بعد الإنطلاقة القوية والموفقة للمهاجم الرجاوي الواعد ياسين الصالحي، وبعد تسجيله لأربع إصابات في 6 مباريات رسمية لعبها كأساسي داخل تشكيلة النسور، وبعد أن أثبت للجميع عن علو كعبه باختراقاته ومراوغاته الذكية لخصومه داخل منطقة الجزاء دون أدنى مركب نقص، وطريقة تسجيله للأهداف التي تنم عن كونه هداف بالفطرة، وأن فوزه السنة الماضية بلقب هداف بطولة القسم الوطني الثاني وهو يجاور فريق الراسينغ البيضاوي على سبيل الإعارة لم يأت بالصدفة بعد تجاوزه للحالة النفسية العصيبة التي كادت أن تضع نهاية لمساره الكروي على إثر سوء تشخيص طبي لنبضات قلبه.. هاهو ياسين الصالحي يتعرض اليوم من جديد لمحاولة خنق مواهبه ووأد أحلامه مع سبق الإصرار والترصد من طرف أحد الأعضاء المحسوبين على المكتب المسير للرجاء، وفي غفلة من الرئيس السيد عبد الله غلام، حسب مصادرنا الذي أطلع جريدتنا "المنتخب" على الموضوع/القضية التي سنسرد بعض جزئياتها على قرائنا، مع الإحتفاظ بحق نشر كل التفاصيل معززة بأدلة مادية ملموسة متى تطلب منا الأمر ذلك. قبل مباراة الرجاء أمام الجمعية السلاوية برسم الجولة التاسعة عشرة من بطولة القسم الأول من بطولة القسم الممتاز، تم استدعاء ياسين الصالحي من طرف بعض إداريي النادي لتمكينه من قرض مالي قدره خمسون ألف درهم (50.000.00 درهم) سبق وأن طلبه اللاعب من مكتب النادي، إلى حين توفر المبلغ أو حصوله على النصف الثاني من منحة التوقيع السنوية أو منحة المردودية كما يحلو للبعض تسميتها، وقدمت لياسين الصالحي بمقر النادي بالوازيس خمس صفحات مكتوبة ومحررة بلغة موليير التي لا يتقنها اللاعب الصالحي، أولى هذه الصفحات يقول مصدرنا، تحفظ حق الطرفين وتحدد قيمة المنحة السنوية ومبلغ الدفعة لأولى التي توصل بها ياسين نهاية الشطر الأول من البطولة الجارية، في حين أن الصفحات الأربع الباقية هي عبارة عن صفحات من الكتابة اللاتينية التي أعادت بذاكرة ياسين إلى سنوات التمدرس وفروض اللغة الفرنسية التي كان يكره حصصها ويمقتها، مما جعله يمتنع عن التوقيع عليها بطريقة لبقة مطالبا إعطائه مهلة للتفكير في صورة وقت مستقطع لاستعادة أنفاسه، وعندما أخذ معه الوثائق إلى البيت ليطلع عليها أحد أقاربه من رجال القانون والتخصص، ويتعلق الأمر بخاله المحامي الأستاذ سعد أجياش المنتمي لهيأة المحامين بالدارالبيضاء، والذي سبق وأن وقف إلى جانبه وآزره في محنته السابقة مع مرض القلب المزعوم، إكتشف بأنه كان على وشك الإيقاع به وإسقاطه في المحظور مع سبق الإصرار والترصد لو أنه إمتثل للأوامر واستجاب لطلب التوقيع الفوري والمستعجل على كل تلك الوثائق التي قدمت له لتمكينه من القرض المطلوب، في حين أنها كانت عبارة عن مجموعة من البنود والإلتزامات القانونية الصارمة التي تفرض على ياسين الصالحي الخضوع والخنوع وتقديم نفسه قربانا لمسؤولي النادي وكل المتعاقبين على تسييره حتى نهاية الموسم الرياضي 2014، أي أن أحد بنود تلك الوثائق يتضمن تمديد عقد اللاعب الذي من المفروض أن ينتهي بنهاية الموسم الكروي القادم 2011/2010. ومن جهة أخرى، تضمنت تلك البنود التي قدمت له - بالإبتسامة العريضة - من أجل التوقيع عليها، أنه ليس من حقه التعاقد مع أي ناد أو فريق إلا بترخيص من مسؤولي الرجاء الرياضي ولو بعد نهاية مدة الإرتباط بين الطرفين، أي أنه سيظل تحت رحمة الفريق بقوة القانون، قانون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي يخول لأندية التحكم في رقاب اللاعبين بناء على بنود العقود المتفق والموقع عليها من كلا الطرفين حتى وإن كانت ملغومة واستفزازية للاعبين على الخصوص. هذه المحاولة اليائسة التي لا علاقة لرئيس الفريق بها - حسب نفس مصدرنا - كان من الطبيعي أن تنعكس سلبا على مردودية وعطاء ياسين الصالحي، خصوصا بعدما جندت جهات معينة جحافلها المدفوعة الأجر بجهة مدرجات «المكانة» لتسب وتشتم ياسين كلما ضاعت منه كرة أو سدد بعيدا عن المرمى، في محاولة للضغط عليه بتوقيع الوثيقة وتمديد عقده إلى نهاية 2014 خوفا من أن تتغير قوانين عقود اللاعبين نهاية الموسم الجاري أو بداية السنة القادمة ويصبح الصالحي حرا طليقا يفاوض أي ناد من غير أي قيد أو شرط من فريقه السابق. وتفاديا لأي مقلب محتمل أو جهل للقانون، فقد ارتأى اللاعب ياسين الصالحي أن ينتدب لنفسه مستشارا قانونيا له من الكفاءة ما يؤهله لتحصينه وحماية حقوقه، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحيم العطواني الكاتب العام لهيئة المحامين بالدارالبيضاء، وذلك من خلال تحرير عقد بمثابة توكيل يخوله استشارته في كل البنود والعقود القانونية، على اعتبار أن لاعب كرة القدم بصفة عامة هو لاعب كرة، وأن الشؤون القانونية لها بيت يحميها ورجالات يصونونها، وأن الأستاذ العطواني وما راكمه من تجربة في المجال القانوني، ومنصبه ككاتب عام لأكبر هيئة في المغرب لولايتين متتاليتين هو خير من سيتولى ويتكفل بمثل هذه المسائل القانونية. في الوقت الذي إعتقد فيه الجميع بأن رئيس الرجاء الرياضي السيد عبد الله غلام لا علاقة له بمحاولة أحد إداريي الفريق الإيقاع بالمهاجم الشاب ياسين الصالحي لتجديد وتمديد عقد مع الرجاء إلى غاية نهاية الموسم الرياضي 2014 بطريقة ملتوية واستباقية في استغفاله قبل نهاية عقده الحالي المستمر إلى يوليوز 2011، كشف السيد غلام عن أوراقه مع الصالحي صباح يوم الجمعة الأخير - حسب بعض مصادرنا - وذلك عندما توجه نحو اللاعب مطالبا إياه بأن يختار بين تجديد وتمديد عقده إلى نهاية 2014 أو التوقف عن التداريب رفقة الفريق.. بل وأعطى أوامره إلى مدرب الفريق جوزي روماو بأن يضغط عليه من أجل التوقيع أو توقيفه، وهو ما حرك بعض قدماء اللاعبين في عدم توريط روماو في هذه العملية التي هي ليست من اختصاص المدربين، منبهين روماو بأن اللاعب يدافع عن حقوقه المشروعة التي يريد البعض سلبه منها. وبالرغم من كل ذلك، فقد مُنع الصالحي من إجراء آخر حصة تدريبية رفقة الفريق بمركب الوازيس صباح يوم الجمعة الماضي على الساعة العاشرة، كما تمَّ التشطيب عليه من اللائحة التي خاضت مباراة الدفاع الحسني الجديدي.