لم يكن فريق المغرب التطواني يتوقع أن تكون بداية موسمه الكروي لعام 2017 – 2018 متعثرة، وأن يعاني مرارة الإقصاء المبكر من منافسات كأس العرش على يد جمعية سلا، الذي يمارس في القسم الوطني الثاني، وأن يخيب آمال جمهور تواق لم ينس بعد كبوة العام الماضي، بعدما أنهى الفريق الشمالي منافسات البطولة في المركز الثاني عشر. ورغم الانتدابات التي وقع عليها المغرب التطواني خلال فترة الانتقالات الصيفية، والتعاقد مع المدرب فؤاد الصحابي، فشل فريق الحمامة البيضاء في التوقيع على بداية قوية، تذكر جماهير ملعب سانية الرمل بأمجاد النادي خلال السنوات الأخيرة، لا سيما الفوز ببطولتين احترافيتين والتأهل إلى كأس العالم للأندية ومجاورة كبار إفريقيا في المنافسات القارية. بداية متعثرة كلفت المدرب فؤاد الصحابي منصبه، الذي استلمه بالكاد قبل أزيد من شهرين، بعدما توصل إلى اتفاق مع إدارة نادي المغرب التطواني إلى الانفصال بالتراضي دون اللجوء إلى الشروط الجزائية. ويبدو أن بلاغ إدارة النادي الذي أعلن للجمهور إقالة المدرب الصحابي كان كفيلا ليكشف عن خيبة أمل كبيرة جراء النتائج المتواضعة التي حققها الفريق، سواء في المباريات الرسمية أو الودية، خاصة حينما أعلنت للجماهير عن عزمها على "جلب مدرب جديد، والذي سيكون كفيلا بضخ دماء جديدة في اللاعبين وتحفيزهم على تحقيق نتائج أفضل". هذه البداية المتعثرة تسير على النقيض مما أكده رئيس النادي، عبد المالك أبرون، خلال ندوة صحافية أواسط غشت الماضي لإطلاع وسائل الإعلام على المستجدات والآفاق التي تنتظر فريق الحمامة البيضاء، حيث أشار إلى أن المغرب التطواني قادر "على المنافسة على لقب البطولة الاحترافية بالنظر إلى ما يتوفر عليه من ترسانة بشرية مهمة تضم أسماء كبيرة". أسماء وازنة يضمها حاليا النادي الشمالي شكلت عماد الفريق خلال المواسم الماضية، من قبيل المهاجم ياسين الصالحي وزيد كروش وحمزة الموساوي وزهير نعيم، بالإضافة إلى تطعيم التشكيلة بعناصر جديدة أبرزها نور الدين الكورش وعبد العزيز خلوطة ومحمد اليوسفي، إلى جانب عميد فريق هورويا كوناكري الغيني كامارا بن يوسف بموجب عقد يمتد لثلاث سنوات. وأضاف أبرون أن "الانتدابات التي أقدم عليها الفريق لسد الفراغ الذي تركه رحيل مجموعة من اللاعبين بسبب انتهاء عقودهم، كلفت خزينة الفريق 450 مليون سنتيم"، مبرزا أن الإدارة حرصت على نهج سياسة ترشيد النفقات في هذه التعاقدات من خلال رفض التمديد لبعض اللاعبين المنتهية عقودهم، نظرا لرواتبهم العالية ومنح التوقيع، مقابل التعاقد مع لاعبين من نفس طينة المغادرين لكن بكلفة مالية أقل. على سبيل المثال، أوضح أبرون أن المدافع محمد أبرهون، الذي رحل إلى البطولة البرتغالية، طالب بأزيد من 300 مليون سنتيم مقابل تمديد عقده مع الفريق، في حين أن النادي أبرم تسعة تعاقدات بمبلغ 450 مليون سنتيم، ضمنها التعاقد مع المدرب المقال والمعد البدني، وأيضا انتداب المدافع الدولي كامارا بن يوسف، الذي خاض 25 مباراة بالمسابقات القارية، سواء رفقة منتخب بلده غينيا أو رفقة فريقه حوريا كوناكري. وإلى جانب البداية غير المشجعة، يخيم شبح العجز المالي على ميزانية الفريق خلال الموسم الحالي، إذ أكدت إدارة النادي أن الميزانية المرتقبة تناهز 21,5 مليون درهم، بينما المداخيل المرتقبة لن تتعدى 16 مليون درهم، ما يعني أن العجز سيناهز 6 ملايين درهم. وبالنسبة للمداخيل المرتقبة، يعول النادي على دعم المستشهرين والمجالس المنتخبة لدعم ميزانية الفريق، إذ سيقدم مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة دعما بقيمة 4 ملايين درهم، ومجلس جماعة تطوان دعما بقيمة 3,5 مليون درهم، لكنها مبالغ تبقى غير كافية لسد العجز. مجموعة من التحديات تعترض الفريق التطواني، والجماهير الحمراء والبيضاء تتوق إلى مزيد من الألقاب والأداء والفرجة. ورغم مرارة الإقصاء المبكر من كأس العرش، تحذو الجماهير التطوانية آمال استدراك الخسارة، وتعول على تحقيق نتائج جيدة لضمان مكان بين صفوة أندية البطولة الاحترافية في دورتها السابعة، التي سيستهلها المغرب التطواني يوم 10 شتنبر الجاري في مباراته الافتتاحية بمواجهة أولمبيك آسفي.