وأخيرا توفق المهاجم السينغالي سوري كيتا في بلوغ المرمى وتسجيل أول هدف طرد به النحس الذي لازمه لحوالي 16 مباراة، وبهذا الهدف الذي جاء في آخر الأنفاس منح ثلاث نقط ثمينة للوداد البيضاوي مكنته من تعزيز صدارته للترتيب على بعد أربع نقط من مطارديه المباشرين، النهضة البركانية قاوم لحدود الدقيقة 87 قبل أن يستسلم لإرادة الفريق الأحمر الذي سيتمكن بفضل هذه النتيجة الإيجابية من خوض الديربي البيضاوي بمعنويات جد مرتفعة. تحول الوداد البيضاوي لملعب المسيرة بأسفي عوضا عن الملعب الكبير بمراكش، وذلك بعد الصعوبات التي وجدها بهذا الملعب، حيث تعرض لهزيمتين أمام كل من حسنية أكادير والكوكب المراكشي، وكاد يتعرض لثالثة يوم الأحدى الماضي أمام المولودية الوجدية لولا انتفاضة آخر الدقائق من عمر المباراة، حيث أنقذ الموقف ليعود أصدقاء هجهوج مجددا لسكة الإنتصارات، وبالتالي استعادة صدارته للترتيب، وبالتالي فإن مباراته أمام النهضة البركانية المتعادل في الدورة الماضية أمام الرجاء تعتبر إحدى المواجهات القوية والصعبة التي ما زالت تنتظر الفريق الأحمر في صراعه على اللقب، بل يمكن اعتبارها مباراة بست نقط، وإحدى المفاتيح التي ستقود نحو اللقب. المدرب طوشاك كان على وعي تام بأهمية هذه المباراة بالنسبة لمسار فريقه، لذلك راهن على أغلب الثوابت التي تشكل الدعامة الأساسية للفريق، مع منح الفرصة للاعب نقاش الذي حل مكان الكرتي وفابريس مكان كيتا، ثم الحسوني مكان حداد، وبذلك يكون قد حافظ نفس النهج التكتيكي الذي تعود عليه في كل المباريات الأخيرة، وبدوره أجرى المدرب مارشان تغييرين على التشكيلة الرسمية التي واجه بها الرجاء البيضاوي. بداية المباراة تميزت بمرحلة من جس النبض، حيث حاول خلالها كل طرف اختبار مؤهلات الطرف الآخر، وكذا التعرف على نواياه، وحاولت العناصر الودادية أن تكون سباقة لكل الكرات ما مكن الفريق الأحمر من استعادة الكثير من الكرات على مستوى خط الوسط والإنطلاق بهجومات سريعة، مع الإعتماد على التمريرات الجانبية في اتجاه الكونغولي فابريس، الصراع تركز بالخصوص على مستوى خط الوسط في الدقائق الأولى من عمر المباراة، كما ركز الزوار على الكرات الثابتة التي أقلقت في بعض الأحيان دفاع الوداد والحارس زهير لعروبي. الشوط الأول تميز بالصرامة التكتيكية من الجانبين، كما عجز المهاجمون عن تجاوز المدافعين، ما دفعهم لإختبار قدرات الحارسين عن طريق التسديد من بعيد، وكان علينا انتظار الدقيقة 32 لنتابع أول تسديدة من أقدام هجهوج مرت محادية، رد عليها حلحول بعد دقيقة واحدة فقط بتسديدة مركزة حولها الحارس لعروبي ببراعة للزاوية، تلتها محاولتين لكل من نقاش وهجهوج دون أي تغيير في النتيجة ليعلن الحكم سمير الكزاز على نهاية الشوط الأول بالبياض. مع انطلاق الشوط الثاني بادر المدرب طوشاك بإقحام المهاجم حداد مكان أصباحي، ليفصح عن نواياه الهجومية، وبالفعل فقد تغير وجه المباراة،و أصبحت المبادرة للفريق الأحمر الذي ضيع أول فرصة في الدقيقة 46، وتوالى بحث الوداديين عن الهدف بحملات منسقة كانت تعتمد على البناء من الخلف، وكذا على انسلالات حداد وهجهوج من الرواقين، ومن جانبه حافظ ممثل الشرق على نفس النهج الدفاعي مع المناورة بالهجومات المضادة السريعة، وكاد طراوري يباغث الفريق الأحمر في الدقيقة 56 لولا تدخل لعروبي. الوداد ظل وفيا لنهجه الهجومي، حيث بحث أشبال المدرب طوشاك بكل جدية عن الهدف وفي الدقيقة 62 مجهود من حداد تجاوز على إثره مجموعة من المدافعين لكن افتقد للتركيز وضاعت عليه هذه الفرصة الثمينة، بعدها جاء الدور على هجهوج ليهدد مرمى الحارس المحمدي لكن الدفاع حول الكرة للزاوية. الإطار الويلزي حاول مع اقتراب المباراة من نهايتها استغلال الأوراق التي يمتلكها بكرسي البدلاء، وقام بإقحام الثنائي كيتا ومترجي مكان حسوني وهجهوج، وذلك بهدف منح نفس جديد لخط الهجوم، ومرة أخرى كيطا يضيع في الدقيقة 78 بعد تمريرة من الكردي لكن المهاجم السينغالي لم يحسن التعامل مع هذه الفرصة. باقتراب المباراة من نهايتها نزل فريق الوداد بكل ثقله وضغط على دفاع الفريق البركاني، لكن غابت اللمسة الأخيرة عن فرسان الوداد، في الوقت الذي ظلت هجومات الزوار مقلقة لدفاع الفريق الأحمر، وفي الوقت الذي كانت تسير فيه المباراة لنهايتها بالتعادل السلبي، هجوم منسق من الجهة اليمنى تمريرة من فابريس في اتجاه حداد الذي مرر بدوره في اتجاه كيطا، وبعد انتظار طويل نجح السينغالي أخيرا في تسجيل أول هدف له بقميص الوداد بضربة رأسية هزم بها الحارس المحمدي في الدقيقة 87. ما تبقى من المباراة شهد استيقاظة للزوار لكن العناصر الودادية عرفت كيف تحافظ على هدف السبق إلى أن أعلن الحكم الكزاز على نهاية المباراة بفوز هام جدا للفريق الأحمر سيقوي من دون شك من حظوظه للفوز باللقب بعد أن ابتعد عن مطارديه بأربع نقط مع مباراة ناقصة، وبذلك سيخوض الفريق الأحمر الديربي المقبل بمعنويات جد مرتفعة.