يقف عصام الراقي سقاء المنتخب الوطني للمحليين والجيش الملكي عند أهمية النقطة التي حققها الفريق الوطني في تونس، واعتبرها قطرة غيث أولى في إنتظار البحث عن التأهيل في مباراة الإياب التي ستكون حاسمة، ودعا بالمناسبة عصام الراقي الجمهور المغربي للحضور بكثافة لدعم وشحن العناصر الوطنية لتكون في الموعد الكبير. كما جرنا الحوار للحديث عن جديد عصام الراقي في عالم الإحتراف حيث توصل بعدة عروض في هذا الشأن كنا قد كشفنا عنها في عدد سابق. وقال بأنه لن يرحل عن الفريق العسكري إلا برضى المسؤولين عن الفريق لأن الجيش الملكي في قلبه إلى الأبد. حوار المتعة والتشويق مع سقاء بألف رئة، تابعوا تفاصيله: المنتخب: عدتم بنتيجة إيجابية من قلب تونس، هل يمكن القول بأنكم أنجزتم نصف المهمة في إنتظار المهمة الكبرى؟ الراقي: بسم الله الرحمان الرحيم، بكل صراحة النتيجة التي حققناها في تونس نعتبرها إيجابية، وهذه نصف المهمة في إنتظار أن ننجز المهمة المتبقية وهي التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالسودان 2011. بالمناسبة أحيي جميع اللاعبين على الإستماثة التي أظهروها في هذه المباراة، وقدموا أداءا مقنعا نالوا على إثره إحترام الجميع وخاصة التونسيين أنفسهم الذين أشادوا بأداء العناصر الوطنية، خاصة وأننا واجهنا منتخب تونس مكون من عدة عناصر تلعب بالمنتخب التونسي الأول، ما يعني أن مهمتنا كانت صعبة للغاية وكان لابد أن نعود بنتيجة إيجابية لوقف سلسلة من النتائج السلبية التي عاشتها منتخباتنا الوطنية، لقد أنجزنا نصف المهمة، ونحن الآن نتهيأ للمهمة الثانية، وبكل صراحة نتيجة التعادل رفعت من معنوياتنا وجعلتنا أمام مسؤولية كبيرة وهي الفوز في مباراة الإياب بميداننا وأمام جمهورنا الذي ننتظر منه الحضور المكثف لدعم هذه العناصر الوطنية الشابة التي تتطلع إلى طي صفحة الأحزان وفتح صفحة الأفراح، لأننا نتوفر على كل الإمكانيات لكي نتجاوز هذه المحطة وندخل محطة أخرى في ظل التحولات التي تعيشها كرة القدم الوطنية بوجود أوراش كبرى ستعود بالنفع العميم على المنظومة الكروية الوطنية، ونحن الآن نتهيأ بجدية وانضباط تحت إشراف المدرب مصطفى الحداوي ومساعده محمد سهيل، إستعدادا لمباراة الإياب التي ستكون حاسمة وفاصلة، وأملنا كبير في تقديم عرض مقنع ومقبول وإنهاء المباراة لصالحنا، وهذه رغبة جميع المغاربة الذين يرون في هذا المنتخب كل الآمال المرجوة، لذلك نحن نريد إسعاد جمهورنا إن شاء الله». المنتخب: وكيف تقرأ مباراة الإياب؟ الراقي: بكل صراحة ستكون مباراة قوية على اعتبار أن المنتخب التونسي سيأتي للمغرب من أجل البحث عن الفوز لأن لا شيء قد إنتهى بالنسبة له، ولكن بالمقابل، التعادل الذي حصلنا عليه حفزنا من أجل الظهور بمستوى مشرف لنضمن تأهيلا مستحقا.. لذلك دخلنا معكسرا إعداديا بالمعمورة حتى يبقى جميع اللاعبين محافظين على جاهزيتهم وطراوتهم البدنية، لنا رغبة كبيرة في الحضور بالسودان، ما يهمنا أن نتعبأ جميعا لهذه المباراة من طرف الجمهور الذي يجب عليه أن يساندنا بكثافة وهذه دعوة أوجهها له عبر منبركم المحترم، وإن شاء الله من جانبنا نحن اللاعبين سنبذل قصارى جهودنا كما فعلنا في الذهاب، بالنظر للأجواء التي نعيشها، وهي أجواء رائعة يسودها الود و الإحترام والإنسجام، وهذا هو سر القوة التي ظهرنا عليها بتونس. المنتخب: على ذكر الأجواء، هل شعوركم بالمسؤولية الملقاة على عاتقكم كلاعبين محليين جعلكم تتضامنون فيما بينكم وتخلقون هذه اللحمة؟ الراقي: تعرفون أن كرة القدم الوطنية مرت من فترة فراغ بفعل أزمة النتائج، وهذا الشيء كان له رد فعل سلبي لدى الجمهور، ما جعلنا نحن كلاعبين ينتمون للبطولة الوطنية نبحث عن التوازن وعن بر النجاة لإعادة الأمل لدى الجمهور المغربي الذي أعرف أنه عانى من الوضعية التي إجتازها الفريق الوطني، عندما تمت المنادة علينا للفريق الوطني كان لابد من أن نشكل هذه اللحمة لأننا بيدنا كل شيء، وإن كنا واجهنا منتخبا يقام له ويقعد، لكن عزيمتنا كانت كبيرة، وواجهناه بلا مركب نقص لأننا الحمد لله نتوفر على عناصر متمرسة ووصلت إلى مرحلة مهمة من النضج التقني، وهناك لابد أن أشير إلى مسألة مهمة وأساسية وهي أن المدرب مصطفى الحداوي إستطاع أن ينجح في ظرفية وجيزة في خلق هذا الجو من الإنضباط والإنسجام بين اللاعبين، وأصبح الجميع يتحدثون بلغة واحدة. وهو الشيء الذي أعطى أكله في مباراة تونس. المنتخب: ما هي الوصفة التي قدمها لكم المدرب مصطفى الحداوي حتى قدمتم هذا المستوى؟ الراقي: ليس هناك أي وصفة، بقدر ما هناك روح جماعية ورغبة لإسعاد الجمهور المغربي، وتجاوز الكبوات التي عشناها في الفترة الأخيرة.. لقد توحدنا جميعا وتعاهدنا على أن نعيد الإعتبار للكرة الوطنية والبطولة الوطنية.. وعلى ذكر مصطفى الحداوي أقول بكل صراحة إنه مدرب يشهد له بكفاءته وخبرته سواء كلاعب سابق في صفوف المنتخب الوطني أو عندما كان لاعبا محترفا، لقد جاء بفلسفة جديدة تقوم على معيار الجاهزية ولا يعترف بالنجومية كلنا سواسية، كلنا في خدمة القميص الوطني، مصطفى الحداوي كان واضحا منذ البداية، أكد لنا بأن جميع المغاربة ينتظروننا وأن هذه فرصة تاريخية للبحث عن مكانة في المنتخب الوطني الأول، وعلينا أن نعيد الإعتبار للكرة الوطنية، هذه هي رغبتنا الكبيرة إن شاء الله يوم 5 يونيو بالدار البيضاء، اليوم الذي نتمنى أن يكون احتفاليا وعرسا جماعيا، و هذا لن يتأتى إلا بالحضور الجماهيري المكثف الذي ننتظره يوم المباراة، لأنه هو السند والداعم الحقيقي للاعبين. المنتخب: بعد أيام معدودة ينطلق العرس العالمي المونديالي الذي يغيب عنه المغرب ألا تحس بنوع من الإحباط؟ الراقي: صحيح، إن غياب المغرب عن المونديال شكل لنا ولجميع المغاربة حزنا عميقا، خاصة وأننا نتوفر على تاريخ رياضي، وعلى إمكانيات أحسن من دول إفريقية حجزت مقعدها مبكرا. صراحة نتأسف لهذا الغياب، وهذه رسالة يجب أن نفهمها جيدا، حرام ما حدث لأنه أساء إلينا، لذلك أقول أنه من واجب أي لاعب نودي عليه لحمل قميص الفريق الوطني عليه أن يقدره ويقدسه لأنه يدافع عن صورة بلد بكامله، ولا يعتبره محطة للعبور للبحث عن أندية كبيرة، الفريق الوطني أكبر من ذلك، وعلى جميع اللاعبين سواء المحترفين أو المحليين أن يعتبروا أن مجرد المناداة عليهم هو في حد ذاته تشريف له أولا.. يجب إعطاء القميص الوطني قيمته التي يستحقها وأكيد إن التهور الذي حصل أدينا عنه الثمن غاليا بغيابنا عن نهائيات كأس إفريقيا ثم الآن عن المونديال، وهذا غير مقبول تماما، أملي أن تكون المحطة القادمة فرصة لتدارك الموقف، وإعادة الإعتبار للقميص الوطني. المنتخب: نعود للحديث معك حول تجربتك مع فريقك الجيش الملكي.. كيف تقيم الحصلية؟ الراقي: هي حصيلة إيجابية، وإن كنا لم نفز بلقب البطولة الوطنية، لقد أنهينا الموسم بارتياح كبير برفقة المدرب عزيز العامري الذي أعاد الثقة للاعبين ومكن الجمهور العسكري من رؤية فريقه بأسلوب تقني جديد، الحمد لله أنا راض عن مستوى فريق الجيش الملكي الذي يبقى فريقا كبيرا، وسيظل في القلب إلى الأبد كفريق مرجعي وزعيم البطولات الوطنية، صحيح لم تكن البداية موفقة، بل متعثرة وهذه هي حال كرة القدم.. وحال الأندية الكبيرة دائما تمر من فترة فراغ.. ولكن الحمد لله كانت النهاية سعيدة. المنتخب: إنتهى عقدك مع الجيش الملكي، وقررت الرحيل أي وجهة ستقصد؟ الراقي: بالفعل قررت تغيير الأجواء لإكراهات عائلية وأسرية فريق الجيش الملكي، فريق كبير وعريق وأحترم مسؤولوه، لذلك قررت أن أرحل عن الفريق إلا برضى مسؤوليه أريد أن تبقى علاقتي قوية مع الفريق العسكري لأنه يبقى في قلبي إلى الأبد حتى وأنا أغادره.. هناك ظروف قاهرة هي التي جعلتني أقرر الرحيل وأنا أعرف بأن المسؤولين عن الفريق العسكري سيسهلون لي هذا المبتغى. المنتخب: هل توصلت بعروض في هذا الصدد؟ الراقي: بالفعل هناك عروض كثيرة من داخل المغرب وخارجه إلا أنني لم أقرر بعد الوجهة التي سأقصدها، حيث إتصل بي العديد من مسؤولي بعض الأندية، إلا أنني كما قلت لابد وأن أرحل بتوافق مع مسؤولي الفريق العسكري الذي نحترمه ونقدره وله تاريخ وسبق أن حمل قميصه عدة نجوم كبار.. وأبدا لا يمكن لي أن أنسى فضل الفريق العسكري علي في مشواري الكروي. المنتخب: وما رأيك في البطولة الوطنية هذا الموسم؟ الراقي: بكل صراحة كان هناك تحول ملحوظ، شاهدنا بطولة فيها فرجة وإثارة وتشويق خاصة فيما يتعلق باللقب الذي ظل معلقا حتى آخر دورة، حيث كان فريق الجيش الملكي هو محور هذه العملية، والحمد لله أخلاقنا أبرزناها في المباراة الأخيرة ضد الرجاء البيضاوي قدمنا صورة حقيقية في نظافة أفكارنا وضميرنا وحققنا فوزا مستحقا أعطى الإنطباع بأن فريق الجيش الملكي يظل كبيرا وشامخا وقدمنا الدليل القاطع بأن فريقنا نظيف وطرف في معادلة المصداقية والنزاهة. المنتخب: هل في اعتقادك نحن جاهزون للإحتراف؟ الراقي: يجب أن يعرف الجميع أننا بلد له تاريخ كروي، له نجوم كبار، والآن بدأنا في وضع أسس الإحتراف من خلال الأوراش الكبرى التي وضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للإنطلاق في هذه المحطة التي ستكون مهمة لكرة القدم الوطنية، نتمنى أن تترجم كل هذه الأوراش على أرض الواقع وبكل تأكيد ستعود بالنفع العميم على الكرة الوطنية.. وبخصوص الإحتراف أقول بكل صراحة إننا قدرون على الدخول إلى الإحتراف، ما يلزمنا فقط الإمكانيات، وأعتقد بأن المسؤولين يشتغلون في هذا الصدد لإيجاد ذلك، وأكيد عندما يطبق الإحتراف بالمغرب، فإن جميع اللاعبين لن يفكروا في الرحيل لأن الأمور ستصبح مقننة وواضحة خاصة على المستوى المادي، اللاعب يرحل عن البطولة فقط للبحث عن تحسين وضعيته الإجتماعية، وأكيد لو توفرت له الظروف الممكنة لن يفكر في الرحيل. المنتخب: نعود للحديث مرة أخرى عن الفريق الوطني للمحليين، هل يمكن القول بأن هذا المنتخب هو نواة المنتخب الأول وأن نضيف عليه بعض المحترفين وكفى المومنين شر القتال؟ الراقي: بالفعل في المنتخب الوطني للمحليين عناصر تستحق صراحة حمل قميص المنتخب الوطني الأول، أظن بأننا أعطينا إشارة قوية في هذا الصدد بالتلاحم والتجانس وشكلنا لجنة واحدة بنبض وإحساس الوطن.. هذه هي قوتنا، قررنا أن نطوي صفحة الأحزان، وأن نعود للأفراح، الجمهور ينتظر منا نتيجة الفوز والتأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا بالسودان، والناخب الوطني سيكون ملزما باختيار بعض العناصر المحلية لإقحامها مع المحترفين، لذلك سنعمل على بذل مجهود أكبر لكي نستعيد توازننا، وجميع اللاعبين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.. ويدركون كذلك أن هناك جمهورا عريضا ينتظرهم.. المنتخب: ألا ترى أن المباراة أمام تونس ستكون قوية وأن الضغط سيكون علينا؟ الراقي: لا شيء حسم حتى الآن، قمنا بجولة أولى موفقة أعطت الإنطباع بأن بمقدورنا أن نسير بعيدا، في إنتظار الجولة الثانية، لدينا لاعبون أبانوا على مهارات كبيرة وإن شاء الله سيكونون في الموعد يوم 5 يونيو بالدار البيضاء، يجب أن نتعبأ جميعاً لأن الأمر هنا يتعلق بالكرة الوطنية وحضورنا في نهائيات كأس إفريقيا بالسودان 2011 سيكون جميلا ورائعا. المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟ الراقي: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى أن تتحقق أمنيتي في حمل قميص فريق أجد فيه ما أرغب، وأشكر إدارة الجيش على دعمها لي شخصيا ولجميع اللاعبين، وأطلب من الجمهور أن يأتي بكثافة يوم المباراة لدعم وشحن العناصر الوطنية حتى تحقق المبتغى إن شاء الله.. ونسعد جميعا بعودتنا للواجهة الإفريقية..