طعنة مونديالية قاتلة بعد طعنة إفريقية غادرة دنا الفريق الوطني بدرجة كبيرة من الإقصاء المر كالعادة وإقترب من الخروج المذل من المرحلة الأولى لتصفيات كأس العالم بالبرازيل بعدما عاد مقتولا ومشلولا بثلاث طعنات من أرض السلام، عقب سقوطه المريع بثلاثية نظيفة أمام مضيفه التانزاني لحساب الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة. الأسود وبتشكيلة من اللاعبين لم يسبق لأقدامهم أن وطأت الأراضي التانزانية من قبل بإستثناء الحارس والقائد نادر لمياغري دخلوا المقابلة متوجسين وخائفين قليلا من الخصم، حيث تراجعوا للوراء وتركوا المبادرة للمضيف الذي تحكم في مجريات اللعب طيلة العشر دقائق الأولى بل كان قريبا من إفتتاح التسجيل منذ الدقيقة 2 لولا العارضة التي صدت كرة المهاجم المتسلل كازيموطو، وجاء الرد من القناص حمزة بورزوق الذي أضاع الهدف الأول بقليل من الحظ إثر رأسية مرت محادية تبعتها تسديدة لذات اللاعب (د14) لم تعرف طريقها إلى الشباك، وتنوعت الهجمات هنا وهناك حيث إعتمد التانزانيون على السرعة في الهجمات والقذف من بعيد فيما كان الجناح عبد الإله حافيظي خطيرا ونشيطا في رواقه الأيمن بتمريرات مزعجة أقلقت المدافعين، الموزع عبد العزيز برادة كان بدوره فعالا وقاد جل هجمات الفريق الوطني المسترسلة إلى جانب السقاء عصام العدوة الذي إختبر حظه في إحدى المحاولات الفردية لكن تسديدته أبعدها الحارس كاسيجا بصعوبة (د19)، وتبين مع مرور الدقائق أن الأسود أكثر عزما على تحقيق الفارق والوصول إلى الشباك رغم سوء أرضية الميدان التي عاقت التمريرات القصيرة واللعب التقني الذي يتميز به برادة بلغزواني وشافني، من جهتهم ناور زملاء الهداف ساماطا بين الفينة والأخرى بتهديدات إختلفت خطورتها مستغلين بطء الظهيرين وشرود قلب الدفاع في أحيان أخرى، وإستمر اللعب المفتوح بين الفريقين مع خطورة نسبية وإمتلاك أكبر للكرة من جهة الأسود الذين أضاعوا سيلا من الفرص خاصة من رأس حربة بورزوق الذي أهدر لوحده أكثر من خمس محاولات حقيقية للتسجيل أبرزها تلك التي تحصل عليها قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق من رأسية ذهبت بعيدة بقليل عن الخشبات الثلاث لكاسيجا، ليطلق الحكم الانغولي هيلدر مارتينز بعدها صافرة نهاية النصف الأول بتفوق الأسود أداء دون نتيجة بعد شوطٍ مفتوح ومثير كاد أن يحسمه بورزوق لوحده بهدفين على الأقل. خلال الجولة الثانية حدث ما لم يكن متوقعا في الحسبان إذ وبعد 30 ثانية فقط على إنطلاق إهتزت شباك الحارس لمياغري في سيناريو غريب، حين تحصل المنتخب التانزاني على رمية شرط أخطأ العدوة في إبعادها لتصل الكرة إلى قدم مهاجم مازيمبي الكونغولي طوماس إمانويل الذي سجل الهدف الأول من أول لمسة وهو الذي لم يمضي على دخوله سوى ثوانٍ قليلة فقط، كما كاد نفس اللاعب أن يضيف الهدف الثاني بعدها بأربع دقائق بعد تفكك دفاعي مهول للأسود وسط دهشة اللاعبين الذين صُدموا بالوجه المغاير والمرعب لنجوم الطوائف مع مطلع هذا الشوط، لتندفع بعدها العناصر الوطنية بحثا عن التعديل معتمدين على التمريرات العرضية العقيمة والضربات الثابتة التي كان يتسيدها حمزة بورزوق في كل مرة لكن مع مواصلة العزف على أوتار الإهدار، وحاول الناخب الوطني رشيد الطاوسي لعب أول أوراقه بإدخال العرابي مكان بلغزواني بيد أن الصفعة الثانية كانت تُطبخ على نار هادئة من التانزانيين الذين ناموا لدقائق فقط قبل أن يستيقظوا بأحلى صورة موقعين الهدف الثاني عن طريق ساماطا الذي إستغل المساحات الفارغة والسذاجة الدفاعية لحمال وشاكير والبقية ليقتل الأحلام برصاصة ثانية (د67)، بل تركهم يترنحون في الدماء لمدة عشر دقائق ليعود بعدها ويدبحهم من الوريد إلى الوريد بهدف ثالث بعين الكيفية، ولولا الألطاف الإلاهية ومساندة العارضة ويقظة لمياغري لوصلت الغلة إلى خماسية تاريخية ليرحم الحكم الانغولي بعدها العناصر الوطنية بإعلانه صافرة النهاية بثلاثية قاتلة سبقها هدف العرابي في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع لحفظ ماء الوجه، وجهٌ لُطخ مرة أخرى بدماء الخيبة والإحباط والحزن والآلام والآهات وأشياء مقرفة أخرى..