أرغم فريق المغرب التطواني مضيفه الوداد البيضاوي على التعادل السلبي، ونجح أشبال المدرب بنحساين بانضباطهم التكتيكي الجيد في وقف المد الهجومي للفريق الأحمر وسلسلة نتائجه الإيجابية،الأفضلية كانت للوداد في أغلب اللحظات،لكن أشبال المدرب البنزرتي عجزوا على غير العادة في إيجاد طريقهم نحو شباك الحارس اليوسفي، تعادل بطعم الفوز للزوار لكنه بطعم الهزيمة بالنسبة للوداد. انتقل فريق الحمامة البيضاء للعاصمة الإقتصادية، في رحلة طويلة و محفوفة بكل المخاطر باعتبار مواجهته لفريق يسير في خط تصاعدي تحت قيادة مدربه فوزي البنزرتي،و يعيش انتعاشة على مستوى النتائج الإيجابية إلى جانب استعادته لفعاليته الهجومية التي مكنته من التغلب على منافسيه بحصص عريضة أخرها سباعية في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية على حساب ضيفه ويليامس فيل الإيفواري، المباراة التي جرت في ختام فعاليات الدورة 20 لم تكن رحيمة بالفريق التطواني الذي استعاد بدوره نغمة الفوز في الدورة السابقة تحت قيادة مدربه الجديد بن حساين. المدرب فوزي البنزرتي حافظ على استقرار تشكيلته الرسمية بحضور أغلب العناصر التي اعتمد عليها في المباريات الأخيرة بحضور الحارس لعروبي في العرين،و رباعي الدفاع نوصير،نهيري،عطوشي و كومارا.و أمامهما الثنائي نقاش و السعيدي،ثم الثلاثي الكارتي،تيغازوي و حداد في حين تقمص الحسوني دور رأس الحربة.ليظل الإطار التونسي بذلك وفيا لنهج (4-2-3-1).و من جانبه اعتمد بنحساين على شاكلة (4-4-2) مع تواجد أربعة لاعبين بنزعة هجومية،و يتعلق الأمر بالصالحي،الكورش،نعيم و الواصلي. ومن هنا ظهرت نوايا الزوار بتحصين الدفاع بستة لاعبين مع الإعتماد على الهجمات المرتدة المنظمة،و السريعة بهدف مباغثة الدفاع الودادي،و على عكس ما كان منتظرا فإن أول تهديد كان من جانب الزوار في الدقيقة الثانية تدخل على إثره الحارس لعروبي. وفي الدقيقة 12 انسلال من الجهة اليسرى بواسطة الواصلي الذي سدد في يد الحارس الودادي،بعد هذه المحاولة تابعنا رد فعل الوداد و أول تمريرة جانبية و كانت من نوصير في الدقيقة 14،لكنها لم تستغل نفس اللاعب عاد ليزود الهجوم بكرة جانبية من الجهة اليمنى شكلت الخطورة،قبل أن يبعدها الدفاع التطواني بصعوبة في الدقيقة 15،و بعد دقيقة واحدة تيغازوي يكسر عملية الشرود و ينفرد لكن العارضة تحرمه من افتتاح الحصة.الرد التطواني جاء في الدقيقة 33 بعد تكسير الكورش لعملية الشرود،تدخل الحارس لعروبي خارج منطقته يكلفه الإنذار و كرة ثابتة لم يستغلها نعيم بشكل جيد،و ضاعت هذه المحاولة على الزوار. الفريق الأحمر كان الأفضل و الأقوى و نجح في التحكم على مستوى خط الوسط و خلق مجموعة من المحاولات،و بعد مرور حوالي نصف ساعة من اللعب نوصير الذي كان نشيطا في الجهة اليمنى يغادر أرضية الملعب بسبب الإصابة ليعوضه الهاشيمي في أول تغيير اضطراري،لكن ذلك لم يمنع المجموعة الودادية من الإستمرار في الضغط على مرمى اليوسفي،و في الدقيقة 41 تيغازوي يفتقد للتركيز و يسدد فوق المرمى بعد تمريرة نهيري. و في الدقيقة 44 نفس اللاعب يراوغ الموساوي، وعوض التمرير فضل التسديد فوق المرمى ليضيع على فريقه هدفا محققا،قبل ان يعلن الحكم محمد النحيح على نهاية الشوط الأول بالبياض بين الطرفين. مع بداية الشوط الثاني تابع الزوار انضباطهم و نهجهم التكتيكي الذي اعتمد الضغط على حامل الكرة، والحراسة اللصيقة على مفاتيح لعب الوداد،و هو الأسلوب الذي نجحوا فيه طيلة الشوط الأول بحفاظهم على نظافة الشباك.كما ظل وفيا للحملات المضادة السريعة و كانت أخطرها في الدقيقة 60 حين أنهاها الموساوي بتسديدة محادية. وفي الدقيقة 66 طالب الوداديون بضربة جزاء بعد تدخل الواصلي في حق الهاشيمي،كما تابعوا ضغطهم على الدفاع التطواني بحثا عن هدف طال انتظاره،هذا في الوقت الذي بادر المدرب بنحساين بإجراء تغييرين في الخط الأمامي بدخول كروش و خلدوني صاحب هدف الخلاص في المباراة السابقة.ثم الحواصي كتغيير ثالث. ومع اقتراب المباراة من نهايتها رفع الفريق الأحمر من الإيقاع،و نزل بكل ثقله على دفاع الزوار،لكن الإستعصاء ظل هو العنوان الأبرز لهذه الدقائق حيث ضاعت مجموعة من الفرص أوضحها انفراد السعيدي في الدقيقة 82.في حين أنقذ اليوسفي تسديدة الحسوني في الدقيقة 85، وشهدت اللحظات الأخيرة أول ظهور للكوثري بقميص الوداد بعد دخوله كبديل لتيغازوي، لكن النتيجة لم تتغير لينجح الزوار في وقف زحف الفريق الأحمر وانتزاع تعادل ثمين من قلب مركب محمد الخامس.