المالي أليو كانطي كان آخر ورقة التوت التي سقطت في زمن تعيش فيه بطولتنا كسادا على مستوى الأهداف تباعا باتت أسماء هدافي البطولة تسقط من اللائحة نتيجة الهجرة المتواصلة لكل إسم لاعب يطفو على سطح البطولة ويخطف الأضواء· ومن سخرية قدر بطولتنا أن الهجرة إنما شملت هدافيها الأربعة الأوائل لتزيد هذه الظاهرة من تراجع مستوى المباريات ليبقى البحث الجدي عن أسماء جديدة تتسلق مراتب لائحة الهدافين· قص الكاميروني كوكو شريط الرحيل وهو المتصدر برصيد 8 أهداف، وعلى طريقه سار مطاردوه من أليو كانطي مهاجم جمعية سلا بسبعة أهداف، الذي وقع لبني ياس الاماراتي وحسن الطير مهاجم الرجاء صاحب المركز الثالث بستة أهداف والذي وقع لنادي الإمارات الإماراتي ومحمد برابح رابعا بخمسة أهداف المنتقل لنادي عجمان الإماراتي·· هكذا بقيت بطولتنا تندب حالها وتلعن حظها العاثر نتيجة الفراغ الذي سيضرب أطنابها برحيل هدافي صدارة القائمة التي لم تعد تحمل أسماءهم بعد رحيلهم تباعا· جرت العادة أن البطولات تلهث دائما وراء انتداب النجوم وتحلم أن يكون بين أظهرها لاعبون مهرة مادام ذلك سيضمن الإثارة ويزيد في الرفع من مستواها، مع الأسف أن بطولتنا تسبح ضد التيار وتأبى إلا أن تخلق الإستثناءات، فمسؤولونا دأبوا على الجري وراء المال والتحمس لكل عرض يأتي من الخارج·· الجشع يغلب على التفكير في كيفية الحفاظ على نجومنا الذي يطاردهم شبح الإحتراف وإنجاز خطط كفيلة بضمان مدخول مهم يضمن وضع الحوافز المغرية للاعبين ويدفعهم ليطردوا حلم الإحتراف، البطولة تشتكي استنزافها من النجوم لقصر نظرة المسيرين والتغليب مصالحهم الشخصية، فهمهم الوحيد يبقى هو التباهي بالنجاح في كسب دراهم معدودة لخزينة الفريق بصفقات تبقى في الأخير مشبوهة ويتناسوا أن التفريط في النجوم يؤثر على الفريق، كما يؤثر أيضا على المجرى العادي للبطولة وبلوغها المستوى الراقي الذي يتوخاه كل غيور على كرتنا الوطنية· اليوم سيضطر لقب الهداف لينطلق من الصفر بعد رحيل الأربعة الأوائل، والأكيد أن الرقم في النهاية سيكون ضعيفا ما دام إيقاع التهديف يمشي مشية البطة البدينة، هذا إن أفرزت مرحلة الإياب هدافا يعرف طريق الشباك جيدا·· والعيب كل العيب على الأندية التي لم تعد قادرة على صناعة هدافين بالإختصاص يصولون ويجولون ليس في موسم واحد، بل في كل المواسم، فالهداف الحقيقي هو من ينجح في بصم إسمه مع الأوائل في كل موسم· لقد أضحى الهداف في البطولة عملة نادرة، يظهر ويختفي مثل طائر الفينق·· فعلا لقد ولى زمن الهدافين الحقيقيين، زمن الهدافين المرعبين، ولم تعد أنديتنا قادرة على إنجاب لاعبين من قيمة البوساتي، التميمي والغياتي ولغريسي وناضر، لأن المسيرين لم يعد يهمهم التكوين بقدر ما يهمهم جمع المال حتى ولو تطلب الأمر تهميش العمل القاعدي والتفريط في النجوم، وحال كرة القدم يقول: >حدثني عن هدافيك وأهدافك، أقول كيف هي بطولتك··< ·