تتجه أنظار محبي الوداد البيضاوي، وعموم الجماهير المغربية بعد غد السبت للعاصمة الإماراتية أبوظبي حيث يدخل الفريق الأحمر غمار منافسات كأس العالم للأندية من بوابة المواجهة القوية التي ستجمعه بفريق باتشوكا، الخصم المكسيكي صاحب التجربة في مثل هذه المسابقة باعتبار مشاركاته في الموندياليطو في مناسبات سابقة. عكس فريق الوداد الذي يدخل المنافسة لأول مرة، حيث سيكون عليه الدفاع عن سمعة الكرة المغربية، وتمثيل القارة الإفريقية في هذا الحفل الكروي. مرة أخرى سيكون أشبال المدرب عموتا أمام تحدي جديد، كما ستكون أمامهم فرصة ذهبية لمقارعة الكبار، فكيف إستعد الفرسان لهذا الموعد الهام؟ وهل بإمكانهم إسقاط أبناء بلاد الأزتيك؟ شهر من الإعداد شهر تقريبا هي المدة الفاصلة بين نهائي عصبة الأبطال الإفريقية وموعد إنطلاق منافسات كأس العالم للأندية، الفترة إستغلها الطاقم التقني الودادي بقيادة الحسين عموتا لإراحة بعض العناصر الرسمية بعد الإرهاق البدني الناتج عن توالي مباريات العصبة القارية، وبموازاة مع ذلك قام بمنح الفرصة لباقي العناصر التي كانت تفتقد للتنافسية، وفي هذه المرحلة خاض فرسان الوداد ست مباريات برسم البطولة الإحترافية، حقق فيها ثلاث تعادلات في البداية، وبعدها عاد الفريق للسكة الصحيحة بثلاث إنتصارات متتالية، أعادت الثقة للمجموعة، والإرتياح للأنصار والعشاق. وفي هذه الفترة كان الفريق منشغلا بمنافسات البطولة الإحترافية، لكن المدرب عموتا لم يغفل التخطيط لمونديال الأندية، والهدف أن يكون الفريق في تمام الجاهزية عند نقطة الإنطلاقة. خيارات جديدة عانى الفريق الأحمر والطاقم التقني من محدودية التركيبة البشرية في المباريات الأخيرة من عصبة الأبطال الإفريقية، وهذا لم يمنع الفرسان الحمر من التتويج باللقب، لكن اليوم يبدو بأن الأوضاع قد تحسنت بشكل كبير، بعد أن توسعت قاعدة الفريق، حيث مكنت المباريات الأخيرة من إكتشاف بعض الوجوه التي بإمكانها منح الإضافة على غرار المدافعين الشيخ كومارا والهاشيمي، وكذا المهاجمين محمد أولاد وتيغازوي، هذا بالإضافة لإكتمال جاهزية أيت بن يدير، وباقي العناصر الأخرى التي إنضافت للتشكيلة الرسمية، ومن دون شك فإن المدرب عموتا سيراهن بشكل كبير على نفس التركيبة التي فازت على الأهلي المصري في المباراة النهائية، لكن الخيارات ستكون أفضل على مستوى كرسي البدلاء عكس ما كان عليه الوضع في السابق. الخصم بمؤهلات محترمة صحيح أن فريق باتشوكا يتفوق على الوداد من حيث الإمكانيات المادية وكذا البشرية، إضافة لعامل التجربة باعتبار مشاركته في مناسبات سابقة في هذه المنافسة العالمية، لكن إنجازاته تبقى محدودة، ومن دون شك فإن المدرب الحسين عموتا قد أخذ فكرة واضحة عن هذا الفريق، وعن طريقة لعبه، ونقط القوة والضعف لديه. أصدقاء النجم هوندا والهداف فيكتور غوزمان لهم مؤهلات محترمة لخصها عموتا في ظهيرين متميزين ورأس الحربة ولاعبي الإرتكاز اقوياء في الكرات العالية. لكن الفريق الذي تمرس بالأدغال الإفريقية وتغلب على كبار القارة السمراء، لن يخيفه أي خصم مهما كانت قوته. الإنضباط، وشخصية الفريق مباريات من هذا الحجم تختلف كليا عن منافسات عصبة الأبطال 7الإفريقية بإعتبار إختلاف المدارس الكروية، وكرة القدم المكسيكية تركز كثيرا على السرعة في تنفيذ العمليات، وعلى الجانب الفني، كما أن الفرديات هي التي تصنع الفارق في الكثير من الأحيان.لكن قوة الوداد تكمن أكثر في تنظيمه الدفاعي وإنضباطه التكتكي الجيد، والإعتماد على المجموعة أكثر، فأسلوب عموتا يعتمد على الدفاع ككتلة، وإسترجاع الكرة بأسرع وقت، والبناء الهجومي غالبا ما يتم بهدوء، لكن في حال الهجوم المرتد يستخدم سلاح المباغثة والسرعة التي تثمر أهدافا خاصة من تمريرات عرضية أو من كرات ثابتة. وإذا حافظ الفرسان على إنضباطهم، ووثقوا من إمكانياتهم، ولم يسقطوا في فخ الأخطاء الفردية فبإمكانهم حسم المباراة لصالحهم، والإطاحة بالفريق المكسيكي. إمتيازات تصب في مصلحة الوداد إجراء المباراة بالديار الإماراتية قد يخدم مصالح الوداد، حيث عامل الجمهور الإماراتي الذي سيساند الفريق الأحمر بالإضافة للجالية المغربية وكذا الجاليات العربية، هذا الحضور الجماهيري يمثل امتيازا يجب إستثماره، إذ سيشكل حافزا معنويا للاعبين، ما سيدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم، بهدف تشريف الكرة المغربية وتأكيد صحوتها الأخيرة بتتويج الفريق الأحمر باللقب القاري وتأهل الأسود لمونديال روسيا. فرصة تاريخية تعتبر هذه رابع مشاركة للأندية المغربية في منافسات كأس العالم للأندية، المسابقة التي تحظى بإهتمام اعلامي كبير، هذا بالإضافة لحضور وازن من وكلاء اللاعبين، وتشكل المسابقة فرصة ثمينة لهذا الجيل من اللاعبين لتخليد أسمائهم بحبر من ذهب في تاريخ الوداد، والكرة المغربية. فبعد أن أدخلوا الفرحة لقلوب كل المغاربة بتتويجهم باللقب القاري، فإن الأكيد أن مشاركة في منافسة من هذا الحجم قد لا تتكرر كثيرا بالنسبة لأي لاعب، وهذا ما يفرض على فرسان الوداد وهذا الجيل الحالي إستثمار هذه الفرصة على نحو جيد. إنه تحدي جديد أمامهم، يجب أخذه بكل الجدية اللازمة، وبتركيز وحضور ذهني قوي إن شاء الله سيكون الفريق الأحمر حاضرا بقوة، لأنه في هذه المواعيد الكبرى يظهر المعدن الأصيل لرجال الوداد.