الحرس القديم أصبح ذكرى من الماضي تسونامي «الكراطة» أطاح بالصقور لينعش النسور المنتخب :منعم بلمقدم ما كان مجرد وعود صار فعلا وواقعا، وما نطق به رئيس الرجاء تجسد اليوم بالفعل الملموس بعد أن جرفت موجة التغيير الكثير من الأسماء وفرضت تعديلات بالجملة على مراكز وهياكل كثيرة بوكر النسور الخضر. الرجاء تغير جلدها لتظهر «نيو لوك» الموسم القادم، وكرول يضع معايير صارمة لكل وافد من إفريقيا أو غيرها تتطابق مع الكرة الشاملة التي رضعها بهولندا والتي لا تعترف بلاعب غير متعدد المواهب والإختصاص. في المتابعة التالية نقدم لعشاق الخضراء متابعة دقيقة لخلفيات وأبعاد موجة التغيير هاته. موسم إستفز عشاق الخضراء كان موسما كارثيا بكل المقاييس، كيف لا وهو الذي شيع رجاء الألقاب والبطولات لمرتبة الخزي والعار التي لا تليق بتاريخها الحافل والكبير. موسم كان كافيا أيضا لفتح جبهات نقاش حتى وإن ارتفعت حدته في فترة من الفترات لتحديد المسؤولية، ومن تسبب في هذا المنحدر الخطير الذي لم يكن ليتطابق مع الهوية الرجاوية ولا مع ما راهنت عليه بمشروع رئيسها بودريقة بعد العالمية التي أسيء تدبيرها واستثمارها. ولأن الحاجة أم الإختراع كما يقولون، فإن المرض كان دائما سببا في اكتشاف المصل واللقاحات المثالية لمقاومته والقضاء عليه. موسم إستفز هامة النسور وعشاقهم وأصابهم بالإحباط الشديد الذي كان بدورها سببا في دفع بودريقة للخروج على الملإ ليقدم وعوده لصوت الشعب بتطبيق ثورة «الكراطة». الخارجون من القلعة وعد بودريقة بالتغيير وأول التغيير كان مفروضا ولم يكن متوقعا، بعد أن تم تخطيط الأمور بشكل لتنتهي بطريقة تحكمت فيها الصدفة وعوامل أخرى خارجة عن كل التوقعات وما كانت موضع تخطيط مسبق. في بداية الأمر كان كل شيء موضوعا تحت تصرف البنزرتي الذي سيدير ظهره للفريق وسيتخلف بجبن ومكر شديدين عن الحضور، بعد أن استولى على مقدم العقد ونكث وعوده وظل ببلاده قرطاح في حضن نجمها السعيد بسوسة هذه الأيام. خرج البنزرتي أولا وحل مكانه كرول الخيار الذي كان موضوعا في كثير من المرات كرجل طوارئ ، ليحل دوره ويقرر بطريقة هولندية صارمة «على طريقة فان غال» في أمر لاعبين وضع معايير الكرة الشاملة التي تعلمها في بلاده كأساس لكل تعاقد، ليطيح كرول ب 15 لاعبا بالتمام والكمال في أقوى موجة تغيير تطال الفريق. مسح شامل للأجانب تسونامي التغيير و«اللوك» الجديد للرجاء إنطلق بداية بالتخلي عن 3 لاعبين كانوا معارين وهم أشرف لكوريح وأقماري وزكرياء بلمعاشي والذين لم يتأخر المدرب الهولندي في منحهم فرصة التحليق بعيدا وحيث أجواء أخرى غير الرجاء التي لن يكونوا من بين نسورها تحت قيادته. رحل بعدها عدد هائل من اللاعبين وكل ذلك بصيغة تقليدية تكررت وهي الإنفصال بالتراضي والذي استجاب لإرادة كل طرف (اللاعب والفريق) بالبحث عن مجال آخر يتنفس فيه كل واحد بأريحية ومن دون ضيق. رحل شاكو وعقال وإيسن وسعيد فتاح والعسكري والكناوي وبورزوق، ولحق بهم الأجانب جميعهم والذين لم يقنعوا كرول (غامفولا وكوكو ومابيدي وأوساغونا)، لتكون هاته أكبر عملية مسح يقوم بها الفريق في إشارة على نبذ فترة سوداء لا يريد أن يبقي لها أثرا ولا ذكرى. كراطة الرئيس ما حدث هذا الصيف لم يكن ليحدث لولا تعليمات بودريقة ولا تأشير من يوجد بأعلى هرم الفريق وهو محمد بودريقة، ليكون ما حدث متطابقا بالفعل مع وعوده التي طبقها مباشرة بعد تتويج الغريم التقليدي بالدرع. كراطة الرئيس والتي تحولت لعنوان ومطلب أنصار الخضراء بمختلف مواقع التواصل الإجتماعي وجدت صداها في حضور مدرب لا يرحم ومدرب صارم تعامل بواقعية ميزته لاعبا ومؤطرا ولم يقدم بشأنها تنازلات كبيرة، حتى ولو تطلب منه ذلك تجريب دزينة لاعبين لتعويض المغادرين. بهذا الشكل يكون بودريقة قد استجاب لمطالب جمهور الرجاء والتي أدركت أن المراهنة على جيل أدمن الخيبات لن يؤتي نتيجة ولن يسعدهم بالتأكيد بعالمية مكررة. قديوي يحمل مشعل الأحلام هذا الرحيل الجماعي لا بد وأنا يترك قلقا وهواجسا كثيرة بطبيعة الحال داخل فريق تعود أنصاره على متابعة لاعبين يحفظ هواياتهم ويستظهر ميولاتهم عن ظهر قلب. الرجاء الذي تخلى عن 15 لاعبا اكتفى بضم 7 لاعبين بالمقابل ما يطرح السؤال عن الكيفية التي تم تدبير بها الخصاص البشري الملموس بإعمال المقارنة بين الراحلين و المغادرين و بين من عوضوهم. كرول فتح المجال أمام عودة بانون وإلحاق العرجون ومصدق وبوسدرة بالفريق الأول وضم البودليني من البرنوصي والزنيني والقربي والمسعودي وأوال و القطعة الأهم التي ستحمل على أكتفاها الوعد الكبير بالظفر بالدرع هو المارد قديوي. قديوي العاشق للرجاء والذي مر ذات يوم من صفوفه فتى صغيرا قبل التوقيع للجيش يعود للدار البيضاء مرة أخرى بعدما لعب للوداد، ليقود أحلام صوت الشعب في السعي خلف المجد وخلف اللقب الهارب منذ 3 مواسم. هكذا إذن غيرت الرجاء شكلها عملا بمقولة « تبدال اللاعبين راحة». ---------------- هؤلاء جربهم الهولندي ولم يقنعوه منذ قدوم كرول للرجاء وعلى عكس ما كان سائدا في المرحلة السابقة، إشترط أن يكون هو المسؤول الأول والأخير عن أي عملية تعاقد، واشترط أساسا إخضاع كل لاعب لفترة إختبار مهما طالت مدتها. وتناوب على التوافد على مركب الرجاء كل من (النيجيري شونلي أودونلاني والغاني أكاواي والسينغاليايان أوساينو ومورسو ماري والمغربي الإيطالي سهيل الزوهري والغابوني أكسيل مي ندونغ) ولا أحد من هؤلاء أقنع كرول بحمل قميص الرجاء. المدرب يريد مدافعا صورة من القرقوري أكد مصدر رجاوي ل «المنتخب» أن رود كرول المعجب بخصال مساعده طلال القرقوري الدفاعية لما كان لاعبا محترفا (قتالية وانضباط وصرامة في التعامل مع المهاجمين والإندفاع القوي..) إضافة للنزعة الهجومية، صارت هي شروطه لضم أي مدافع للقلعة الخضراء وهي الخصال التي توفرت في اللاعب الغاني «أوال» الذي أقنع كرول ليكون لاعب منتخب البلاك ستارز هو مرافق أولحاج بعمق دفاع الخضراء الموسم القادم، والنسخة الكربونية للقرقوري التي راقت المدرب الهولندي ودائما بإخضاعه للتوجيه. أوساغونا المتمرد خارج المفكرة رفض كريستيان أوساغونا كل الحلول التي وضعت أمامه من طرف مسؤولي الرجاء للعودة والتحاور والتفاوض، ليقرر مراسلة الفريق من بلاده واشترط أن تؤدي الرجاء لفريقه السابق ووكيل أعماله 200 ألف دولار مقابل الحضور. الأمر الواقع الذي حاول اللاعب فرضه لم يرق كرول، والذي تابع أشرطة الفيديو الخاص بمباريات أوساغونا وليقرر على ضوء ما تابع ومواقف اللاعب غير المسؤولة للتخلي عنه، حيث تقدمت الرجاء بشكاية للفيفا ضد لكونه مرتبط بعقد من 3 سنوات رفقة النسور، ووجدت ضالتها في هداف إيفواري لتعويضه. هداف الدوري الأرميني مفاجأة الصيف مباشرة بعد علم كرول بتعنت أوساغونا حتى بدأ التحرك باتجاه إيجاد بديل له ولم يكن هذا البديل كما علمت «المنتخب» غير المهاجم الإيفواري جون جاك بوغوي المحترف بنادي شيراك الأرميني والذي سجل بهذه البطولة 20 هدفا واحتل وصافة هدافي هذه البطولة كما قاد فريقه بعصبة أيطال أوروبا التي سجل فيها 3 أهداف. وكان كرول هو من اقترح هذا اللاعب وأكد أنه يعرف تمام المعرفة قدراته و ما الذي يمكن أن يضيفه للرجاء بخلاف أوساغونا والذي قال أنه ليس بالمهاجم الحاسم الذي تتعلق به آمال جماهير الخضراء. الغاني آوال يرافق أولحاج وتوفيقي مع القربي إشترط كرول ضم لاعبين من جنسية غانية للرجاء، وقال لرئيس الرجاء أنه قبل التوقيع لأي للاعب إفريقي يتوجب النظر للجنسية التي يحملها وما إن كان قادما من بلد له تقاليد وتاريخ في كرة القدم القارية. واقترح كرول ضم لاعبين من البلاك ستارز، الأول هو المدافع أوال وحمل قميص المنتخب الغاني الأول مرارا ليكون رفيق محمد أولحاج في مركز مثل كارثة فعلية وحقيقية الموسم المنصرم داخل صفوف الفريق. في حين سيكون الغاني الثاني وهو لاعب قلوب الصنوبر ويدعى توفيقي مرافقا للقربي بخط الوسط، حيث تم استبدال ثنائية مابيدي وكوكو بهذه الثنائية، على أمل أن تحقق التجانس والتوازن المفتقدين والكفيلين بوضع قطار الرجاء على السكة الصحيحة. الزنيتي يبعث من جديد بوكر النسر قدم الحارس أنس الزنيتي إشارات إيجابية ورائعة بخصوص مستقبل مرمى النسور الخضر، وعلى أنه بيد قفزات أمينة. الزنيتي المصر على الثأر لمساره بعد موسمين باردين وباهتين رفقة الفريق العسكري، أثار إعجاب رود كرول والذي رسمه ليكون الحارس الأول للفريق ويليه علوش، كما أن التجاوب الكبير بين الزنيتي وطارق الجرموني يبشر بالخير بخصوص الوضع الذي سيكون عليه حال دفاع ومرمى النسور التي استقبلت أهدافا كثيرة الموسم المنصرم وفي مباريات سهلة وبحصص عريضة أحيانا. الزنيتي قال ل «المنتخب» أنه سيولد ولادة جديدة رفقة الرجاء، ووعد بتقديم أفضل ما يملك مراهنا على استعادة مكانه بالمنتخب الأول عبر بوابة الخضراء. كوكو يرفض اللعب لغير الخضراء وهذه مكافأته بعد أن دخلت أندية عديدة على خط اللاعب منها شباب الحسيمة وأولمبيك آسفي وكلها انتظرت اللحظة المناسبة لضم هذا اللاعب السخي على مستوى العطاء، حتى عاد كوكو في اليوم التالي ليفاجئ بودريقة ويؤكد له أنه لا يجد قدرة على تمثيل فريق آخر بالبطولة الإحترافية بعد الرجاء. كوكو الذي أذرف الدموع وهو يتخذ القرار الأصعب في مساره باعتزال اللعبة بترك النسور، سيحظى بحفل تكريم في مباراة وداعية ومكافأة اعترف بودريقة أنها ستكون استثنائية للاعب محترف استثنائي لعب للرجاء 8 سنوات بلا انقطاع وخصص له شيكا بقيمة 60 مليون سنتيم. رقمه لن يظهر مجددا بالرجاء قرر رئيس الرجاء حجب رقم كوكو المعتزل والذي غادر الفريق مؤخرا عن الظهور على الأقل الموسم القادم، الرقم 28 لن يعرف طريقه لأي من ظهر لاعبي الرجاء تقديرا للاعب ووفائه، وهي عادة دأبت عليها الفرق الكبيرة مكافأة للاعبيها المخلصين الذين أعطوها الشيء الكثير. متولي وفتاح وبنلمعلم أول فوج مغادر كان الثلاثي أول إشارة على أن جلد الرجاء سيتغير بعد أن تركوا النسور بفترة مبكرة، ولو أنهم توجهوا جميعهم للخليج العربي، قبل أن يعود فتاح ويلتحق بالجيش الملكي. الثلاثي إرتبط ارتباطا وثيقا بالرجاء وارتبط بإنجازات كبيرة وليكون اللاعبون الذين غادروا مؤخرا هم السرب الثاني المنضم لهذه الكوكبة الرجاوية المذهب والإنتماء فيما يؤشر على قوة التغيير. رحيل أكبر معمر وأخيرا إنتهت علاقة «سريع» وادي زم وابن هذه المنطقة الذي اخترق بفضل عصاميته واجتهاده أجواء الرجاء ليضمن اللعب بقميص النسور الخضر 11 سنة متتالية، وهو بالتالي أكبر معمر بالقلعة الخضراء ومتفوقا على الجميع بمن فيهم أولحاج وكوكو اللذين لعبا للرجاء ل 8 مواسم. رشيد السليماني وبهدوء وتفهم إختار الحل الودي ليرحل عن الفريق الذي كان سببا في شهرته وفتح أمام ابن وادي زم باب اللعب للمنتخب الوطني في فترات كثيرة. الطيب بديل للبهليوي ومرزوق عدو السمنة عذب المعد البدني التونسي الذي اشترط رود كرول استقدامه ليكون بطاقمه التقني لاعبي الرجاء، والذين لم يتعودوا على نظام تدريبي صارم بالطريقة التي صممها المهدي مرزوق، والذي اشتهر داخل تونس بكونه أحد أسرار ومفاتيح اللياقة العالية للاعبي الصفاقسي. مرزوق وضع نظاما تدريبيا مضنيا للاعبين للتخلص من السمنة ومن بعض الكيلوغرامات الزائدة، وخاصة للاعبين الذين افتقدوا للتنافسية الموسم المنصرم وبمقدمتهم الصالحي. وارتباطا بموجة التغيير عوض الطيب عبد الله مصطفى البهليوي على رأس الطاقم الطبي للرجاء مع الإلتزام بتتبع دوري للملف الصحي لكل لاعب. التغيير طال طاقم فريق الأمل لم تتوقف التغييرات التي وقع عليها رئيس الرجاء هذا الصيف عند حافة الفريق الأول، بل شملت باقي الفئات وفي مقدمتها فريق الأمل الذي وضع بين يد لاعبين من الجيل الذهبي للخضراء بقيادة رضوان حجري والرائع عمر النجاري مساعدا له وسعيد الدغاي مدربا للحراس.