أصدر 201 عالم من مختلف الدول الإسلامية فتوى بتحريم المشاركة في الانتخابات المصرية المقررة اليوم الاثنين 26 ماي و الثلاثاء 29 ماي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفيا، عقدته "اللجنة التنسيقية لفتاوى الأمة الإسلامية" في مدينة إسطنبول، وتلت فيه نص الفتوى، التي حملت عنوان، "تحريم الإقرار بالانقلاب والمشاركة فيه"، في إشارة إلى الانقلاب ضد الرئيس محمد مرسي. ووقَّع على الفتوى 201 عالم من مختلف البلاد الإسلامية، تحت اسم "اللجنة التنسيقية لفتاوى الأمة"، تلاه كل من عضو البرلمان المصري المنحل وعضو "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، "نزار غراب"، و مستشار وزير الأوقاف المصري السابق "سلامة عبد القوي"، و"إسلام الغمري" أحد علماء الأزهر. وحرَّم العلماء، في فتواهم، على المصريين المشاركة في الانتخابات، وعلى الموظفين المساهمة به وعلى القضاة إصدار أي أحكام تتعلق به، مبينين أنَّ الرئيس "محمد مرسي" هو الرئيس الشرعي لمصر بحسب انتخابات ديمقراطية "أجمعت عليها الأمة وأقر بشرعيتها حتى المعارضون له". واستدلوا على صحة فتواهم من الناحية الشرعية بقول الخليفة "عثمان بن عفان" لمن خرج عليه يريد عزله "لن أخلع لباساً ألبسنيه الله عز وجل"، وفتوى الإمام أحمد بن حنبل بأنَّ "حياكة ملابس الظالمين هي عون لهم". ودعا المشاركون، في المؤتمر، المصريين إلى مقاطعة الانتخابات، وأبناء الأمة الإسلامية للوقوف إلى جانب قضية الشعب المصري، مبينين أنَّ مرشح الرئاسة وزير الدفاع السابقعبد الفتاح السيسي، "سنَّ سنة سيئة في الأمة الإسلامية باستخدام منصبه للوصول إلى السلطة"، متهمين إياه "بإعمالِ القتل والتشريد في مصر وتقسيمهم إلى إرهابي وغير إرهابي". وقال "نزار غراب"، لوكالة الأناضول، إنَّ هذه الفتوى تتعلق بتحريم انتخابات الزور، ولا تتضمن أي دعوة للعنف، ونحن مازلنا نؤكد كما سابقاً على الابتعاد عن العنف والالتزام بالسلمية"، مشيراً إلى أنَّ غالبية الشعب المصري يرفضون "الانقلاب العسكري". ودعا عضو البرلمان المنحل علماء الأمة الإسلامية إلى قول كلمتهم بحق حول ما يجري في مصر، كما دعا المسلمين إلى الوقوف بجانب المصريين في محنتهم. ومن أبرز الموقعين على الفتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "يوسف القرضاوي" والداعية المصري "عبد الرحمن عبد الخالق" والنائب في مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي "وليد الطبطبائي" والداعية الكويتي "نبيل العوضي" وغيرهم. وتأتي تلك الفتوى في مقابل فتاوى أخرى صدرت عن مؤسسات وعلماء دين بمصر تدعو إلى المشاركة "بقوة وإيجابية" في الانتخابات، معتبرة أن الفتاوى التي تدعو لمقاطعتها "مرفوضة"، و"مخالفة للشرع". وفي تصريحات له اليوم قال شوقي علام، مفتي مصر، إن "نجاح الانتخابات الرئاسية مطلب وطني ملح"، مشددا علي أهمية ابتعاد الناخبين عن الابتذال والجدال والمشاحنات، وأن يعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات بأن يحكم كل منهم ضميره ليختار من يراه صالحًا لخير البلاد والعباد. وكان علام قد حث، في كلمة تليفزيونية مسجلة، له أمس، الشعب المصري على "المشاركة بقوة وإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مراعاة لمصلحة البلاد واستقرارها". ورفض علام الفتوى التي تحرم المشاركة في الانتخابات، معتبرا إياها "آراء باطلة ومرفوضة تمامًا وتفتقر إلى المعايير المعتبرة في إصدار الفتوى". في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول بالأزهر أن أحمد الطيب، شيخ الأزهر، سيلقي كلمة عقب الادلاء بصوته "يؤكد فيها على ضرورة أن يشارك المصريين في كل استحقاق الوطن". وفي بيان سابق للأزهر اعتبر الفتاوى التي خرجت بتحريم المشاركة في الانتخابات، "شاذة ومغرضة"، وإنما هو أمر ديني وواجب وطني على كافة المصريين مسلمين ومسيحيين. وفي بيان سابق، رفض وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، دعوات المقاطعة للانتخابات معتبرا إياها "فتوى ضالة"، وشدد على أن "المشاركة الإيجابية واجب وطني".