قص الفريق الوطني شريط بطولة كأس أمم إفريقيا التي إنطلقت اليوم بجنوب إفريقيا بالتعادل السلبي أمام نظيره الأنغولي لحساب المجموعة الأولى. الأسود وبتشكيلة خالية من المفاجآت دخلوا المقابلة دون مقدمات وبادروا إلى التحكم في وسط الميدان وإمتلاك نسبة الكرة في محاولة إلى فرض أسلوب لعبهم، ورغم تهديد الأنغوليين منذ الدقيقة الثالثة إثر تسديدة لقيت تصديا موفقا للحارس لمياغري إلا أن الكفة كانت مائلة لصالح رفاق هرماش بعدما ناور السعيدي يسارا وأمرابط يمينا وخلقوا متاعب كبيرة للدفاع الأنغولي، وسيطر الأسود سيطرة مطلقة طيلة 20 دقيقة حيث أتيحت لهم ثلاث فرص سانحة للتسجيل إثر التسديد من بعيد، إذ كان الأحمدي أول من هدد (د5) ثم وضع القناص منير الحمداوي بصمته عبر قذيقة رائعة (د10) أبعدها الحارس لاما بصعوبة، كما أقلق الجناح السعيدي بشكل مسترسل المدافعين الأنغوليين وكاد أن يفتتح التسجيل بعد مجهود فردي جميل جدا ختمه بتسديدة مرت فوق المرمى بقليل (د15)، الشيء الذي فطن إليه المدرب الأنغولي غوستافو فيران فأمر لاعبيه بسد المنافذ والتراجع للوراء بوضع جدارين مع الإعتماد على الهجمات المرتدة، مما جعل الإيقاع ينخفض مع مرور الدقائق حيث قلت الفرص وكثرت الإحتكاكات البدنية والأخطاء مع تسجيل تنوع الحوارات البدنية والتكتيكية وخشونة متعمدة من الغزلان، ليستمر الأخذ والرد والتهديدات المحتشمة من الجانبين حتى إعلان الحكم السينغالي بادارا دياتا عن نهاية نصفٍ أول لا بأس به تقنيا كان بإمكان الأسود أن ينهوه لفائدتهم بهدف أو هدفين. خلال الجولة الثانية تغيرت ملامح المقابلة وأضحى المنتخب الأنغولي هو المهيمن وفارض الإيقاع بعدما كان متراجعا للوراء خلال الشوط الأول، وكادت الصفعة أن تأتي منذ الدقيقة 47 حين إرتكب الحارس نادر لمياغري حماقة كبيرة بخروجه الخاطئ لولا الحظ الذي سانده ضد المهاجم البديل غيليرمي، وكثف زملاء العميد مانوتشو من هجماتهم وضغطوا بشكل مكثف على أصدقاء بنعطية الذين وجدوا أنفسهم أمام مد أنغولي جارف أجبرهم على إخراج كل أسلحتهم ومناعتهم رغم بعض الهفوات والأخطاء التي كادت أن تعصف بأحلامهم، خط الوسط ظل تائها والهجوم بقى ساكنا في ظل إنخفاض اللياقة البدنية لجل اللاعبين مما ترك المبادرة للأنغوليين الذين ناوروا وبحثوا عن الهدف بشتى الوسائل ومروا بمحاذاة التسجيل في أكثر من محاولة، الناخب الوطني رشيد الطاوسي حاول تجديد دماء فيلقه بإقحام الثالوث بلهندة، العرابي، بلغزواني لكن الوضع بقي على ما هو عليه رغم المناورات الفردية لبلهندة والتي إفتقدت للنجاعة، ومع وصول المباراة إلى دقائقها الأخير رمى فرسان المدرب غوستافو بكامل ثقلهم على دفاع الفريق الوطني في بحث عن هدف النصر والذي كاد أن يتحقق برأسية ماكرة للسفاح مانوتشو ذهبت جانب القائم الأيمن للمياغري بقليل، ودب الخوف في نفوس اللاعبين من تلقي الخسارة وتنفسوا الصعداء بعد صافرة النهاية بتعادل ثمين كون الأسود مروا بجوار الهزيمة ونقطة مخيبة في ظل إضاعتهم لإنتصار حقيقي في الجولة الأولى وتبخر مبتغاهم في الظفر بالنقاط الثلاث، مما يبقي الآمال معلقة على اللقاء الثاني ضد الرأس الأخضر وضرورة الفوز لا غير بعد قراءة متأنية تُصحح الأوضاع إن أراد زملاء الحمداوي مواصلة المشوار بجنوب إفريقيا وعدم سلك طريق الإقصاء الذي مشى فيه السلف خلال الدورات السابقة. المهدي الحداد