في تعليقه على قضية القياديين في حكرة التوحيد والإصلاح، "مولاي عمر بنحماد" و"فاطمة النجار"، شدد سلمان بونعمان، المفكر والمحلل السياسي المغربي، على أن استغلال الحياة الشخصية للمواطنين بغرض التصفية السياسية للخصوم والتشهير بهم والتشويه مهما كانت مرجعياتهم وايديولوجيتهم ومواقعهم "مدان ومرفوض". واعتبر بونعمان ذلك "جزء من استراتيجيات قديمة/جديدة للنسق التحكمي في الإلهاء عن التناقض الرئيسي للمرحلة وتوجيه الأنظار للنبش في خصوصيات الشخصيات العمومية، وخلق الروايات في سياق فضائحي غامض ومثير.. واختلاق معارك جانبية للقوى الإصلاحية والوطنية ومحاولة شل حركتها وخطابها". ودعا المفكر المغربي إلى الانتباه إلى أن ما وصفه ب"النسق السلطوي" لا هوية له وبدون أخلاق دينية أو مدنية، "فهو قادر على توظيف الدين والحداثة معا واستثمار التقاليد والإرث التاريخي والتعالي الأخلاقي، فضلا عن العاطفة الدينية والعلمانية والإلحاد والتصوف الروحاني وكذا المبادئ الكونية والمواثيق الدولية من أجل تقديس الاستبداد والتخويف من الانتقال إلى الديمقراطية"، حسب تعبيره. وقال إن "النسق التحكمي" يستعمل أيضا "أساليب التوريط والابتزاز والاغراء للنخب بهدف الإسكات والتحجيم والتدجين، في أفق خلق حالة نفسية وشعبية عامة من فقدان الثقة وإضعاف المشاركة ومحاولة إنهاء روح الأمل الإصلاحي وعزل حملته، من خلال الرهان على تحطيم ثنائية التمايز الأخلاقي/ونظافة اليد بعد فشل استراتيجية الاستدراج الى مستنقع الاستقطاب الهوياتي".