لم تكن الخسارة المذلة التي تعرض لها المنتخب المغربي بالمفاجئة ولا بالغريبة أمام المنتخب الكامروني، وذلك لعدة اعتبارات أهمها قلة خبرة وتجربة أغلب اللاعبين وعدم الإنسجام، ذلك أن مجموعة من اللاعبين يلعبون فيما بينهم لأول مرة، ناهيك عن قوة الخصم وتجربة وحنكة لاعبيه، واصطلح أن تحمل هذه المواجهة غير المتكافئة عنوان أن لا قياس مع وجود الفارق· فعلا كان هناك فارق كبير بين المجموعتين، فوارق خاصة على مستوى الخبرة، وكان ذكر الأسماء التي تؤثث فضاء المنتخب الكامروني يؤكد ذلك على أن البون الشاسع بين لاعبي المنتخبين المغربي والكامروني كإيطو وجيريمي وسونغ وإيمانا وويبو، أو هؤلاء الذين يخوضون أولى مبارياتهم مع أسود الأطلس كالشيحاني أو الذين لا يحملون تجارب دولية كبيرة وغير أساسيين كأولحاج وعدوة والزروالي وهرماش وبنجلون· لذلك كان لزاما على أن المنتخب الكامروني يتسيد المباراة من بابها إلى محرابها ويتلاعب بالمنتخب المغربي كيف ما شاء، حيث تبادر للأذهان أن الأسود غير المروضة يخوضون حصة تدريبية، ولم يجدوا أدنى مقاومة من أصدقاء الحارس نادر لمياغري الذين لعبوا بما يملكون من إمكانياتهم المحدودة والتي تضاهي ما ظهر به المنتخب الكامروني· وكانت الفرصة اختبارية بالنسبة لمجموعة من اللاعبين لقياس درجة استعدادهم لتحمل المسؤولية، خاصة أن المباراة طلعت بالنسبة للمنتخب المغربي بمزيج من العناصر المحترفة والمحلية التي كانت قيد الإختبار، وكان طبيعيا أن تخرج بجملة من الخلاصات التي تهم أداء اللاعبين سواء المحترفين أو المحليين الذين كانت أمامهم الفرصة سانحة لتقديم ما لديهم من عطاء وهم الذين لطالما صرخوا بمبدأ تكافؤ الفرص مع المحترفين· مع الأسف أن المواجهة أكدت مدى الصعوبات التي وجدوها المحليون حيث شارك بعض اللاعبين الجدد كأولحاج والزروالي والشيحاني وبغض النظر على الأجواء التي مرت فيها المواجهة خاصة على المستوى النفسي قياسا مع الوضعية الحرجة التي كان عليها المنتخب المغربي وهو يواجه نظيره الكاميروني، فإن ما قدمه المحليون أكد أن مستواهم هو بعيد كل البعد حاليا لتحمل مسؤولية القميص الوطني، بدليل الصعوبات التي وجدها اللاعبون أمام الأسود غير المروضة لمجاراة إيقاعهم والوقوف أمامهم لمقارعتهم، وأفرزت المواجهة أن عملا كبيرا ينتظر المحليين وبطولتنا على العموم ليصل لاعبو البطولة إلى مستوى الدولية، حيث عكس المحليون الذين شاركوا أمام الكامرون هذا الطرح نظير الأداء المتواضع الذي ظهروا به طوال المباراة· وحتى العناصر المحترفة التي عوضت اللاعبين الأساسيين وجدوا جملة من الصعوبات لمجابهة الكامرونيين، وعلى غرار المحليين سقطوا في فخ هذا الإختبار ولم يقنعوا بأدائهم·· المنتخب المغربي بحاجة إلى تغيير جذري وهيكلة أخرى تعيد الهيبة للأسود وللكرة المغربية التي عانت من الإخفاقات والكبوات منذ إنطلاق التصفيات·