عندما يقرر السنيغالي مرتضى فال العودة إلى بيته الأول، إلى منطلق تألقه وبدايات انتصاراته لموهبته.. عندما يقرر العودة إلى حضن المغرب التطواني بعد تجربة احترافية بالخليج العربي، وحمل قميص الوداد البيضاوي الذي حقق معه نتائج جيدة مساهما في فوزه بلقب البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب.. فإن لذلك معنى واحدا هو أن مرتضى فال مقتنع تماما بأن اللعب مجددا ل»الحمامة» هو بمثابة عودة للأصل، لكي يساهم مع باقي زملائه في بقاء «الماط» ضمن حظيرة الكبار بعد النتائج الكارثية في مرحلة الذهاب. «المنتخب» حاصرت مرتضى فال وجست نبض عودته، وكيف وجد فريقه وقد تغير كليا، وتحول من فريق قوي ينافس على الألقاب إلى فريق ضعيف يصارع من أجل البقاء.. وكيف تعاهد هو وزملاؤه على أن «الحمامة» لن تقع وستحلق عاليا في سماء البطولة الاحترافية مرة أخرى، انطلاقا من تحقيق نتائج رائعة في مرحلة الإياب. تعالوا نبحر مع مرتضى فال في هذا الحوار الشيق.. - المنتخب: ما السر في النتائج الإيجابية التي حققها المغرب التطواني في الدورات الأخير؟ فال: الأمور واضحة جدا.. لقد استرجع جميع اللعبين ثقتهم وتحرروا من الضغوطات الكبيرة التي كانت تلازمهم منذ انطلاق البطولة.. وبفضل العمل الكبير الذي يقوم به المدرب المقتدر عبد الواحد بنحساين وطاقمه التقني عادت الأمور إلى نصابها، وعرف الفريق كيف يعود إلى الطريق الصحيح، وكيف يسترجع بريقه المفقود.. ونأمل أن نواصل العمل على هذا النحو لتحقيق المبتغى ألا وهو ضمان البقاء في قسم الكبار. أعتقد أن المغرب التطواني لا يستحق الرتبة التي يتواجد عليها حاليا.. لكن بما أن الثقة عادت للاعبين فإننا سنبذل كل الجهود حتى نحقق ما نصبو إليه خصوصا أن المدرب بنحساين الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة على الفريق سيبذل هو الآخر كل جهوده لمواصلة تحقيق النتائج الطيبة في القادم من المباريات خصوصا أمام جماهيرنا وبملعبنا. - المنتخب: في ظل هذه الصحوة المتأخرة هل تعتقد أن بمقدور المغرب التطواني أن يحافظ على مكانته بين الكبار؟ فال: بطبيعة الحال إذا واصلنا هذه الصحوة وكسبنا المزيد من النقاط فإننا سنحافظ على مكانتنا ضمن قسم الكبار.. نحن سنخوض المباريات المتبقية بنفس الحماس وبنفس العزيمة وبنفس الإصرار.. وإذا طبقنا تعليمات المدرب ونجحنا في فرض أسلوب لعبنا فإننا سنحقق النتائج المتوخاة وسنخرج من المحنة التي نعاني منها.. نجتاج فقط إلى مزيد من الدعم ومن المآزرة حتى يشعر اللاعبون بمزيد من الحماس للعطاء أكثر.. وهنا أشكر جماهيرنا على دعمهم المتواصل، وأطلب منهم المزيد.. وبفضلهم سنضمن البقاء. - المنتخب: لا بد أنه إحساس خاص إنتابك وأنت تعود مجددا للمغرب التطواني هذا الموسم، كيف تشعر بهذه العودة؟ فال: إنها لحظة تاريخية لا تنسى، حيث وجدت في استقبالي جميع مكونات الفريق ما أشعرني بأنني لم أغادر هذا الفريق الذي وجدته قد تغير بشكل كبير على مستوى تركيبته البشرية، لكن رغم ذلك لم أحس أبدا أنني غريب داخله, لقد تلقيت ترحيبا كبيرا من طرف جميع مكونات الفريق والجماهير التطوانية التي تربطني بها علاقة احترام كبيرة. - المنتخب: وهل كنت بالفعل تتوقع أن يكون المغرب التطواني بهذا المستوى؟ فال: أبدا لأنني التحقت بالفريق في فترة الإنتقالات الصيفية واستعدنا للموسم الرياضي بالشكل المطلوب خضنا مجموعة من المباريات الودية كان الفريق يقدم فيها مستوى جيد, ما زاد من عزيمتي لأقدم كل ما لدي ليكون الفريق في المستوى المطلوب كما كان يراهن عليه المكتب المسير. - المنتخب: ألم تكن تدرك أن التغييرات الجدرية التي عرفها المغرب التطواني سيكون لها انعكسات كبيرة على مستقبله هذا الموسم؟ فال: كنت أعرف ذلك لكنني كنت أظن أن الأمور ستسير في الطريق الصحيح, لكن مع انطلاق البطولة تغيرت الأمور وأصبح الفريق يقدم مستوى لا يليق بسمعته كفريق فائز بلقبين للبطولة المغربية الاحترافية, لأن العناصر التي تم جلبها ينقصها الخبرة والتجربة ضمن قسم الكبار, ما زاد من معانات الفريق واستعصت الأمور مع مرور الدورات رغم المجهودات الجبارة التي قام بها المدرب بن شيخة لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان, ليفضل بعد ذلك الرحيل لفتح المجال للمدرب يوسف فرتوت. - المنتخب: ولكن مع يوسف فرتوت لم يتغير الشيء الكثير في الفريق. فال: هذا صحيح.. لكن فرتوت لم ينل فرصته كاملة.. وأعتقد أن الأمور لم تمش كما كان يطمح هو، إضافة إلى أنه سوء الفهم الذي حصل بينه وبين الإدارة المسيرة عجل برحيله. - المنتخب: طبعا حل محله عبد الواحد بنحساين وهو من أبناء الفريق، كيف ترى حظوظ المغرب التطواني مع بنحساين؟ فال: بنجساين من أبناء الفريق ويعرف الشيء الكثير عنه.. ويستطيع أن يكون المدرب المناسب في الوقت المناسب.. وربما قد يحقق بنحساين نفس المسار الذي يسير عليه حاليا مدرب اتحاد طنجة إدريس المرابط.. بنحساين له من التجربة ما يكفي وأظن أن مرحلة الاياب ستكون الانطلاقة الحقيقة للمغرب التطواني مع بنحساين، خاصة أن جميع اللاعبين يعرفونه حق المعرفة، ولديهم رغبة عارمة في التعامل معه، كما أن لديهم رغبة أكيدة في الحفاظ على الفريق ضمن أندية الكبار. (يتبع)