يأمل المدربان الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو والألماني يورغن كلوب في الارتقاء هذا الموسم الى مستوى التوقعات والآمال المعقودة عليهما منذ وصولهما الى توتنهام هوتسبر وليفربول الانكليزيين تواليا، وتذوق طعم التتويج للمرة الأولى مع هذين الفريقين. وعلى رغم اعتبارهما ضمن الفرق القادرة على إحراز الألقاب، لا يزال سجل توتنهام وليفربول خاليا من الكؤوس مع مدربيهما الحاليين. وتولى بوكيتينو مهمة الاشراف على توتنهام منذ 2014، بينما يخوض كلوب اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي موسمه الإنجليزي الثالث، ما يجعلهما تحت ضغط كبير لاسيما ان فريقيهما يملكان الإمكانات الفنية اللازمة للتفوق على أمثال تشلسي وقطبي مدينة مانشستر وأرسنال. وبعدما أنهى موسم 2014-2015 في المركز الثالث، وثانيا الموسم المنصرم، يواجه توتنهام خطر التراجع عوض التقدم درجة إضافية على منصة التتويج، في ضوء التعاقدات التي تجريها الفرق المنافسة. بنى بوكيتينو فريقه حول الثنائي الدولي الإنكليزي هاري كاين وديلي آلي اللذين يحظيان بمساندة من البلجيكي توبي ألدرفيريلد والدنماركي كريستيان ايريكسن والبلجيكي يان فرتونغن والكوري الجنوبي سون هيونغ-مين، ويبدو الفريق قادرا على التفوق على أي منافس. الا ان المدرب البالغ من العمر 45 عاما ولاعبيه عانوا في العامين الماضيين من "قصر النفس" في الأمتار الأخيرة من الموسم وفرطوا بفرصة منح فريقهم لقبه الأول في دوري الأضواء منذ عام 1961 بعدما خسروا المعركة أمام ليستر سيتي وتشلسي على التوالي. وكان توتنهام ندا لجاره تشلسي الموسم الماضي وبقي قريبا منه حتى الدور نصف النهائي من مسابقة الكأس حين خرج على يد فريق المدرب انطونيو كونتي، ما أثر على معنوياته ونتائجه وتسبب بإنهائه الدوري الممتاز وصيفا بفارق 7 نقاط عن ال"بلوز". وسيكون من الصعب على توتنهام المنافسة على اللقب مجددا، لاسيما أنه مضطر للعب خارج ملعبه "وايت هارت لاين" واعتماد "ويمبلي" لمبارياته المقررة على أرضه بانتظار انتهاء أعمال تجديد ملعبه. ولم يكن توتنهام موفقا في المباريات التي خاضها الموسم الماضي في دوري الأبطال و"يوروبا ليغ" في "ويمبلي"، ما يرجح انه يعود لعدم ملاءمة هذا الملعب لأسلوب الضغط العالي الذي يعتمده بوكيتينو، لكونه أكبر من "وايت هارت لاين". كما أن بوكيتينو لم يجر تعاقدات في سوق الانتقالات حتى الآن، بينما أنفقت الفرق المنافسة أموالا طائلة لتعزيز صفوفها. وعوضا عن إضافة لاعبين، خسر توتنهام لاعبا مؤثرا هو المدافع كايل ووكر الذي انتقل الى المنافس مانشستر سيتي في صفقة ستصل الى 50 مليون جنيه استرليني مع الحوافز والمكافآت. في العلن، لم يتذمر بوكيتينو من مقاربة رئيس النادي دانيال ليفي لما يحصل في سوق الانتقالات الصيفية، لاسيما في ظل الصفقات الخيالية التي أبرمتها الأندية الأخرى، الا انه من غير المرجح ان يبقى المدرب السابق لساوثمبتون صامتا في حال أقفل باب الانتقالات الصيفية (31 غست/) من دون ان يجري أي تعاقدات. ويؤكد المدرب الأرجنتيني "نحن نعمل، نحاول اضافة بعض اللاعبين الى الفريق. فكرتنا كانت، كما سابقا، أن نحاول منح الفريق المزيد من القوة وأن نحاول التعاقد مع لاعبين قبل اقفال باب الانتقالات". على المقلب الآخر، أمضى كلوب الصيف يبحث عن طريقة لتقليص الهوة التي تفصل ليفربول عن فرق مثل توتنهام أو تشلسي، الا ان نجاحه في سوق الانتقالات كان محدودا حتى الآن، إذ أنفق 57 مليون دولار لضم المصري محمد صلاح من روما الإيطالي، وتعاقد مع مدافع هال سيتي أندرو روبرتسون. ومن غير المتوقع أن يترك روبرتسون تأثيرا ملحوظا في أداء "الحمر"، في حين لا تبشر التجربة السابقة لصلاح في الدوري الممتاز بالخير لأنه عانى الأمرين مع تشلسي وخاض معه مباريات معدودة. وحاول كلوب التعاقد مع مدافع ساوثمبتون الهولندي فيرجيل فان دييك ولاعب الوسط الغيني للايبزيغ الألماني نابي كيتا دون توفيق، وكثر الحديث أنه قد يخسر حتى جهود نجمه البرازيلي فيليبي كوتينيو لصالح برشلونة الاسباني. وتطرق كلوب الى مسألة التعاقدات قائلا "حتى 31 غشت، سندور العالم مفتوحي الأعين. المسألة ليست محصورة بالقرارات التي نتخذها، بل يتعلق الأمر بالأندية الأخرى ايضا". وبعدما أنهى الموسم الماضي في المركز الرابع، يحتاج ليفربول الى تعزيز نظرية أنه المستفيد الأساسي من تراجع نتائج أرسنال وغريمه مانشستر يونايتد، وأن يحاول الفوز بلقب البطولة للمرة الأولى منذ 1990 في انجاز سيكون الأفضل في مسيرة كلوب الذي أحرز لقب البطولة الألمانية مرتين مع بوروسيا دورتموند والكأس مرة واحدة والكأس السوبر مرتين، ويبحث عن تتويجه الأول مع "الحمر".