اتحاد الخميسات أنقذ ماء وجه كرة القدم الوطنية بتأهله إلى الدور الموالي من كأس عصبة الأبطال الإفريقية الخميسات : حميد محدوت- تصوير مولاي إدريس حقق فريق اتحاد الخميسات انجازا رائعا بتأهله إلى الدور القادم من منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية عقب انتصاره على فريق أشانتي كوتوكو بهدفين لصفر في المباراة التي جمعت بين الطرفين يوم الأحد بملعب 18 نونبر أمام أزيد من 4000 متفرج، خرجوا راضين عن المنتوج الكروي الذي قدمه الفارس الزموري أمام ممثل غانا. وجاء تأهل فريق اتحاد الخميسات ليكذب كل التكهنات، ويرد الاعتبار لكرة القدم الوطنية، خاصة بعد الهزيمة المذلة للمنتخب المغربي أمام نظيره الغابوني، وإقصاء الجيش الملكي في نفس الدور على يد هيرتلاند النيجيري، بالإضافة إلى خروج المغرب الفاسي من منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، عقب هزيمته أمام قوافل قفصة التونسي بهدف لصفر. وكان فريق اتحاد الخميسات قد انهزم في مباراة الذهاب بمدينة سيكوندي الغانية بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد، غير أن مباراة العودة حملت معها الأفراح والمسرات بالنسبة لأنصار الفريق الذين عاشوا فرحة عارمة ستبقى موشومة في الذاكرة الرياضية بمنطقة زمور، رغم كونها كانت ممزوجة بمرارة الإحساس ب"الحكرة" بسبب حرمان الجمهور الرياضي المغربي من متعة متابعة طبق كروي شهي عبر القنوات التلفزية الوطنية. وتميزت الجولة الأولى التي انطلقت على إيقاع الأهازيج الشعبية لفرقة "أحيدوس" المحلية باتخاذ الحيطة والحذر من كلا الطرفين، مع ضغط خفيف لفريق اتحاد الخميسات الذي بحث كثيرا عن هدف السبق، لكن الدفاع المتكتل لفريق أشانتي كوتوكو الذي كان يدافع على مرماه بأكبر عدد من اللاعبين حال دون ذلك. ودق العميد توفيق لمرابط ناقوس الخطر على مرمى فريق أشانتي كوتوكو عندما سدد بقوة في الدقيقة 11، لكن الحارس العملاق سولاما عبداللاي تمكن من التصدي للكرة ببراعة. وجرب المدافع الأيسر سعيد آيت باحي حظه في الدقيقة 19 من خلال تمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء انبرى لها المهاجم هشام الفتحي بضربة رأسية مرت جانب الإطار، وعاد اللاعب عادل فهيم في الدقيقة 35 ليهدد مرمى الحارس سولاما، لكن تسديدته القوية كانت تفتقد للتركيز. وتبقى أبرز فرصة سانحة للتسجيل خلال الجولة الأولى هي التي أتيحت لهشام الفتحي في الدقيقة 37 عندما تسلم كرة عميقة من عادل فهيم وانفرد بالمرمى لكن تسديدته تصدى لها الحارس سولاما عبد اللاي ببراعة أمام اندهاش الجميع. ومع بداية الجولة الثانية تمكن فريق اتحاد الخميسات من توقيع هدف السبق بواسطة المدافع الأوسط نورالدين أيت عبد الواحد على اثر ضربة خطأ جانبية نفذها العميد توفيق لمرابط ، وحول اتجاهها بالرأس محمد الشيحاني. وأعطى الهدف دعما معنويا كبيرا للزموريين الذين واصلوا ضغطهم على مرمى الأشانتي، إذ كاد ادريس بلعمري يضاعف الحصة بتسديدة قوية في الدقيقة 50 لكن الحارس مرة أخرى يتدخل بنجاح ويحول الكرة إلى الزاوية. وفي الوقت الذي كان الجمهور ينتظر كيف سيرد الفريق الغاني عن هدف التقدم لفريق اتحاد الخميسات، إذ باللاعب اوساي كوامي يتلقى الإنذار الثاني في الدقيقة 58 وبالتالي الورقة الحمراء على اثر تدخل عنيف في حق اللاعب بلعمري، ليلعب فريق أشانتي كوتوكو بعشرة لاعبين، وهو ما بعثر أوراقه التاكتيكية، وزاد في تقوية عزيمة اللاعبين الزموريين الذين ناقشوا ما تبقى من زمن المباراة باحترافية كبيرة، وبذلوا مجهودات كبيرة توجوها بتسجيل الهدف الثاني من توقيع البديل رحال الخادوري في الدقيقة 83 الذي كان آخر من لمس الكرة بعد تسديدة هشام الفتحي ، لتنتهي المباراة التي أدارها بنجاح الحكم الموريطاني ولد لمغامبودج محمد بنجاح بانتصار مستحق لأشبال المدربين خالد لمخنتر ورشيد الإدريسي بهدفين نظيفين. وعموما فقد قدم فريق اتحاد الخميسات واحدة من أفضل المباريات في مشواره الكروي منذ بداية الموسم الكروي الجاري، وخاصة خلال الجولة الثانية حيث عرف فيها كيف يفك شفرة الجدار الدفاعي لفريق أشانتي كوتوكو الغاني الذي اكتفى طوال زمن المباراة بلعب دور "الدركي" الذي كان همه الوحيد هو مراقبة المرمى من غارات التهديف، غير أنه خرج خاوي الوفاض في نهاية المطاف. وأبى الجمهور الرياضي الذي تابع أطوار المباراة بحماس كبير، وقدم لوحات رائعة في التشجيع بأسلوب حضاري بتأطير من جمعية ديما ديما izk، إلا أن يحتفل بفرحة التأهيل مع اللاعبين الزموريين بطريقته الخاصة من خلال انخراطه في رقصة "أحيدوس" مع المجموعة الفلكلورية المحلية، ما حول أرضية ملعب 18 نونبر إلى "فستفال" حقيقي لم يشهد له مثيل منذ عدة سنوات خلت. للإشارة، فقد عرفت المباراة تنظيما جيدا حيث استعان فريق اتحاد الخميسات بشركة مختصة في هذا المجال استقدمها من خارج مدينة الخميسات، دون أن ننسى المجهودات الكبيرة التي بذلها رجال الأمن ورجال القوات المساعدة من أجل الحفاظ على الروح الرياضية التي ميزت أطوار المباراة، سواء داخل الملعب أو خارجه.