وجه الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نداء مدويا لأبناء مصر، التي انطلقت ببلادهم، أمس الإثنين 26 ماي، وتستمر اليوم الثلاثاء 27 ماي، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي يخوضها كل من وزير الدفاع السابق وقائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي الإعلامي والرئيس السابق لحزب الكرامة المصري، محذرا إياهم من التصويت على زعيم الانقلاب العسكري في نداء قال فيه: "يا أبناء مصر، حرام عليكم أن تظلموا وطنكم، وتظلموا شهداءكم، وتظلموا إخوانكم، وتظلموا أنفسكم، وتضيعوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، بانتخابكم هذا الظالم، فإن واجبكم أن تقولوا له لا وأن ترفضوا انتخابه " ، مذكرا إياهم بأن هذه "شهادة سيحاسبون عنها أمام الله يوم القيامة". الشيخ القرضاوي أكد في ندائه لأبناء مصر الكنانة بأنه لا يجوز لهم انتخاب من اعتبر أنه "عصى الله، وخان الأمانة وخلع الرئيس الشرعي، وحنث في اليمين، وعطل الدستور، وخالف القانون، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، وأفسد في الأرض" ، مضيفا بأن "واجب الأمة أن تقاوم الظالمين، وتكف أيديهم، وتخرس ألسنتهم، فإن لم تستطع"، وأضاف رئيس علماء المسلمين: "فأقل ما يجب ألا تعينهم على باطلهم". ودعا المصريين إلى رفض المشاركة في الانتخاب الرئاسية التي تجري حاليا، في رسائل مباشرة قال فيها مخاطبا الشعب المصري: "لا تشاركوا في جريمة انتخاب رجل يفرح بمجيئه الصهاينة وغيرهم من أعداء الأمة، لا تشاركوا في انتخاب رجل تلوث من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه بدماء الأبرياء من المصريين"، مؤكدا أن معركة السيسي ليست مع الإسلاميين وحدهم، وإنما مع من ينادي بالحرية، من رموز ثورة يناير بكل طوائفها"، يضيف صاحب النداء، وذكر منهم أحمد ماهر، ومحمد عادل، وغيرهم، ممن يختلف كثيرا مع التيار الإسلامي. كما هاجم الدكتور القرضاوي علماء الأزهر الذين سماهم ب"أصحاب العمائم المزيفة، الذين يزورون الدين على الناس"، مضيفا أن "العمائم التي يضعونها على رؤوسهم ليست عمائم أصيلة بل عمائم من أجل الوظيفة لبسوها في أواخر حياتهم"، وعلماء الأزهر الحقيقيون، يؤكد رئيس الاتحاد، هم شباب الأزهر ورجاله ونساؤه الذين ملؤوا الساحات والميادين، الذين قادوا الركب وتحملوا الصعب، وقالوا للباطل لا بملء أفواههم، الذين تحملوا ضريبة قول الحق أمام حاكم ظالم مستبد، من قتل وجرح وسجن، وليس من يحرقون البخور، ويشهدون الزور ويأكلون على كل الموائد". نداء الشيخ يوسف القرضاوي، الذي اعتبره "كلمة لا بد منها لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، ولو كره المجرمون!"، كلمة أقسم أنها "ليست طمعا في دنيا، ولا خوفا من مخلوق، وإنما كلمة لله سبحانه، وللحق الذي قامت به السموات والأرض"، أكد من خلالها أن هذه "لحظة فاصلة في تاريخ مصر.. يسطر فيها أبناؤها صفحات من نور تضحياتهم ومقاومتهم للظالمين، ورفض الذل والاستعباد، ومقاطعة من يرفع صوته بكلمات سلفه فرعون"، محذرا الشعب المصري الحر، الذي "ضحَّى بالخيرة من أبنائه في ثورة 25 يناير 2011 وما بعدها"، من أن "يخون ثورته وشهداءها، ويسلمها للقتلة السفاحين، الذين لم يبالوا بمن يتَّموا من أطفال، ومن رمَّلوا من زوجات، ومن أثكلوا من أمهات " ، خاتما كلامه بقوله " اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد".