قطعا يبقى المهدي بنعطية واحدا من أشهر أللاعبين المغاربة، الذين سطروا لأنفسهم مشوارا مليئا بالتجارب الوازنة والألقاب الثقيلة، حيث سيكون واحدا من نجوم كأس العالم الذين ستلقى عليهم الأضواء، باعتباره عميدا للمنتخب المغربي، الذي يعول كثيرا على تجربته وخبرته الدولية، لذلك تعلق عليه آمال كبيرة في مونديال روسيا، وهو الذي يلعب لأكثر من عقد من الزمن مع الأسود، حيث يعتبر إلى جانب مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي من أقدم اللاعبين في عرين الأسود. بين المغرب والجزائر كان على المهدي بنعطية الذي رأى النور في فرنسا أن يختار بين المغرب أو الجزائر، والسبب أن والده من أصول مغربية أحمد المتقي، وأمه جزائرية وتحمل نسب بنعطية، لكن لشيء الأهم أن هذا الإختيار لم يشكل له عائقا ولا جعله يفكر أو يتردد في حسم الإختيار، حيث كان حاسما في هذا الأمر، عندما قرر حمل قميص المنتخب المغربي، في وقت لم يكن معروفا، بل يمكن التأكيد أنه كان مغمورا عندما كان يمارس بنادي كليرمون فوت الفرنسي بالقسم الثاني، ومع ذلك كان الإيمان بإمكانياته وقدرته ليشكل إضافة مهمة في دفاع المنتخب المغربي، وهو ما كان ، حيث تسلق المراتب وبصم على حضور جيد، ليصبح قائد الأسود منذ سنة 2013 خلفا للحسين خرجة. حلم طال انتظاره كان أول ظهور للمهدي بنعطية مع المنتخب سنة 2008، في مباراة زامبيا، وانطلقت مسيرة بنعطية مع الأسود، حيث بدأ يكسب مكانه مباراة بعد أخرى، وشارك في مجموعة من المناسبات الدولية، أهمها كأس أمام إفريقيا، غير أن حلم بنعطية الكبير كان أن يشارك في كأس العالم، بعد أن حقق مجموعة من الإنجازات. تعذر على بنعطية أن يحقق هذا الحلم في نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، وأعاد نفس الفشل في مونديال 2014 بالبرازيل، لذلك بقيت أمامه فرصة واحدة في نسخة روسيا، خاصة أنه يبلغ من العمر 31 سنة، حيث كان يدرك أنه من الصعب تحقيق هذا الحلم والمشاركة في مونديال 2026، لذلك راهن على هذه النسخة. وكانت الثالثة ثابتة لبنعطية، حيث تحقق الحلم الذي إنتظره أكثر من عقد من الزمن، إذ سيكون حاضرا في روسيا وواحدا من نجوم المونديال وعميد كتيبة الأسود. مشوار غير سهل ترعرع بنعطية في منطقة إفري بفرنسا، وانضم لناشئي نادي إفري ومن ثم إلى مدرسة كرة القدم ببريطيني، لكن العيون التي تبحث عن المواهب ضمته، وانضم إلى نادي غانغان إلى جانب الإيفواري ديديي دروغبا، بعد أن طُرد من مدرسة كلير فونطين بسبب اتهامه بسرقة هاتف محمول. الإنضمام إلى نادٍ ذي شعبية كبيرة كان في موسم 20052006 بعد الإلتحاق بأولمبيك مارسيليا، لكن مدرب الفريق، لم يقتنع بمؤهلاته لتتم إعارته بعد ذلك إلى نادي "تور" في الموسم التالي، ورغم الإمكانيات التي أظهرها اللاعب، الذي بدأ مشوار كرة القدم باللعب في خط الهجوم، وهو ما يفسر النزعة التهديفية للاعب أمام شباك الخصوم، إلا أنه لم يشارك كثيرا. لكن آمال بنعطية تحطمت مجددا مع مارسيليا الفرنسي، الذي عاد له من الإعارة خلال موسم 2007 - 2008، ولم يستطع الحصول على مكان أساسي في تشكيلة الفريق، ليخرج بإعارة مرة أخرى لنادي لوريان الذي كان فألا سيئا بعد الإنضمام إليه، حيث عانى من إصابة أبعدته عن المستطيل الأخضر لفترة طويلة. لكل مجتهد نصيب تعاقد بنعطية مع كليرمون فوت عام 2008 الذي يلعب في الدرجة الثانية، وتنفس الصعداء ومسح الماضي بكل مساوئه ليفكر في انطلاقة جديدة تحقق له طموحاته، وتألق بشكل ملفت مع هذا الفريق. إنتقل بعد ذلك إلى أودينيزي الإيطالي سنة 2010، بعد سنتين قضاهما في صفوف كليرمون فوت، ولعب خلالها 57 مباراة شهدت ممارسة هوايته في هز شباك الخصوم، ليخوض تجربة جديدة في الكالتشيو الإيطالي الذي قدر موهبته ضمن نادي روما، واكتسب عبره مهارات الدفاع الصلب ليصنف ضمن أفضل لاعبي البطولة الإيطالية والعالم. عميد الأسود في روسيا يدرك بنعطية المسؤولية الملقاة على عاتقه في روسيا، والدور الذي سيلعبه في المونديال، ولن يكون غريبا أن يكون بنعطية هو الأكثر تأثيرا بالمنتخب المغربي، قياسا بشخصيته وتجربته، خاصة أنه لعب لأعتد الأندية الأوروبية، كروما وجوفنتوس الإيطاليين وبايرن ميونيخ الألماني، يقول بنعطية: «إنه حلم تحقق بتأهل المنتخب المغربي للمونديال بعد 20 سنة من الإنتظار، كان الجمهور المغربي بحاجة لعودة الأسود إلى الواجهة، لأن الكرة المغربية رائدة في القارة الإفريقية، وكان لا بد من تكسير الفشل المونديالي، والعودة لواجهة كأس العالم، لقد سطرنا مسارا جيدا في التصفيات، وكانت نتائجنا ملفتة في المباريات الحاسمة، لذلك يستحق هذا الجيل كل الإشادة، وطبعا سأتحمل قيادته، وكل شرف أن أكون عميدا له، لذلك أتمنى أن نوقع على مشاركة ناجحة». واحد من نجوم المونديال سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على بنعطية وحضوره في المونديال، واعتبرته نجم المنتخب المغربي، وأكثر اللاعبين شعبية بعرين الأسود، وقد مكنته تجاربه الأوروبية الكبيرة وحمله ألوان فرق من قيمة جوفنتوس أن يكون محط المتابعة الإعلامية، ووضعته في خانة نجوم هذا المونديال. يقول بنعطية: «لدينا مجموعة شابة من اللاعبين، ومنهم من هو حديث العهد بعرين الأسود، حيث تنقصهم لتجربة والخبرة، لذلك أسعى إلى جانب الأحمدي وبوصوفة وأمرابط إلى دعهمم ومساندتهم، ليستأنسوا بالأجواء، ويرفعوا من درجة ثقتهم، المونديال سيكون بالنسبة لنا حلما تحقق، وكل لاعب يتمنى أن يبصم على حضور جيد، بدوري أتمنى أن أقدم مردودا وحضورا جيدين، فبعد ما حققت إنجازات في تجاربي مع الأندية، أتمنى أن أترك بصمة جيدة في المونديال.