كان يا ما كان، منذ قرابة 60 سنة ، مغرب منتعش سعيد، حاله ك حال السويد، تدريسه يعلم ويفيد، في أقسامه عن 19 تلميذا لا يزيد، أما إعلامه وقنواته فهو للمتلقي يحترم ولايعمل أبدا أبدا على الإستحمار و التبليد، وفي مستشفياته تجد اعتناءا وحسن إستقبال، و لا أثر لسوء معاملات ووعيد، وطرقاتنا لا تخلو من تزفيت وتعبيد، ولم يكن رشوة ولا استغلال نفوذ، ولا استنزاف ثروات، لا من قريب أو بعيد. حتى تسلط علينا بن كيران وحزبه العتيد، و سمعنا ياسبحان الله عن مزوار ولفتيت وبوسعيد، وفضائح بالجملة أو شبه فضائح ماكنا نسمع بها من قبل، فأنتم تعلمون أن المغرب كان سويد. وقامت القيامة وانتفض المنتفضون، وندد المنددون، و "تحزم" الإعلاميون، بعد أن "وصاهم الموصون"، وأمدوهم ب المؤونة والماعون. وسخر الساخرون عندما تحدث بن كيران عن تماسيح وعفاريت، وجن جنونهم عندما ذكر التحكم وطرقه وعراقيله، وانكروا، ألم أقل لكم أن المغرب كان سويد؟ . طيب، عندما تحدث الإعلام عن زواج الشوباني الثاني، ألم يصورونه وكأنه فسق مبين، وهل كنا نعلم عن زيجات وصداقات ومغامرات وزراء عهد البصري وماسبقه أو جاوره؟، ثم تبعتها ما حكي عن دش وغرفة نوم في وزارة اعمارة، ولم يكن إلا سريرا يتيما، ولا جناح ولا هم يحزنون. أينكرون أننا لم نكن لنلتقي ببرلماني من برلمانني مغرب السويد؟ ، ألم يكونوا يمرون كالسحاب بسياراتهم السوداء؟، ولم نكن نفرق بينهم وبين الوزراء؟، بل لم نكن نعرف دورهم أصلا داخل قبة البرلمان، غير الحصانة والهيلمان. ثم سمعنا عن أمانديس، ومشاكل لها أول وليس لها آخر عن شركات التفويض، التي لم تبتدئ اتفاقياتها إلا مع حكومة الفضائح، فالمغرب كان وؤأكد سويد. ومحاولات اقتطاع ديون كانت في ذمة البلديات والمجالس منذ ثلاثين سنة، وأرادوا تنفيذها في عهد جماعات بن كيران. وتلاها ما قيل عن حمق الصديقي عمدة الرباط، والأموال التي حصدها من تأمين صحي. ولماذا أخذ منهم الرباط؟، ولماذا أخذت منهم جهة مولاي علي الشريف هي الأخرى؟، التي جنت عليها، ثرواتها، وأصبحت ضحية تهميش وتفقير، في الوقت الذي يوجد بها أزيد من "60 رخصة للاستخراج الجماعي". فأصبح الشوباني مرة أخرى محط اهتمام ومادة ساخنة نفتتح بها جرائدنا، ومواقعنا، وكأن جل مشاكل المغرب أصبحت في وزراء بن كيران ورؤساء الجهات التابعين لحزبه. ولانعرف عن منجزات إلياس العماري إلا الخير الكثير، والتشغيل الوفير، ومن الاتفاقيات مع الصين، الشيء المثير! !!. ولا نسمع عن مشاريع بيوي رئيس جهة الشرق أبدا، وليس هناك من الإعلاميين من حدثنا عن استغلال نفوذه واستثماره في الطرقات ومقالع الأحجار، حتى الجبال بيعت، وحفظت باسم بعض أصحاب الأموال والقوة، ببني وكيل نواحي وجدة، ولا أحد من هؤلاء الصحفيين النجباء تحدث وتكلم وأصيبوا ب" بالبكم واللقوة". ثم قالوا، هؤلاء احترفوا خطاب المظلومية، والمسكنة وقلة الحيلة واليد، وهل ما فعله لفتيت في رئيس مقاطعة اليوسفية، عندما طالب بعزله دون وجه حق ليس استهداف؟ تضيقه على ميزانية المقاطعات ورفضه التأشير عليها، ليس استهداف؟ تضيقه على المدني رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، ثم على مخيم كشافة المغرب مؤخرا حتى منع عنهم البحر والبر ليس استهداف؟ . وعندما جاءت لالة ومولاتي وزارة الداخلية، وأفتت بحرمة استطلاعات الرأي، وحرمة توزيع أضاحي العيد، وعدم استكمال ورشات الإصلاح، بدعوى الانتخابات، ليس استهداف؟ وهي التي كانت تزفت علينا عيشتنا بروائح " الكودرون" وتعبيد الطرقات شهرا أو شهرين على تاريخ الانتخابات، عندما كان المغرب سويد، ماذا نسميه؟. انتبهوا لتماسيح تريد أن تمسح ذاكرة، لتملأها بما تريد، فيكفي نقر جملة "فضائح حكومة بن كيران"، لتنهال عليك المعلومات السخية، وتنسينا أن للدولة "خدام"، وغيروها وبدلوها ب" كوبل البحر"، "وكوبل البر"، "ووزير الدش"، وحكومة الملتحين، والمتطرفين، ويا سلام على الإبداع في الاختراع. تماسيح وعفاريت، وتحكم، وتسلط، ولوبيات اقتصاد، ولوبيات إعلام، و"حاميها حراميها"، ومحاميها، من أعوان سلطة ومقربين، ونحن وانتم نعلم ذلك، فبأي آلاء الصدق تكذبون؟.