رسالة التأكيد هذه المرة جاءت من جهة عليا ومن هيأة حين تم تنصيب كيانها، فلكي لا يأتيها باطل من بين ظهرانيها، ومن لجنة حكماء تجمع صفوة المختصين وأقطاب بتخصصات ومراجع تكوين في غير حاجة لاستحضار تراكماتها، زادها العلمي أو المعرفي أو حتى بعد نظرها وحدسها الإستباقي في قراءة ليس النوايا وإنما الهمسة واللمسة ونسبية النجاح والتوفيق والإستجابة لتطلعات ورؤى مغرب حداثي يروم نقلة نوعية ، يكون التطور الإعلامي أحد مقوماتها، وهي باختصار لجنة حكماء "الهاكا" التي وقعت على شهادة ميلاد، وعلى وثيقة عرفان واعتراف يُحمل في سياق التأشير على منح الترخيص لإطلاق محطة إذاعية موضوعاتية ذات بعد رياضي وهي راديو "مارس" أو"ماروك سبور" برفقة ثلاث إذاعات أخرى "مدينة"، "لوكس" و>ميدا<· وقد يتساءل قارئ ما بعيد عن إيحاءات "الكولسة" وما هو مصمم خلف ستارة الأحداث، ما الداعي لكل هذا التهليل وهذا التمجيد لانبعاث أو إنبثات صوت أثيري رياضي؟ بل ما الرابط بين الترخيص وبين كل هذا التغريد المعلن؟ الإجابة باختصار وحتى لا تطول متاهة البحث وتتعقد فزورة الكشف عن حلقات الربط، هو أنه لولا "المنتخب" الجريدة بطبيعة الحال، لولا مداخلة ومرافعة العنفوان بفاصل احترافي، بدقة في الطرح ووضوح في الأفكار، ولو لا الوقوف الكاريزماتي كما هي عادته وبما تسنى له إنجازه عبر مسافة ممتدة ل 3 عقود من الممارسة الخلاقة والدؤوبة ومن الحرفية الطبيعية المجبولة بالفطرة و ليست المصطنعة، للزميل بدرالدين الإدريسي أمام لجنة حكماء لا تضع مداد وصبر التأييد والترخيص والتأشير الموافقة إلا بعد مباركة سامية واستشارة مطلقة مع عاهل البلاد الملك محمد السادس نصره الله، بما يضفي مسحة من التقدير والشعور بالفخر على من يسعفه الحظ حين يجتاز امتحانها، بل يصبح جيده وعنقه مطوقين بأغلال الوفاء لقيمة التقدير هذا وأيضا الإستجابة لتقليد الثقة· ولأن راديو المدينة الذي يشبه في سياق سرعته في الإنتشار ما تفعله النار بالهشيم، فلقد وجدتني مدفوعا لإفراد هذا العمود بما يريح أعصاب البعض، ويشفي غليل آخرين ويروي فضول وعطش فئة ثالثة سرعان ما هبت لسؤالي، هل صحيح أن "المنتخب" ستكون لها إذاعة رياضية؟ الإجابة: هي نعم، "فالمنتخب" هي شريك فعلي وفعال لراديو "مارس" في تقاطع مصداقي، ونقطة تشارك موضوعي مع زملاء وفاعلين ورجال مال وأعمال يجذبهم نفس تيار الطموح المشروع، كما جذبتهم جاذبية "المنتخب" كصحيفة مصداقية، عصامية صبرت صبر الأنبياء وأوفت وفاءهم لقرائها الكرام، حتى شيدت مدينتها الفاضلة عبر ربوعهم، لتأتي رسالة "الهاكا" وتقول لزميلينا بدرالدين الإدريسي كرجل تنظير وأفكار تستحق أن تدرس ومصطفى بدري كمدير وشخص إحترق كما تحترق الشمعة في كثير من سنون أوج شبابه ليضيئ للآخرين، قالت لهما ولجريدتهما "أدخلوها آمنين"· أليس هذا وحده بكاف ليتوج صرح أكثر من عقدين كفلا الريادة بلا منازع، ووشح الصدر بقلادة النصر ووشاح الإعتراف والمكافأة على إيثار بلا حدود وغطاء بإغذاق وبمنتهى الإخلاص؟ وأليس ما أقرته "الهاكا" بكاف لإلجام وإخراس ألسنة السوء وإلجام خياشم الأذن ويدخلها جحورها المظلمة، لتجر خلفها أذيال الخيبة وسوء الرجاء صاغرة ذليلة؟ وأخيرا أليس هذا بكاف ليزيد من وشائج الإرتباط، من تعميق أواصر الوفاء والحب بين "الجريدة" وقرائها الذين ظلوا يرسمون لجداول الكتابات لصحفيي وطاقم الجريدة صورا من وحي الإستيهام ويؤسسون لهم أصواتا من وحي خيال ما يكتبون آن لهم أن يحولوا كل هذا الواقع الآن·· حين قال المتنبي: وأسمعت كلماتي من به صمم وعظم عنترة ===== أغشى الوغى وأعف عند المغنم· وأجاد أبو فراس: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر===== لم يعب عليهم النقاد ولا من درسوا أشعارهم· هذا المنحى الموغل في مدح الذات والإعتداد بها، لأن المتنبي أعطى لكافور الأخشيدي حقه، وعنترة مدح الخيل والسيف، وأبو فراس أطرى على هارون ووزيره، فكان لزاما إنصاف الذات بأبيات أطربت الأذن والذات، لذلك من حقنا داخل "المنتخب" ولو لحظة لا أن تتملكنا النرجسية السلبية، لكن في التأريخ لشهادة الإعتراف هاته وللإعلان عن نصر الإحترافية، المهنية، المصداقية، والسبق بكل أطيافه· وأخيرا ها هي "المنتخب" تدعوكم ومن الآن لضبط صماخ أذانكم مع ذبذبات راديو مارس بعد 4 أشهر إن شاء الله، للإستعداد لمفاجآت هي من صميم إبداعات وتفتق أفكار رجل مهني أريحي هو مصطفى بدري في إطار شبكة منوعة تخالف الطرح التقليدي الكلاسيكي كما سائد حاليا· بكل لباقة أصوات مدعوة للإكتشاف، هنيئا لك الزميل باكو ولكل الشركاء، هنيئا لكما بدرالدين وبدري بوشاح التقدير، وهنيئا لنا بالإنتماء·· هكذا تعودت "المنتخب" دائما، أن تغرس "فْمارس" وأسألوا الفلاحة عن >اللي فاتو الغرس فْمارس<·