إتحاد الخميسات من الوصيف إلى قراءة اللطيف ذهاب منحوس إغتال رقصة أحيدوس شتان بين الأمس واليوم، ولا أوجه للتشابه والمقارنة بين موسم ألمعي ساطع وذهاب موجع وصافة الأمس ومعاناة اللحظة··· هكذا ينطق لسان حال الجمهور الزموري وهو يتذكر بمرارة كيف انهار سقف الأحلام الزمورية فجأة وكيف عاد الفارس ليترجل عن صهوة فرسه بعد أن أرعب منافسيه وأوحى لهم بميلاد فريق قادر على قهر الكبار ما الذي حصل وعطل المسار في موسم تاريخي قاري أكيد؟؟ الوصافة·· تشريف أم تكليف؟ لم يكن أحد وحتى وإن كان محسوبا على المنجمين الذي يضربون على الرمل فتتفتح أمامهم مسالك الغيبيات ليراهن على ثورة، كالتالي قادها الفارس الزموري الموسم الماضي وهو يحصد الأخضر واليابس في طريقه، وهو يلامس النجوم والنيازك بأصابع يديه، حتى كان قريبا جدا من الظفر بشهد البطولة لو لم تخنه تجربة الأمتار الأخيرة أمام الجيش الملكي أحد القلاع الكبيرة المتمرسة والمتخنة بالتجارب·· لم يكن أحد ليراهن على فريق بالكاد يتحرك بخمس ما تتحرك به القوى الكبيرة (الجيش الملكي، الوداد و الرجاء البيضاويين؟) ويعتمد على زاد بشري قوامه عناصر يمكن وصفها بالمتحمسة لصناعة أسمائها وصياغة تاريخ متفرد لها· نجح إتحاد الخميسات في تخطي حواجز كثيرة، غالب إكراهات المال بفضل عزيمة الرجال (اللاعبين)، و استطاع أن يحصل على وصافة مستحقة بوأته مكانة وإشعاع إعلاميين كبيرين وفرضت على الجميع إحترامه كقوة صاعدة، فتية لكنها معبأة بحماس تفتقده الكثير من الأندية، لكن الكثيرون شككوا في القدرة على الحفاظ على هذا المكسب وصنفوه ضمن خانة التكليف بعد أن اعتقد الكثيرون أنه التشريف الذي سيكون له وقع السحر وسيقلب هرم الأحداث بالبطولة الوطنية وينهي أسطورة القوى الكبرى والسواعد الغليظة التي اعتادت نهش لحم الصغار· بوبادي ضحية أم مسؤول؟ المطاف الذي أنهى أوسينهي به الإتحاد الزموري للخميسات ذهاب البطولة يصنف ضمن خانة المتوسط وأقل من ذلك بدليل أن الفريق بالكاد جمع 15 نقطة، بواقع نقطة واحدة عند كل دورة وإذا استمر على هذا المعدل، فإنه سينهي الموسم ب 30 نقطة وهو ما يعني أنه سيكون مهددا بالنزول بعد أن كان مرشحا للقب الموسم المنصرم· هذا التناقض الغريب في المحصول وإن كان البعض ينسبه للمدرب بوبادي في تحامل صريح وصارخ على هذا الإطار الشاب فإنه في واقع الأمر ليس كذلك، فالمدرب ابن الفريق الذي اعتاد أن تناط به مهمة الإطفائي أو رجل الطوارئ أو حتى >الرويضة سوكور< كلما ساءت نتائج الفريق واستعصى إيجاد بديل محترم، ليس مسؤولا بل ضحية·· لأنه إذا كان المدرب حسين عموتا قد أنجز عملا محترما أو مقبولا، فإن الأرضية اختلفت والظروف تبذلت وسارت نحو الأسوأ ولم تعد مشجعة كما سنأتي إلى تقديمها، حيث عوامل متظافرة لم تسعف بوبادي في إكمال نفس أوراش التألق كما دشنها سلفه لاعتبارات موضوعية، تبدأ من الهاجس النفسي و افتقاد اللاعبين للحماس بعد وعود تحولت لسراب وإنتهاء بانتدابات محدودة وتسريح لقطع غيار مؤثرة (فال والگراوي)، إلى هنا يظهر بوبادي في صورة الضحية دون أن تسقط عنه أجزاء من مسؤولية تدبير الذهاب الموجع ولو بإعمال منطق إرجاع الثقة لعناصره بدأ تسرب موجة من الشك في القدرات لمحاكاة إنجاز الوصافة· أوجاع·· صداع ومرتبة بالقاع لغة الأرقام تتحدث عن نفسها وتلخص الوضع، 15 نقطة (3 انتصارات فقط، 5 تعادلات و5 هزائم) وشح تهديفي 10 أهداف وضعف دفاعي أكد أن التفريط في فال والطراوي دون إيجاد بدائل بنفس القيمة كان خطئا كبير ولو بإعمال الجانب الإنساني مع لاعب قدم الكثير للفريق وكان بحاجة لصفقة خريف العمر التي تنقذه وتنتشله من دوامة التقشف برحاب زمور، الفريق الذي أرعب خصومه بحسه الهجومي وبصرامة دفاعه بات جسرا وقنطرة لمنافسيه وحائطا قصيرا يسهل القفز عليه و اجتيازه بسهولة· وحتى إنتصاراته تحققت على الفرق التي تحتل المراتب المتأخرة (شباب المحمدية، مولودية وجدة وأولمبيك آسفي) ما يعني أنه عجز تماما عن مجاراة إيقاع الفرق التي تعلوه في سلم الترتيب· ذهاب الأوجاع ولد لمناصريه صداعا مزمنا حيث غابت رقصة أحيدوس المعتادة ومعها غابت لغة إقبار وتسفيه أحلام الفرق التي تزور ملعب 18 نونبر الشيء الذي كان يعني بصورة تلقائية الإكتفاء بلعب دور ثانوي، هامشي أو حتى أقل من التنشيطي بكثير في النصف الأول للبطولة بكل المتاعب التي سيتسبب فيها إن لم يتم تدارك الموقف على إعتبار أن البطولة تزداد صعوبة خلال مرحلة الإياب بعد أن تدخل الفرق خانة الحسابات والأرقام ويصبح لكل نقطة قيمتها في بورصة وميزان الأحداث·· ليكون العنوان العريض لذهاب الزموريين (أوجاع ·· صداع·· ثم مرتبة بالقاع)· الإحباط يولد اليأس رغم تسريح الگراوي، فال وحتى الحارس محمدينا، إلا أن سياسة الرئيس الگرتيلي التي يعلن افتخاره بها والتي لا تقبل المزايدات بخصوص تفويت لاعبيه لفرق أخرى بالبطولة الوطنية واشتراطه مبالغ يصفها بالموضوعية ويعتبرها غيره مبالغ فيها من أجل تسريح أجود العناصر، لم تؤت أكلها، ذلك أن السواد الأعظم ونفس الوجوه التي صنعت أفراح الموسم الماضي هي ذاتها المسؤولة عن نكبة هذه السنة فما الذي غيّر الإيقاع على هذا النحو الغريب الذي فاجأ الكثيرين ويفهمه اللاعبون وحدهم ومعهم الشارع الزموري·· العامل الذي تسبب في هذا التراجع المريب على مستوى العطاء يمكن اختزاله في صورة الإحباط الذي أفضى إلى وضع خاتمة مع الثقة في المحيط والمسؤولين ومنه إلى اليأس وقتل الحماس لدى اللاعبين بسبب الصدمة ووقعها القوي عليهم بعد حصولهم على مرتبة الوصافة وانتظارهم لمنحة دسمة توازي قيمة الإنجاز، بعض اللاعبين خلال الصيف المنقضي وهذا بتقديم شهادات حية لمعظمهم بدأ يبني قراءاته وأحلامه على الوعود المقدمة، منهم من بدأ بتشييد بيته فوق قطعة أرضية ومنهم من ركب سيارة من نوع خاص ومنهم من خطط لقضاء فترة العطلة والإستجمام في الضفة الأخرى قبل أن يستيقظوا على مرارة الواقع، وغياب المنحة التي أسسوا عليها سقف أحلامهم بعد أن توقعوا أن تنضاف لمنحة 100 مليون التي ناضلوا لأجلها بعرقهم وتبليل القميص، منحة أخرى لمجالس المدينة بعد أن أصبح للخميسات إشعاع رياضي وكروي يوازي نفس الإشعاع الجغرافي كنقطة إلتقاء ومدار له قيمته· لكن لا هذا ولا ذاك والحصيلة يأس ولاعبون فارغوا المحتوى من زاد الحماس· التقشف وموارد بحدود >السميك< أن يتحرك فريق بموازنة مالية هي في حدود 400 مليون سنتيم ومع ذلك يتحصل على مرتبة ثانية متقدما على فرق تصرف أضعاف أضعاف ما يصرفه، فهذا يصنف ضمن خانة الإعجاز، لكن بالمقابل هناك من لا يعتبر هذا معطى إيجابيا يحسب للمكتب المسير، لأنه إذا لم يستطيع المسير أو الرئيس إيجاد وتدبير موارد قارة لفريقه ساعة العسرة فإنه يثير مجموعة من ردود الفعل المرتبطة بأهليته القيادية وبقدرته على تقمص هذا الدور·· فبعدا انتهاء زمن المسير >مول الشكارة< أصبح الإعتماد على الدعم، المحتضن، المحمول والمستشهر هو الطاغي لكن في مقابل ذلك هناك استراتيجية مرتبطة بالماركوتينغ ومرتبطة بالتسويق ومرتبطة أيضا بالبحث عن مورد قار لفريقه يقيه كل الحرج المرتبط بالبكاء والتذمر· الخميسات هو نموذج لفريق يعيش الخصاص وقلة الدعم والإمداد والإعتماد على 3 إلى 4 مصادر تضخ في خزينته موارد لا يمكن وصفها بالخيالية· لكن البعض يعيب على السيد الگرتيلي انفتاحه على المكونات والكوادر الإقتصادية التي بإمكانها تقديم يد العون للفريق رغم أن المدينة مشهورة بتواجد رجال ممن يمكنهم تقديم الإضافة النوعية كحالة محمد شيبر أحد الأعيان الذين يقدمون دعما يفوق الدعم المالي، دعم محمد بشير هو دعم عيني يهم شريحة الجمهور الزموري حيث يذكر الجميع أكبر حشد تنقل مع الفريق الموسم الماضي للقنيطرة (1200 متفرج، أو المساهمة بأشغال أو أوراش) تهم تجهيزات الفريق، وفي مقابله يوجد شقيقه إدريس شيبر الذي بشهادة الگرتيلي نفسه هو صاحب فضل في التدبير المالي الحكيم بفضل رقابته الصارمة لكل شاذة وفاذة وإحكام تتبع المنافذ تفاديا لكل المنزلقات الممكنة، ورغم أن الفريق عانى حرمانه من عائدات >البيسري< المحاذي للحانة، إلا أن هذا لا يمكن اعتباره ذريعة لسياسة التقشف الممنهجة تجاه مطالب لاعبين معظمهم يجعل كرة القدم مورده الأول والأخير ويعلق على منحة الأحد التي تتأخر وتتراكم أمالا عريضة لإنجاز مخططات سرعان ما تتعطل بفعل تعطل الصرف· عناق العصبة التاريخي هذا الموسم سيكون تاريخيا بكل المقاييس، إذ أن الفريق الزموري سيتسنى له المشاركة في كأس عصبة أبطال إفريقيا أفضل وأرقى وأمجد كأس قاري، وبكل ما تعنيه الكأس والمشاركة في حمولتها الفخرية، وبكل ما تعنيه للمدينة ككل، حيث سيتمكن للخميسات أن تصبح تحت مجهر الأحداث قاريا، لكن التخوف القائم والمشروع هو من مغبة مشاركة كارثية، مشاركة من أجل المشاركة أو مشاركة وتمثيلية وشكلية، على إعتبار أن معطيات حصيلة الذهاب السلبية من الممكن أن تلقي تداعياتها على الفريق الزموري رغم أن القرعة رمت في طريقه في الدور التمهيدي منافسا مغمورا نسبيا ويمكن تجاوزه وهو واليدان الغامبي الخصم الذي لا يشكل عادة أي عقبة أمام منافسيه، لتبقى الفترة الفاصلة عن هذا اللقاء وهي الشهر الواحد، كافية لتصحيح بعض الأخطاء، لإضافة دماء جديدة وللتصالح مع الذات والمحيط أولا·· البعض يعتبر أن رياح العاصمة الرباط أخذت ذوي التأثير وأغفلوا بالتالي شأن الفريق الزموري ويعلقون كبير الآمال على الإلتفات لواقع فريق يغرق في صمت، بل أنه بعض مرتبة الوصيف قد يجد الجمهور الزموري نفسه يقرأ اللطيف، لا نتمنى ذلك·