أكد الناخب الوطني رشيد الطوسي٬ اليوم السبت بالرباط٬ أن "المنتخب المغربي خسر رهان تجاوز الدور الأول لنهائيات الدورة ال29 لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا٬ لكننا وضعنا أيدينا على نواة فريق المستقبل". وأضاف الطوسي خلال ندوة صحفية عقدها لتقديم حصيلة مشاركة المنتخب الوطني في النهائيات القارية وحضرها على الخصوص أعضاء الطاقم التقني وطبيب الفريق ورئيس البعثة المغربية إلى جنوب إفريقيا٬ كريم عالم٬ أنه "يمكن اعتبار الحصيلة إيجابية خاصة على مستوى المردود التقني لأغلبية اللاعبين من محترفين وأجانب وخاصة منهم الذين أتيحت لهم الفرصة لأول مرة للدفاع عن القميص الوطني٬ وكذا بالنظر إلى الخط التصاعدي لمستوى العناصر الوطنية مباراة بعد أخرى". وأشار الطوسي٬ الذي لم ينكر في المقابل أنه ارتكبت أخطاء سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم وخاصة في اللقاء الأخير ضد منتخب جنوب إفريقيا (2-2)٬ والتي كانت حاسمة٬ إلى أنه " يتحمل مسؤولية اختياراته على مستوى التركيبة البشرية للتشكيلات التي خاضت المباريات الثلاث في الدور الأول والتي اعتمد فيها على الروح القتالية وجاهزية اللاعبين بدنيا وذهنيا"٬ مضيفا "لقد كان لي تصور لكل مباراة بيد أنه كانت هناك إكراهات اضطرتني إلى التخلي عنها في آخر لحظة ومنها على الخصوص الإصابات المفاجئة". ولم يخف الإطار الوطني أن "المنتخب المغربي٬ الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق التأهل إلى الدور الثاني خاصة بعدما كان متعادلا بنتيجة كانت ستمكنه فعلا من ذلك٬ لم يكن محظوظا إلى حد ما خاصة بعدما نجح الرأس الأخضر في تسجيل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع ضد منتخب أنغولا". وأبرز في هذا الصدد أن "المنتخب المغربي عرف تحسنا كبيرا على مستوى الأداء بالمقارنة مع مشاركاته في الدورات الماضية٬ مؤكدا أن ذلك لم يأت من فراغ بل جاء بفضل عمل متواصل وجاد للطاقم التقني بالرغم من أن المدة التي تسلمت فيها زمام المنتخب المغربي لم تتعد ثلاثة أشهر وهي مدة غير كافية لإعداد فريق متكامل٬ ومع ذلك تمكنا من خلق انسجام كبير بين اللاعبين وهو ما ظهر جليا سواء خلال التربصات الإعدادية أو المباريات الرسمية". ولم يفت الطوسي التنويه بالعمل الجبار الذي قام به أفراد الطاقم المعاون له وخاصة فتحي جمال الذي كان يمده بالإحصائيات والتحاليل الدقيقة والمفصلة عن اللاعبين المغاربة وكذا المنتخبات التي واجهها خلال النهائيات القارية. وبخصوص الاستحقاقات المقبلة التي تنتظر أسود الأطلس٬ قال الإطار الوطني "أعددنا برنامجا إعداديا مكثفا للمنتخب تحسبا للمباريات المتبقية في مشوار إقصائيات كأس العالم 2014٬ وخاصة لقاء الكوت ديفوار بأبيدجان والذي يعد حاسما و فاصلا (شتنبر 2013)". وكان الناخب الوطني قد قدم في بداية هذه الندوة مختلف المراحل التي مر منها إعداد المنتخب المغربي منذ وصوله إلى مدينة جوهانسبورغ بدءا بالتأقلم مع العلو عن سطح البحر والطقس والفحوصات التي خضعت لها العناصر الوطنية قبل خوض اللقاءات الودية الثلاثة أمام زامبيا (حامل اللقب) وناميبيا وفريق فتيس الجنوب إفريقي. كما تطرق بتفصيل إلى الاختيارات التكتيكية التي اعتمدها في النهائيات ومردودية مختلف خطوط منتخب أسود الأطلس (الهجوم ووسط الميدان والدفاع) وكذا الأخطاء التي ارتكبت على مستوى هذه الخطوط. وخلص الطوسي إلى أن "المنتخب المغربي تمكن من إيجاد هويته الخاصة في اللعب التي بدأ يتأقلم معها المباراة تلو الأخرى والتي تعتمد على أسلوب لعب متوازن".