سيدخل إتحاد الخميسات نهاية الأسبوع الحالي التاريخ من أوسع أبوابه حين يرحلون لكوماسي لمواجهة أشانطي كوطوكو العريق بعد اجتياز حاجز والديان الغامبي في الدور الأول دون خوض المواجهة بواقع اعتذار الفريق المذكور، مباراة الذهاب الأولى من نوعها ستتيح أمام رفاق محمد الشيحاني سبر أغوار الأدغال واكتشاف منافسة لا يدخلها إلا الأبطال، قراءة في أحلام وطموحات فارس زموري زاده الحماس· زمور تدخل خارطة العمالقة لأول مرة وعلى امتداد مسافة نصف قرن من الزمن يجد الفارس الزموري نفسه مطوقا بأعباء تمثيلية ليس كغيرها حيث اللعب في عصبة أبطال إفريقيا المنافسة الأغلى، والأكثر جاذبية في القارة السمراء، وصافة الموسم الماضي والطفرة الكبيرة التي أتى عليها أداء رفاق هشام الفاتحي فتحت أمامهم الباب بشكل تلقائي وعفوي لدخول باب المنافسة كممثل ثاني رفقة الجيش الملكي، حيث المراهنة على تمثيلية تحفظ في سجلات وريبرتوارات الإتحاد الإفريقي دون أن تكون شكلية كما هي عادة أي فريق يفتقد لزاد الخبرة والتجربة في مثل هذه المعارك، هكذا إذن ستجد زمور ومعها الإتحاد فارس المدينة الأول أنفسهما في بوابة الأدغال تدق بابها من أجل أن تحظى بحضور ومشاركة مشرفة مع الكبار والعمالقة سيكتب التاريخ أن رحلة غانا الأولى هي رحلة الأحلام بامتياز التي ستجعل أشبال بوبادي يكتشفون معنى التجرد من عبق البطولة الوطنية لمزاحمة أطياف وأجساد خرافية بقارة كونطاكينطي· بعد الوصيف يأتي التكليف لم يحدث أن دونت في سجلات فارس زمور نتيجة ألمعية كالفوز بلقب أو التتويج بكأس ما ظل الفريق الذي يمثل مدينة محدودة الموارد فقيرة على مستوى البنيات والإمكانيات مرادفا لمشاركات من أجل المشاركة كما يقولون، فبين المصعد الذي يقود لقسم الأضواء ثم يعود لينزل به للدرجة الموالية، لم يتسن لإتحاد الخميسات أن يبصم على حضور بطولي· وتسلح جمهوره بالصبر والقناعة بأدوار ثانوية في سلم الترتيب قبل أن يحين الموعد مع الوصافة التاريخية الموسم الماضي، حيث مزاحمة ومناقشة الجيش الملكي لغاية الأمتار الأخيرة للظفر بلقب كان من الممكن أن يدخل الخزانة الزمورية لو آمن بحظوظه أكثر ولو عرف كيف يسخر ويوظف قدراته وإمكاناته على نحو جيد· الآن واليوم بعد تتويج فخري إسمه الوصيف يأتي التكليف في صورة الإطلاع بدور هام وبدور إسمه تمثيل المغرب في المنافسة القارية الكبيرة (عصبة الأبطال)، من أجل إضفاء إشعاع مختلف ومساحة من الإعتراف لمدينة ظلت كرة القدم آخر احتصاصات تألقها، فكيف سيتدبر بوبادي هذا التكليف·· كوطوكو الرهيب في الإنتظار بقدر ما كانت القرعة رحيمة بالفارس الزموري وهي تجنبه خوض دور تمهيدي أول ورحلة شاقة لغامبيا لمواجهة واليدان، بذات القدر الذي جاءت مرعبة ومحفوفة بالخطر وهي تضع فريق أشانطي كوطوكو الذي سبق له وأن واجه الأندية المغربية في كثير من المناسبات القارية وله سجل مرصع بالألقاب ومثخن بالتجربة، بخلاف الفارس الزموري حيث يأتي التنقل لغانا ولكوماسي تحديدا لمواجهة هذا الفريق الصعب المراس الذي واجه الوداد البيضاوي في نهائي كأس الكؤوس (2002) وخسر أمامه بواقع مجموع لقاءي الذهاب والإياب وهدف طلحة هناك على عهد المدرب أوسكار، ثم لعب أمام الجيش الملكي في مناسبتين في نفس المنافسة (عصبة الأبطال) وفي نفس الدور الذي يلاقي فيه إتحاد الخميسات إذ أخرج العساكر في مناسبة وأقصي في الثانية· أشانطي كوطوكو إذن هو فريق صلب قوي ومتمرس واستقباله بملعبه وفي الأجواء المصاحبة لذلك تجعله صاحب أفضلية لطرق أبواب عصام بادة في العديد من المناسبات حتى يطمئن على مصير التأهيل قبل العودة للعب هنا بالخميسات بعد أسبوعين·· الكرة الغانية الغنية عن التعريف وفريق كوطوكو أقوى وأحسن من يمثلها قاريا في ذات المنافسة بجانب قلوب الصنوبر هما أول تجربة يخوضها الفارس الزموري على امتداد تاريخ نشأته ولو ينجح في تجاوز هذا الحاجز حينها سيكتب التاريخ للإتحاد الخميسات أنه فعلا بطل وبصيغة التميز المطلقة· كواليس جديدة والذهاب الصاعق معظم لاعبي إتحاد الخميسات سينبهرون بالأجواء وسيكشون للمرة الأولى في تاريخهم منافسة ومغامرة من هذا النوع، لذلك قد يلتمس لهم آلاف الأعذار إن هم ظلوا الطريق مع البداية على اعتبار أنهم سيلاقون فريقا عملاقا متعودا على منازلة أكبر القوى القارية دون خوف أو ورهبة · وإذا انضاف لهذا، ما يصاحب مثل هذه المباريات على مستوى (التغذية، الكواليس، التحكيم وعوامل الجمهور)، فإن الحصيلة هي ذهاب صاعق محمول على رعب حقيقي· إدريس شيبر الرئيس المنتدب للفريق الزموري ورجل المهام الصعبة في كل تنقلات اللاعبين بالبطولة عمل على تهييئ الأرضية لفريقه بغانا من أجل تفادي كل مفاجأة غير متوقعة على اعتبار أن المقام سيمتد ل 5 أيام فقط وخلالها سيكون لاعبو اتحاد الخميسات على موعد مع التاريخ من أجل اكتشاف الأجواء المصاحبة لكأس عصبة الأبطال التي تعودوا على تتبعها خلف التلفاز· هي نصف الطريق فقط أمام الفارس الزموري بغانا وكل الآمال معقودة على (بلعمري، الشيحاني، فهيم، بادة، آيت باهي، الفاتحي، الحموني ووهدي) من أجل العودة بأخف الأضرار الممكنة من أجل التأهيل إن شاء الله، غير أن التخوفات سرعان ما تتبدد لأن الفارس الزموري يجيد اللعب أمام الفرق التي تنشر المتعة وتلعب بلا صرامة تكتيكية· أقوال زمورية توفيق لمرابط (العميد): >سنحاول تقديم كرة جيدة وبلا خوف تعطى اللمعان والتشريف لكل المغاربة، وإذا كانت أشانتي بحرا فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر<· محمد الشيحاني (لاعب الوسط): >الذهاب إلى كوماسي سيكون بلا نقص، ونتمنى بحول الله أن يساعدنا الجو والطقس لنكون في المستوى<· هشام الفتحي (مهاجم): >نحن سنلعب الكرة لأننا نمثل الخميسات والمغرب·· وأطلب من الله أن يمنحنا العزيمة في تلك الديار<· محمد بوبدي (مدرب الفريق): كيف ترون هذا السفر إلى كوماسي؟ - بوبدي : سندافع عن حظوظنا رغم الأجواء الإفريقية المليئة بالأشواك منها المناخ الحار والجماهير وأرضية الملعب والتحكيم الإفريقي، كلها عوامل سنأخذها بعين الإعتبار وأملنا العودة بنتيجة إيجابية لمناقشة مباراة الإياب بارتياح رغم قلة التجربة وهي أول مشاركة ومع ذلك سنسعى لتمثيل الكرة المغربية وإسعاد الجمهور الزموري· هل هناك إضافات حول التشكيلة؟ - بوبدي : ليس هناك أي تغيير سنلعب بما هو متوفر علما بأن كل الإلتحاقات الجديدة وخاصة الأفارقة غير مشاركة ولا تدخل ضمن التشكيلة التي أرسلت للإتحاد الإفريقي·