قالت سمية بنخلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحت العلمي وتكوين الأطر إن التجربة المغربية بعد الحراك العربي تجد نفسها في خانة التغيير في إطار الاستمرارية، وعددت بنخلدون عوامل نجاح التجربة المغربية وفي مقدمتها أن المغرب شهد إصلاحات مهمة سبقت الربيع العربي بعشر سنوات، وتمثلت أساسا في اعتماد مسلسل الإنصاف والمصالحة الذي بنى على أسس العدالة الانتقالية وفتح بكل شفافية صفحات ماضي انتهاكات حقوق الإنسان. وأضافت بنخلدون في مداخلة لها أمام المشاركين في الجلسة الأولى من أشغال منتدى (الجزيرة) الثامن، الذي اختتمت أشغاله أمس الأربعاء 28 ماي ونظم حول "إلى أين تتجه حركة التغيير في العالم العربي؟"، حسب نص المداخلة الذي حصلت "الرأي المغربية" على نسخة منه، (أضافت) أنه على عكس كثير من البلدان العربية، لم يتم رفع شعار "ارحل" في وجه النظام السياسي المغربي عقب الحراك الاحتجاجي الذي انطلق تحت لافتة 20 فبراير. وترى المسؤولة الحكومية أنه من بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاح التجربة المغربية التفاف الشعب المغربي على ثوابت جامعة منها الإسلام والالتحام الدائم والمتين بين العرش والشعب، وإجماع المغاربة بمختلف مشاربهم على الوحدة الترابية للمملكة والوقوف في وجه كل محاولة تمس بهذه الوحدة المقدسة، مبرزة أن هذه العوامل مجتمعة جعلت الحراك الشبابي طالب في إطار حضاري بمجموعة من الإصلاحات التي ترمي إلى تمتيع البلد بدستور ديمقراطي وتعزيز الإصلاحات من أجل مزيد من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وإسقاط الفساد. ودعت بنخلدون إلى اعتماد تصنيف للواقع العربي ما بعد حراكه قبل 3 سنوات، وجعل التحولات في مغربه ومشرقه أكثر وضوحا وتمايزا، "خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتجارب الناجحة التي عَبَرَتْ بالشعوب نحو وضع أكثر أمنا واستقرارا وإصلاحا، وفي هذا الصدد، يمكن التوقف عند طبيعة الإصلاحات الدستورية التي عرفها المغرب وتونس والتي تميزت بنزوعها الكبير نحو الانخراط في نادي الدساتير الديمقراطية". تجدر الإشارة إلى أن مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة شارك أيضا في إطار المنتدى في حلقة نقاشية تحت عنوان "مراجعات في مسار التغيير"، كما مثل الشابان المغربيان محمد علي الريحاني ومحمد أكنو المغرب في منبر الشباب الذي عرف مشاركة ست دول عربية.