جامعة ب «جيم» كبيرة عندما تقوى الحيحة وتجري الجعجعة أكثر من اللازم.. يحن جيلي للأمس.. أمس قريب بذكرياته وبعيد في زمانه.. يحن لعودة قراءة الورق وليس «التاكتيل».. لأنه تعلم القراءة باللوح والصلصال والسمق.. وحتى الفلاقة.. وبهذه الأدوات تجبدو لينا الودنين.. ويا حسرة عليها نوسطالجيا.. نوسطالجيا السن يضحك للسن وقلب لا يعرف الخديعة ولا تصفية الحسابات.. مثل بحوث الشبكات العنكبوتية ذات المصداقية المعلقة بالإفتراضية.. وحتى من يدعي اليوم التطور والتجديد المعاصر وما يسمى بالشرعية الإفتراضية فإنه يحبذ فرضها على الآخرين وليس على نفسه وذويه.. واللي يكذب ي «كليكي».. ومن يصل للجواب يجاوبنا لكن بِنُكران الذات وقبول الملاحظات.. التي لا تسمن ولا تغني من جوع في عهد الفرّاشة والديبلومات المزركشة.. ولأن الذكرى تنفع المؤمنين هذه الأيام.. فإن الأيام الزاهية المحسوبة على رؤوس الأصابع كانت كلها مؤقتة أوبطابع «الجيش».. شرعية اليوم شرّعت لنفسها الباب ليدخل إليها كل من هب ودب باسم الديموقراطية أو «الديماكورسية».. المهم الوصول والتواجد داخل قبة كرتنا لأننا اعتدنا إستقبال الإنجازات المرحلية بدل الميداليات الدائمة بالورود والزغاريد.. ولا يهم ما دمنا أننا نحتفل بالإنجازات في غياب الألقاب.. لأن شعارنا لازال هو «المهم هو المشاركة».. على رأي أحد وزرائنا.. في قراءة سريعة لتاريخ كرة القدم المغربية.. يلاحظ الباحث الأكاديمي الموضوعي والمحايد أن التألق الحقيقي لم يكن إلا في حالتين: - حالة اللجنة المؤقتة.. وحالة إدارتها من رجالات «الجيش».. ومن المنصف والإنصاف أن يدرس الباحث هذه الحالة بتجرد وبلا عقد أوديبية..وتأريخها دون حذف إيجابياتها.. وتسليط الأضواء السلبية على عيوبها.. وأن لا يقف عند «الويل» والبحث عن خالف تفتح لك أبواب التلفزيونات وأبواق «إذاعات USB» ولغرض في النفوس.. كمؤرخ «إشتعل رأسه شيبا» للحظة بلغ سن الحكمة.. فإنني أشهد والشهادة لله.. أنه منذ الإستقلال كانت الرئاسة تسند دائما لمعين برفع الميم ونصب العين.. يزكى تعيينه بتصفيقات وقبول الجمع العام.. بتصور وإقتناع إفتراضي أن هذا المسؤول القادم سيفتح أمامهم أبواب العيش الكريم.. ولأنه مصدر ثقة ومكلف بمهمة عليه إنجازها بنكران الذات وتحمل الصفعات والنبال بصبر أيوب.. وجسد معقم ضد الإنتهازية والوصولية... الرئاسة كانت دائما تسند للمعيّن غير المنتخب.. لأن كرة القدم بالنسبة لمن بيدهم الأمور هي أصعب من وزارة قائمة الذات ولأنها مثل الماء.. لا يجب تركها لأيادي ملوثة.. حتى لا تصاب بحمى المستنقعات.. ويحرص المعين أن يكون بروفايل رئيس الجامعة.. كبروفايل وزير لكن بدون حقيبة حتى و إن تكون حقيبته دائما مملوءة.. براتب معنوي.. أجره إعتراف المجتمع المدني بعرقه وعطائه.. ليلتحق بركب علية القوم.. من السيد أحمد اليازيدي أول رئيس في جامعة الكرة 5657.. إلى السيد علي الفاسي الفهري «14 رئاسة».. بإستثناء مرحلة المرحوم الكولونيل المهدي بلمجدوب الذي أفرزته الصناديق.. وفاز بصوت حاسم لنجم الشباب البيضاوي.. صوت أبعد المرحوم عبد اللطيف السملالي..ليبقى وصول الثلاثة عشر الباقون بالتعيين المغلف بورق الجموع العامة... كانت ليلة انتخاب المرحوم بلمجدوب ليلة مارطونية من ليالي جموع عامة ليست كجموع اليوم.. جموع «الكوكوت مينوت».. صناديق 57 سنة من عمر جامعتنا أفرزت رئيسا واحدا.. لم يعمر طويلا.. ترك كرسيه بعد ستة أشهر بسبب هزيمة الأسود أمام الجيران يوم التاسع الأسود لدجنبر 1979 بخماسية أعادت التعيين الإداري الذي كان يتحول لمؤقت بين الحين والآخر.. وهو ما يفكر فيه اليوم الوزير أوزين.. حتى يعيد جامعة الفهري لبيت الطاعة ويمارس في حقها أبغض الحلال.. مراوغا فيتو البلاطير.. متجاهلا الحصانة الفيفاوية بذهائه السياسي والحزبي.. بعودتنا للتألق الكروي المغربي والرقم 5 زائد لقب واحد.. لقب 76 الذي تكلم عليه لومير وأوزين وهما على صواب.. لأنه لقب يتيم تحقق بشعار العرق والتوني.. كان إنجازا بتوقيع الكاتب العام والناخب الوطني يومها الكولونيل المهدي بلمجدوب.. وبرئاسة عثمان السليماني 7478.. وقبلها كان تواجدنا بالمكسيك سنة 70 مع المعطي جوريو والكاتب العام آنذاك صاحب ملاحم كأس محمد الخامس أحمد النتيفي.. وكان وراء التأهل رجل ينتمي ل «الجيش» هو غي كليزو.. قبل أن يرغمه المرض على ترك مصير الأسود لليوغوسلافي فيدينيك وعبد الله السطاتي.. مع مكسيكو 86 مرة أخرى يحضر المؤقت مع فضول بنزروال.. الذي سلم الشاهد في 86 للجينرال إدريس باموس «كان يومها» كولونيل.. واستمر من 86 ل 92.. ليسلم بدوره الرئاسة للكولونيل ماجور الحسين الزموري.. لنرحل معه لمونديال 94 ببصمة المرحوم عبد الله بليندة.. وقبله مساهمة عبد الخالق اللوزاني.. حضرت اللجنة المؤقتة برئاسة حسني بنسليمان سنة 95 ومعها سجلنا آخر حضور مونديالي 98.. وفاز معها شباننا بأمم أفريقيا 97 وحضر مونديال ماليزيا لنفس السنة.. قبل الحضور بهولندا مع فتحي جمال 2005.. دون المرور على آخر عهد مع البوديوم سنة 2004 بوصافة الزاكي.. وعادت بعد هذه الإنجازات حرب الشرعية التي رمت بكل جهد المِؤقت.. ولنعود لصفر البداية.. والبحث عن العنقود المفقود.. كان التألق في كل هذه المراحل للأسف بدون ألقاب باستثناء ما أهداه بابا الدكالي ورفقائه من بلد الإمبراطور هيلاسلاسي.. وشبان 97.. ولا شئ بعد لا من بلد بونابرت ولا من قرطاج ما عدا «ما كانش عندنا الزهر».. ورغم ذلك كنا على الأقل نعرف الفرحة حتى وإن لم تكتمل.. للأسف هذه الأيام لا توجد إلا القرحة بدل الفرحة.. رغم سخاء الصنبور الحاتمي وفشوش الجامعة الحالية.. والله يحد الباس... كانت هذه قراءة سريعة لمن فقد الذاكرة.. ولمن لا يلتفت لزمان ومكان تنكر لهما واقع اليوم.. ولأخلص في النهاية للأثر الأدبي للواقعة «كرتنا لم تعرف التألق إلا في عهد رجالات من الجيش.. والمؤقت».. لست أنا صاحب الإكتشاف.. بل هو في سجلات التاريخ ومن يقل غير ذلك فليأتي ببرهان.. حجتي أن الكتابات تظل حاضرة عند الموثقين والباحثين ولكم واسع التنقيب في كرة لمعت مع «جيم» كبيرة.. جيم «جامعة.. الجيش»..