لا أترك شيئا للصدفة الفوز ب «الكان» حلم جميل تحقيقه يحتاج الكثير من التضحيات إيماني بقدراتي وعامل الثقة ساعداني على النجاح سريعا رفقة روما شهادة طوتي في حقي مؤثرة وهي اعتراف بقيمة اللاعب المغربي تسجيل الأهداف بالكالشيو متعة كبيرة لا يفهمها إلا المهاجمون بهذه البطولة أشياء كثيرة يجب أن تتغير داخل المنتخب الوطني كي يلامس النجاح مجددا بصم على أداء كبير أبهر به المتتبعين لشأن الكالشيو واحد من أقوى البطولات العالمية إن لم يكن أصعبها على الإطلاق.. حضور هلامي رفقة ذئاب العاصمة روما وتألق كبير جعله واحدا من النجوم القلائل الذين تم تسليط الضوء عليهم هذا الموسم. النجم والقائد المهدي بنعطية، بحلة جديدة بعدما خلع ثوب أودينيزي قدم أوراق اعتماده كلاعب كبير، ونجم عالمي قادم للأضواء ولفرض نفسه ضمن «الطوب تان» لأفضل عشرة مدافعين على مستوى العالم. «المنتخب» حاورت بنعطية صانع تألق روما متصدر الكالشيو والموقع على أفضل انطلاقة في تاريخ العاصميين على الإطلاق، فقدم أفكارا جديدة ناضجة تنبئ بميلاد أسطورة كروية جديدة في سماء الكرة المغربية قد تفرض مقارنة مع المقتدر نيبت.. المنتخب: بداية لا يسعنا إلا أن نشكرك على التواصل، وتقديم التهنئة لك على بدايتك الواعدة بالكالشيو رفقة فريقك الجديد، هل كنت تتوقع بداية من هذا الحجم؟ المهدي بنعطية: سأكون صريحا معكم وأؤكد على أنها بداية متوقعة للاعب يؤمن دائما بقدراته وخاصة باستحضار جانب وعامل الثقة بالنفس. حين تكون لاعبا محترفا وتمارس على هذا المستوى العالي من المنافسة، يجب أن تحتكم على ثقة كبيرة في المؤهلات وعلى الكثير من الكاريزما، لأن هذا العامل هو ما يصنع الفارق في نهاية المطاف. المنتخب: ما هي العوامل التي ساعدتك على الدخول السريع في الأجواء أو لنسميها كلمة السر وراء تألقك هذا؟ المهدي بنعطية: لا توجد أسرار الحكاية وما فيها هو أن الإجتهاد في التداريب وخاصة الثقة بالنفس، عامل يساعد اللاعب المحترف على تجاوز أي درجة من الإحباط التي قد تعترض مسيرته. لا يجب أن تنسى أن استفادتي كانت كبيرة من اللعب رفقة أودينيزي وعلى أني تمرست بشكل كبير مع أجواء الكالشيو، كما أنه أنا من اختار اللعب لروما وهنا يكمن السر. الإيمان بالفريق الذي تلعب له والإيمان بالإختيار عامل إضافي يساعد على تخطي كل الصعاب التي من شأنها أن تعترض طريقك لأني كنت أكثر تشبثا باللعب لروما على كل العروض الأخرى التي تلقيتها. المنتخب: ألم تتخوف وأنت تترك أودينيزي كلاعب أساسي أن تتحول لرقم على الهامش ضمن فريق روما؟ المهدي بنعطية: الطريقة التي ألح من خلالها مدرب ومسؤولو روما على التعاقد معي، والرقم الهام الذي عرضوه لهذا الغرض يلخص كل شيء. لا يمكن لمدرب أو فريق كيفما كان نوعه يسعى للتعاقد مع لاعب من اللاعبين ويتعذب لأجل تحقيق هذا ويعمل على جعل هذا اللاعب إحتياطيا أو مجرد قطعة مكملة للمجموعة. مسألة أخرى هو كوني درست العرض جيدا لمعرفتي الدقيقة بروما وحاجيات الفريق للاعب مثلي فجاء التناغم بين كل الأطراف. المنتخب: أن تكون مدافعا متألقا هذا متوقع، اليوم نشاهدك وقد تحولت لهداف، كيف تشرح لنا هذا؟ المهدي بنعطية: المعروف أني مدافع أتطلع دائما لأن أكون في منطلق كل هجمة وأن أشارك في بنائها، وهذه الخاصية رافقتني منذ تجربتي في بداياتي بفرنسا. مع التقدم في السن والممارسة يصبح اللاعب أكثر جرأة على مستوى اتخاذ القرارات وأنا كما قلت لك إيماني الكبير بقدراتي يجعلني أكثر حماسا للإنطلاق للهجوم كلما سنحت الفرصة لذلك. حين أبادر لأن أكون طرفا في هجوم فريقي فلأن العملية تتم دراستها من مختلف الجوانب ولا تتم بشكل إعتباطي وهو ما يعكس نجاحها في نهاية المطاف. المنتخب: كيف تتذوق حلاوة الأهداف التي توقع عليها في بطولة من حجم الكالشيو المعروفة بمدافعيها الكبار؟ المهدي بنعطية: هذه إشارة أخرى تجعلني أكثر سعادة بما حققته لغاية الآن، لأن حلاوة تسجيل هدف بالكالشيو كما قلت لا يعرفها إلا المهاجمون الكبار الذين لعبوا أو ما يزالون يمارسون بهذه البطولة. الجميع يؤكد على أن الكالشيو هو البطولة الأصعب على مستوى العالم، وأنا أستفيد من حين لآخر من الطريقة التي يفكر بها مدافع لإبطال هجمة المنافس فيحالفني الحظ في نهاية المطاف. المنتخب: اللعب لروما مختلف عن التواجد رفقة أودنيز، هل نجحت في فرض نفسك كما ينبغي، أقصد في غرف الملابس وبعيدا عن المستطيل الأخضر؟ المهدي بنعطية: كي تفرض نفسك داخل فريق يضم لاعبين كبارا ويلعبون رفقة المنتخب الإيطالي عليك أن تتحلى بالإحترام اللائق بك أولا. الأداء والتواضع وعدم تجاوز المسافات المرسومة يجعلني محط ثقة وتقدير من طرف الجميع وهذا يشعرني بالفخر والسعادة. المنتخب: النجم طوتي ملك روما وصفك باللاعب «المدمر»، كيف تلقيت شهادة لاعب من هذا الحجم؟ المهدي بنعطية: بالفعل تتبعت شهادة طوتي وكنت سعيدا بها لأنها شهادة في حق كل لاعب مغربي وليست لبنعطية وحده. طوتي من بين اللاعبين الكبار الذين أفتخر بمجاورتهم رفقة دي روسي وشهادته ستبقى راسخة في ذاكرتي زمنا طويلا وهي تتويج لاجتهاد سنوات طويلة من العمل. المنتخب: هل يملك روما مقومات بطل الكالشيو؟ المهدي بنعطية: لم لا؟ بدايتنا أكثر من رائعة وعلى الرغم من ذلك المنافسة ما تزال شاقة والموسم طويل وستكون هناك مفاجآت في القادم من الجولات وهذا علمتني إياه تجربة أودنيزي. المنتخب: نقترب من المنتخب الوطني، تعود للعب أمام جنوب إفريقيا بعد غياب لفترة عن أجواء الأسود ما هو شعورك؟ المهدي بنعطية: في كل المرات كنت أعبر عن سعادتي بتمثيل منتخب بلادي وعلى أني دائما على استعداد للحضور. تغيبت أمام كوت ديفوار بعدما اشتكيت من آلام على مستوى الركبة، واليوم لا يسعني إلا أن أكون على رأس الحضور للإلتقاء من جديد بالجمهور المغربي الذي يستحق الأفضل. المنتخب: لا شك وأنت واحد من المجربين على اطلاع بخبايا المنتخب الوطني، ماذا ينقصه كي يكون حاضرا بقوة كما عودنا سابقا؟ المهدي بنعطية: يحتاج أشياء كثيرة ويحتاج الكثير من الجهد والعمل وخاصة التضحية، تحدثت بل تساءلت مرارا عن السبب وراء الإخفاقات التي تحملناها ولم أجد جوابا مقنعا.. أتمنى أن يتحمل كل واحد مسؤوليته وأن يكون هناك شعور بالتضامن وأن يتغلب جانب الإيثار وحب المصلحة الجماعية، حينها سنعود أقوى مما كنا. المنتخب: بعد سنتين سنخوض «الكان» هنا بالمغرب إن شاء الله كيف تتطلع للمحطة المقبلة؟ المهدي بنعطية: هو حلم جميل ورائع وسيكون مثيرا للإنتباه أن نتوج بهذا اللقب الذي ينتظره الجمهور المغربي. قبل هذا يجب أن نكون اكثر عقلانية في تحديد الأهداف وضبط الأشياء فلا يجب تضخيم الأمور لأني قلت مرارا أنه لدينا لاعبين مميزين وليس لاعبين كبارا وهذا واقع وكلما آمنا بالواقع كان موقفنا أفضل. حاوره: