي عزل الرئيس مرسي يرفضون حكم العسكر. وأظهرت نتائج الدراسة ذاتها أن 91% من معارضي عزل الرئيس مرسي لهم دوافع عقائدية، "وهو ما يعني أنً معارضتهم لقرار العزل ليست معارضة وقتية يمكن أن تضعف مع مرور الوقت، بل يمكن أن تزيد قوة وصلابة مع شهر رمضان"، يقول المحلل مصطفى خضري. وبينت الدراسة، التي تمت عن طريق المعاينة الطبقية العشوائية على عينة ممثلة للمجتمع المصري بجميع أطيافه وفئاته قدرها 3814 مفردة، أن 72% من مؤيدي العزل هم ضد حكم الإخوان المسلمين كجماعة سياسية، في حين بينت الدراسة أنً 70% من مؤيدي العزل ضد حكم الرئيس محمد مرسي بشخصه، و66% منهم يودون رجوع مدنية الدولة من وجهة نظرهم، في حين يرى 45% من مؤيدي عزل الرئيس أن الحكم العسكري هو المفضل لديهم.