أصبحت أخجل من لقاء الجمهور كي لا يسألني؟ هذا كابوس واللقب أصبح مستحيلا أبرز عصام الراقي سقاء الفريق العسكري حجم الأزمة التي يعيشها فريقه، بقوله أنه أصبح يتفادى الخروج كي لا يلتقي بأنصار الجيش حتى لا يسألوه عن النتائج الحالية وإيجاد تفسير لها، وأنه لا يفهم ما الذي يحدث تحديدا، كما قال أن الموسم الحالي يشبه كابوسًا حقيقيًا، وأنه مل من تكرار أسطوانة سوء الحظ والطالع التي ظل يكررها لتبرير واقع الإنتكاسات المتلاحقة. - المنتخب: كان سيكون من المنطقي والأفضل لو شخصنا واقع الجيش الملكي وهو في أفضل أحواله، على أن نتحدث عن فريق بمرجعية البطل ليتعذب هكذا، ما تعلقيك؟ عصام الراقي: بدوري وأنا واحد من أفراد الفريق، لا أعلم ولا أعرف ما الذي يجري تحديدا، لا يوجد لدي تفسير و اقعي للأزمة الحالية، كما لا أتوفر على مفاتيح تشخيص أسباب النكسة، لأني أصنف ما يحصل حاليا نكسة على اعتبار أن الفريق بتاريخه غير مسموح له بأن يجتاز ظرفا عصيبا كهذا. - المنتخب: في لقاء سابق معك قلت أن هذه مرحلة فراغ وستزول، لكنها طالت أكثر من اللازم، هل ما زالت تسميها مرحلة فراغ؟ عصام الراقي: لا، ليست مرحلة فراغ، لأنه لا يوجد موسم كامل إسمه موسم فراغ، أنا شخصيا قدمت إعتذاري لأنصار الفريق ولجمهوره على كل التواضع الذي مررنا منه، على كل الصدمات التي حصلت، ولا يمكن أن أتحمل أو أن أظل لوحدي كل مرة أرهق نفسي بتقديم هذه الإعتذارات. - المنتخب: (مقاطعا)، هل تتملص من المسؤولية، أم تحملها لأطراف معينة؟ عصام الراقي: ما يهمني أو الشيء الذي أصبح يهمني أنا شخصيا هو أن أدخل المباراة وأن أودي الواجب المطلوب مني بآمانة ونزاهة، أن أبذل كل ما في وسعي كي أكون في مستوى التطلعات وأن أشرف القميص الذي أحمله ولست مسؤولا كي أقيم أداء غيري. - المنتخب: أن تتوفروا على كل هذه الإمكانات وتعيشوا وضعا كهذا، أكيد أنكم موضع مساءلة من طرف الجمهور ومن حقه أن يطرح أسئلة القلق. عصام الراقي: وأنا قلت لك مرارا أن أكثر ما يجعلني أشعر بالخجل والإستحياء هو هذا الجمهور، لقد أصبحت أستحيي من لقاء الناس بالخارج لتفادي تقديم إجابات مقنعة تكررت دون جدوى، في كل مناسبة وفي لقاءات خارجية بعيدا عن الرباط وخلال كل مباراة يتأكد حضورهم المكثف لدعمنا ونخذله، لم يعد لدي بالدارجة «الوجه ليكذب عليهم مجددا»، أما مسألة الإمكانات فهذه أسطوانة قديمة، حيث لم يعد هناك فريق صغير وآخر كبير أو تقول أن هناك نجوم أو شيء من هذا القبيل، الملعب هو الحكم وهو الفيصل. - المنتخب: هل معنى هذا أنكم أنزلتم أيديكم ورضيتم بما هو حاصل؟ عصام الراقي: لو كان الأمر بيدي لكانت هناك حكاية أخرى، حين تتكرر نفس النكسات ونفس الإخفاقات فالأكيد أن الشك يتضاعف والثقة بالنفس تقل، وبالتالي تصبح العناصر فاقدة للطموح والإرادة. - المنتخب: أكيد أن حلم اللقب ضاع، وهذه في حقيقة الأمر مسألة عادية، لكن المأساة أن تعانوا في أسفل الترتيب؟ عصام الراقي: إذا ما نحن حسبنا الأمور بحسبة المنطق، فإن مسألة الفوز باللقب لم نخسرها ولم تضع بعد، لأن النقاط متقاربة بشكل كبير بين الجميع، لكن بناء على معطيات أخرى من قبيل المستوى الذي نقدمه وعدم الثبات في النتائج، فإن الواقع يقول بخسارتنا لرهان اللقب. أنت وضعت الأصبع على الجرح لأنه في حقيقة الأمر، هناك واحد من يفوز باللقب في نهاية المطاف، لكن المؤسف هو أن نحتل المرتبة الحالية التي لا تشرف ولا تليق بسمعتنا. - المنتخب: الفوز بكأس العرش، هل يمكن القول أنه أنقذ موسمكم، علما أن الجمهور لا يضع هذا الإعتبار ضمن تقييمه للحصيلة؟ عصام الراقي: صحيح لأنه برغم القيمة الكبيرة لكأس العرش فإن صفة الزعيم التي لازمت الفريق، فإنه كسبها من خلال فوزه بعديد البطولات، وحين يتأخر في سلم الترتيب بالبطولة لهذه المرتبة، فالأكيد أن كل إنجاز سابق يتبخر ويصبح بلا قيمة. - المنتخب: ماذا يحصل بالتحديد، خاصة وأن تسجيل 8 أهداف في 20 دورة تبقى مسألة مستفزة نوعا ما؟ - عصام الراقي: نجري التداريب بشكل عادي، حاولنا مرارا شحن أنفسنا أو لنقل تحفيز الذات، لكن «الغالب الله»، كل مرة كنا نصطدم بنتيجة معاكسة تعيدنا لنقطة الصفر، لو نظرنا لكل لاعب منا خاصة على مستوى خط الهجوم فالأكيد أن الحصيلة التهديفية لا تبرز حجم ما هو موجود، وهذه واحدة من المصائب التي لا أجد لها تفسيرا. - المنتخب: ما دور المدرب في هذه المعادلة المخجلة، ألا يتحمل برأيك قسطا من المسؤولية؟ عصام الراقي: ليس من حقي أن أقيم أو أن أحاكم أداء المدرب حتى لا يفهم كلامي بصيغة أخرى مغايرة أؤدي من خلالها الثمن غاليا، على أي ما أعلمه أن النتائج تحاكم مستوى أي كان و«العربون باين». - المنتخب: اللقب، هل بات حلما هاربا، هذا هو الجواب الذي ينتظره الجمهور، كيف تقرأ ما تبقى من مسار للفريق الذي تجهل أهدافه بالتحديد؟ عصام الراقي: حتى لا نضحك أو نكذب على أنفسنا فإن اللقب أصبح في عداد المستحيلات، أقول هذا ولا أريد أن يحملوني المسؤولية بعدها بأن يقولوا أنا سبب في تيئيسي لباقي العناصر.. واقع الأداء والمستوى ككل يقول بأن إدراكنا ل 14 نقطة التي تفصلنا عن أصحاب الصدارة في غاية الصعوبة، وهذا كابوس حقيقي لم أكن أتوقعه وأثر على توازني النفسي حتى داخل الأسرة وفي حياتي الخاصة، لكن سأقاتل رفقة اللاعبين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.