بعد سلسلة مفاوضات وأخذ ورد بخصوص رفض اللاعب ياسين الصالحي تجديد عقده مع الرجاء إلى نهاية يوليوز 2014 وما ترتب عن ذلك من ردود فعل متباينة من هذا الطرف أو ذاك، حيث تسلم اللاعب العقد من أحد إداريي الفريق المعروف بإسم رضوان، ليأخذه معه إلى البيت لمعرفة ما تخبئه له أسطر تلك الصفحات الأربع بلغة موليير من واجبات وحقوق، من طرف أحد أقاربه من ذوي التخصص القانوني، ثم طول تفكيره وتردده في قبول توقيع العقد، وفي المقابل، لم يجد المكتب المسير للرجاء بدا من مواجهة اللاعب وجعله يختار ويقرر بين مواصلة اللعب بمقتضيات بنود العقد القديم الذي ينص على منحة سنوية محددة في عشرين ألف درهم ( 20.000.00درهم) وراتب شهري يبلغ ألفي درهم (2000.00درهم) ظل يتقاضاه حتى وهو يلعب كمعار للراسينغ البيضاوي لمدة سنتين، أو أن يوافق كتابة على التغييرات المادية التي طرأت على مستوى المنحة السنوية (المردودية) بنسبة خمسمائة في المائة (500٪)، إذ انتقلت من عشرين ألف درهم إلى مائة ألف درهم توصل بنصفها في نهاية الشوط الأول من البطولة الجارية، على أن يتوصل بالنصف الثاني في آخر الموسم الرياضي إسوة ببقية زملائه اللاعبين، كما أن الراتب الشهري قفز من ألفي درهم إلى خمسة آلاف وخمسمائة درهم (5500.00 درهم). وبخصوص تداعيات التشطيب عن إسمه من قائمة اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لمواجهة فريق الدفاع الحسني الجديدي برسم الجولة الثانية والعشرين من بطولة القسم الأول للدوري المغربي للصفوة، أكد عضو المكتب المسير ورئيس لجنة المتابعة التقنية للرجاء السيد رشيد البوصيري لجريدتنا "المنتخب" أن رئيس الفريق السيد عبد الله غلام هو من طالب التقني البرتغالي بإعفاء الصالحي من خوض هذه المباراة القوية التي كنا عازمين على الفوز بها لتدارك هزيمتنا أمام الكوكب المراكشي وإعطاء انطلاقة حقيقية وقوية لما تبقى من المباريات القادمة، بعدما استفسر السيد غلام الصالحي عن أسباب تراجع أدائه خلال المباريات الأخيرة، فأكد له اللاعب بأن السبب في ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى مطالبته بتمديد العقد الذي لم ينته بعد، والذي سبب وما زال يسبب له اضطرابا نفسيا، فما كان من الرئيس غلام إلا أن طلب إعفاءه من المباراة إلى حين استقراره على الموقف الذي يراه مناسبا ويلبي طموحاته. وأضاف السيد البوصيري بأن غلام لم يمنعه من التداريب رفقة بقية زملائه بالفريق الأول. وبعد تدخل عدة جهات ليست لها المصلحة في تغليب كفة أي جانب عن الآخر، كالسيدين عبد الحق رزق الله رئيس فريق الراسينغ البيضاوي ومصطفى الحداوي على سبيل المثال لا الحصر، فالأول انطلق من كونه يبحث عن مصلحة لاعب متخلق وأنيق في لعبه ومعاملته وتعامله مع زملائه ومحيطه، هذه الصورة التي كونها عليه عندما لعب ضمن صفوف فريقه الراسينغ لمدة موسمين، حيث نصحه بأن يواصل مسيرته الرياضية بكل تفان وإخلاص ومواظبة على التداريب والمباريات الرسمية، لأنه بدون مباريات تنافسية حقيقية يفقد اللاعب الشيء الكثير من نجاعته وقوته الضاربة، مشيرا إلى أن الصالحي ما يزال في مقتبل العمر وينتظره مستقبل كبير إذا لم يركز على الماديات بدرجة قصوى خلال هذه الفترة التي تعتبر بداية تألقه، سيما وأن الناخب الوطني المحلي السيد مصطفى الحداوي، يضيف عبد الحق ماندوزا، قد وجه له دعوة الحضور لمعسكر المنتخب الوطني المحلي بالمعمورة بداية من الأسبوع الجاري، وفي حال تعنت الصالحي واستمرار سوء التفاهم بينه وبين فريقه الرجاء الرياضي، سيكون الحداوي مرغما عن غض الطرف عن لاعب لا يعيش التنافسية الحقيقية رفقة فريقه، وبالتالي تضيع عليه فرصة الصفة الدولية التي قد ترفع من قيمته كلاعب ومن كوطته، كما أن فريق الرجاء الذي أوصله إلى هذا المستوى وما زال سيساهم في تألقه قاريا، ويجب أن يستفيد منه. أما الدولي الأسبق والناخب الوطني المدرب مصطفى الحداوي، فقد بادر بدوره للإتصال باللاعب صباح يوم الخميس الأخير لإقناعه بتجديد عقده بناء على المستجدات الجديدة والإمتيازات التي استفاد منها كغيره من لاعبي الفريق الأول، وأكد المدرب مصطفى الحداوي لجريدتنا بأن تدخله في الموضوع لا علاقة له بكونه رجاوي سابق، بل مما يفرضه عليه واجبه الوطني كناخب يسعى قدر الإمكان لحل كل المشاكل التي قد تعوق عمله في البحث عن العناصر القادرة على الدفاع عن القميص الوطني، سيما وأن الصالحي من العناصر التي بدأت ترسم لنفسها معالم الدولي الواعد، ومن جهة أخرى لكونه رئيس الجمعية المغربية للاعبي كرة القدم، حيث طالب من مسؤولي فريق الرجاء أن يطلعوه على العقد الذي يربطهم بالصالحي، للوقوف على ما له وما عليه، فوجد الحداوي بأن أشياء كثيرة قد تغيرت عن العقد القديم، وبالتالي ليس من المنطقي أن يمتنع الصالحي عن تجديد عقده تبعا لهذه المتغيرات، فالرجاء متعته بمجموعة من الإمتيازات قبل أن تطالبه بما يفرضه الوضع الراهن للاعب ياسين، وهو ما دفعني، يقول السيد الحداوي إلى إستسماح روماو في أن أتحدث صباح يوم الخميس إلى اللاعب ياسين الصالحي الذي أعرفه جيدا كلاعب متخلق ويسير بخطى ثابتة نحو تحسين مستواه التقني مباراة بعد أخرى». وبناء على كل هذه التدخلات من أصحاب ذوي النيات الحسنة من رجاويين وفاعلين رياضيين، حضر ياسين الصالحي صباح يوم الخميس الأخير 19 مارس الجاري، وتوجه إلى إدارة النادي، بحي الوازيس مقدما إعتذاره إلى كل الفعاليات الرجاوية، وفي مقدمتهم أعضاء المكتب المسير، قبل أن يجدد عقده مع فريقه الرجاء الرياضي إلى غاية نهاية الموسم الرياضي 2014 مع إمكانية تسريحه في أي وقت إذا ما جاءته عروض معقولة تناسب مستواه، وفي هذا الإطار أكد السيد رشيد البوصيري بأن فريق الرجاء لن يقف أبدا في وجه مستقبل لاعبيه. تبقى الإشارة في الأخير إلى أن ياسين الصالحي تلقى أبجدية اللعبة بمدرسة الإتحاد البيضاوي ضمن فئة الصغار والفتيان ليلتحق بعدها بفريق لافارج بعد رحيل أسرته من الحي المحمدي إلى عين الشق، ومن لافارج إلى الرجاء البيضاوي بتوصية من اللاعب السابق ووسط ميدان فريق جمعية الحليب الإطار الحالي السيد محمد جلباط.