20 فبراير وحركة لقجع لم يتعمد السيد محمد أوزين وهو يلمح في تصريح عفوي إلى أن 20 فبراير القادم سيشكل تاريخا حاسما لإنهاء حالة الهدر التسييري والكروي بالمغرب، من خلال ظهور الخيط الأبيض من الأسود لحقيقة وضعية الجامعة وضرورة عقدها لجمعها العام الكفيل بوقف حالة «السورسي» التي يعيشها الفهري مكرها. التاريخ الذي أشار إليه معالي الوزير يذكر بحركة شهيرة ذابت على السريع مثل حبة أسبرين في كوب ماء، ولأن الوزير حركي الإنتماء فإنه بكل تأكيد كان يقصد أن التاريخ هذه المرة فصل وليس بالهزل وسيختلف في الشكل والمضمون والجملة والتفصيل عن تاريخي 19 يوليوز و 11 نونبر وباقي التواريخ الأخرى غير المأسوف على أحداثها. حالة الإحباط التي تسبب فيها الجمع العام الأخير لجامعة الكرة، وطبيعة الشعور بخيبة الأمل الذي تولد للجميع جراء ما رافق ائتلاف أهل وقبيلة الكرة من تشرذم وصلته رائحته لسويسرا، ساهم ولا شك في حالة البرود المسيطرة حاليا لمعرفة من يكون شرطي مرور الجامعة القادم وبأي شكل ووفق أي مقاسات.. ما بين 11 نونبر تاريخ سحب رخصة السياقة من الجامعة بعد اختراقها علامات التشوير الطرقي التي تحددها الفيفا للمخالفين، واليوم الذي نعيشه تأكدت وقائع وظهرت علامات وإشارات قوية لا تحتمل حجب شمس الحقيقة بالغربال.. اليوم يبدو فوزي لقجع رئيس نهضة بركان والرجل القادم من مجال واختصاص الزراعة لعالم المال وعلبة الميزانية أكثر ثباتا على مواقفه، وأكثر اتزانا في ظهوره وفي صورة العبد الملحاح الذي لا يخيب له رجاء.. سعيا وراء منصب ضاع منه 72 ساعة بعد جمع حتى مطلع الفجر.. لقجع بما يتم من تربيطات وبما يروج في الكواليس، لا شك أنه سيكون أسعد الحاملين للأربعة والأربعين، ما دام أنه سيخلد عيد ميلاده 44 الصيف القادم وهو يمسك بمفاتيح غرفة القيادة الكروية من الرياض الذي لم يهنأ فيه بتتويجه العسير على حساب أكرم بعد مطرقة الفيفا الشهيرة. المهندس الزراعي ورابع أشقائه الذين اختاروا إبحارا في جامعات السوربون ودوفوين والإقتصاد، والرئيس الشرفي لبركان وخريج المدرسة الوطنية للإدارة والمولع بتأطير علي بنبريك وغيرها من الأشياء الكثيرة التي أثرت في مسار ومسيرة الرجل قبل أن يمسك بأختام الميزانية منذ 4 سنوات تقريبا، سيكون عليه أن يضع خلف ظهره كل هذه التجارب الإدارية ليفتح صدره لكرة تختلف عن الفلاحة على مستوى التربة وطبيعة السقي وجودة المنتوج ومقالب المسيرين.. ولأن المشهد تكتنفه ضبابية تعيق الرؤية ولا تسمح بتحديد الأفق بوضوح، فإن الحديث عن ترشيح لقجع للمنصب الذي يشغله اليوم غلام بصيغة وقف التنفيذ والمؤقت، هو واحد من التخمينات المنسجمة مع روح الواقع في ظل تواري أكرم للخلف وحالة الضياع التي عاشها حلفه يوم الجمع العام بعد الإختراق الصريح لوحدته وبعد الجمع العام. الإختلاف الذي يصنع أكثر من فارق اليوم بين ترشيح أكرم ولقجع وأي ترشيحات أخرى هو المشروع، باعتبار أن المشاريع تظل ثابتة لا تتغير في وقت يستبدل فيه الأشخاص المعاطف والعباءات. ولأن لقجع جاء بمشروع لعب فيه ومن خلاله على الوتر الحساس للفرق من الهواة لمظاليم القسم الثاني وانتهاء بأندية الصفوة، وهو وتر الموارد المالية وتحسين أداء سلمها الإقتصادي.. وبعد حالة الفقر المذقع التي تسببت للفرق بعد تجميد الفهري لوضعه و توقيعه، فإن هرولة الفرق تبدو اليوم واقعية صوب تثبيت إبن المنطقة الشرقية على رأس هرم التسيير بالجامعة التي عاشت حالة غير مسبوقة عبر تاريخها الطويل، بعد أن سمحت للفيفا بتلقينها دروس محو أمية كانت في غنى عنها بفعل أكثر من فاعل. لذلك سيكون من الأجدى اليوم لو يتم توضيح الصورة بشكل أفضل لكل المتتبعين، بخصوص وضعية الجامعة وإلى متى ستتحمل دور الإطفائي الذي يلعبه غلام، لأنه في اتضاح وضعية الجامعة اتضاح لمصير ومستقبل فريق وطني سيكون بعد سنة من الآن موضوعا وجها لوجه مع رهان ثقيل جدا إسمه الفوز ب «الكان». لقجع الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا وأحصاها في ترشيحه السابق، وهو في ذلك كان أكثر من ذكي ومحق، كان سباقا لوضع تصور لاختيار مدرب للأسود عبر تشكيل لجنة خبراء ستتكفل بالفرز والإختيار، لذلك ربح الكثير من الوقت وفي حال ترسيمه رئيسا. اليوم أيضا تم تحميل غلام المسكين ما لا يطيق، وبعد أن حضرت الفيفا ورحلت لم يعد هناك من مجال للتصريح الحقيقي بالنوايا وتقديم كشف صريح بالتطلعات حول من يحمل تصورا للمنافسة على الرئاسة ومن أضنته التجربة السابقة فقرر الإنسحاب.. لم يعد مجديا الحديث عن ضرورة التكتم وانتظار أسبوعين لتقديم الترشيح الرسمي، التجارب السابقة والكواليس علمتنا أن ما يطبخ على نارها الهادئة هو من يتحكم في الفسيفساء وفي المشهد الختامي.. لذلك تقول كواليس اللحظة وتحركات البعض على أن لقجع هو الأقرب لخلافة الفهري وعلى أنه قد يظفر بكعكة المنصب حتى قبل 20 فبراير وحركة التغيير التي بشر بها الحركي أوزين لأنه من الأفضل للإثنين معا لو تجنبا هذا التاريخ حتى لا يظل عنوانا مرافقا لكرة مغربية عجزت الكثير من الرياح عن ململتها.. ولكل غاية مفيدة نقول «في كل حركة بركة» المهم أن تقود هذه الحركة الكرة المغربية لطرد حالة التثاؤب التي تعيشها وتسببت لها في الكثير من الأورام الخبيثة والمزمنة.