إختبار المحليين لا شك أن تصفيات كأس أمم إفريقيا للمحليين طلعت في وقت تبحث فيه الكرة المغربية عن مخرج لإنصاف اللاعب المحلي الذي يؤثث فضاء بطولتنا، فلطالما أصابت لاعبي البطولة الغيرة من المحترفين نظير الحظوظ التي يتمتعون بها مع المنتخب المغربي، فرص يراها اللاعبون المحليون تتاح بالجملة لكل لاعب يمارس خارج الحدود، ولطالما انتقد المحليون الحيف واللامبالاة وقلة الإهتمام التي يتعرضون لها مع كل المدربين الذين يتعاقبون على قيادة الأسود، فسارت مثل الموضة، إذ كلما طالعت حوارا لأحد اللاعبين الممارسين بالبطولة إلا وقرأت داخل أحشائه عبارة أستحق أن أحمل القميص الوطني ، أو أتمنى أن يلتفت لي الناخب الوطني ويمنحني الفرصة، هو طبعا يبقى حلم بشروع كأي لاعب طموح تراود مخيلته الأحلام ويتمنى تحقيقها على أرض الواقع، فاللاعب مثل المدرب الذي يشتغل في الظل يتمنى يوما ما أن يدرب فريقا وازنا وكبيرا·· الرياضة بصفة عامة لا تعترف إلا بالعطاء والعمل والمثابرة، فعندما يجتهد الممارس فالأكيد أنه يصل إلى شط النجاح وثماره إنما تأتي على رقعة الميدان، حيث يميز الصالح والطالح وكذا الفاشل والناجح، وقتها لا تنفع عبارات الحوارات ولا انتقاد الإختيارات، وعندما واجه المنتخب المحلي نظيره الليبي وُضع لاعب البطولة تحت المجهر وأمام إختبار حقيقي، ذلك أن المنتخب المحلي هذا إنما تَكَوَّنَ من أبرز ما تحتويه بطولتنا، لذلك جاء هذا المحك ليجيب لاعبي البطولة المحتجين عن جملة الأسئلة العالقة حول الإختيارات، ولماذا لا يحظوا بالثقة من طرف مدربي منتخب الكبار·· فالمباراة كشفت أن اللاعب المحلي لازال أمامه المزيد من الإجتهاد والمثابرة والعمل الدؤوب ليفكر في حمل قميص الكبار ويدخل حلبة التباري المقبلة على صعوبتها· لقد وجد اللاعبون عدة استعصاءات خاصة فيما يتعلق بالإيقاع، رغم الفوز المهم في البصم على المستوى الذي يخول لهم دخول معترك المنافسة في منتخب الكبار، ووحده مصطفى العلاوي الذي قدم إشارات مطمئنة ومشجعة كمهاجم بالإمكان وضعه في التجربة إن هو طبعا طوّر مستواه وعرف كيف يستغل الإمكانيات التي يتوفر عليها، على أن باقي اللاعبين كشفوا على محدوديتهم وعدم بلوغهم المستوى الذي يخول لهم فرض إسمهم على روجي لومير، إلا إذا كان من اجتهاد وإصرار منهم في المراحل المقبلة· ومن يدري قد يتقوى عود اللاعب المحلي في الأيام المقبلة، وهذا ما نتمناه ليوازي مستواه التقني مطالبه بتكافؤ الفرص مع المحترفين، أما المباراة أمام ليبيا فقد كشفت أن أمام المحليين مزيد من الإنتظار والإجتهاد أكثر·