طوفان الحجارة كسر واجهات حافلة الحسنية وأصاب أربعة من لاعبيها من المستهدف الحسنية أم كرة القدم أم سمعة مراكش؟ كادت الأحداث المؤسفة التي سبقت مباراة الكوكب وحسنية أكادير مساء يوم الجمعة الأخير أن تلغي هذه المباراة بالكامل، ذلك أن حافلة حسنية أكادير وهي في طريقها إلى ملعب الحارثي بمراكش تعرضت بشكل مفاجئ وغريب لسيل من الحجارة حطم الواجهات الزجاجية وأصاب أربعة لاعبين هم حيسا، لعبيدي، التلالي وأوصمان بجروح بليغة نقلوا على إثرها على وجه السرعة إلى مصحة الجنوب، حيث تلقوا العلاج هناك. هذه الأحداث إحتج عليها بشدة أعضاء المكتب المسير لفريق حسنية أكادير وفي مقدمتهم رئيس الفريق السيد عبد الله أبو القاسم الذي إستنكر هذا الفعل الهمجي ووصفه بالعمل الإرهابي، وصمم الفريق الأكاديري بكل مكوناته في بداية الأمر على مقاطعة المباراة لوجود ضرر بليغ قبل أن تبرز الحكمة ويضغط الأكاديريون على أنفسهم ويعدلوا عن قرار مقاطعة المباراة التي جرت متأخرة عن وقتها بعشرين دقيقة وانتهت بفوز الكوكب بثلاثة أهداف لهدف. السيد عبد الله أبو القاسم رئيس نادي حسنية أكادير يعيد قراءة الحدث وتداعياته: «أستطيع القول أن ما حدث كان مروعا وآثما إلى الدرجة التي جعلتني أتصور أننا كنا أمام «كابيندا» جديدة، إحالة على ما وقع لمنتخب الطوغو بأنغولا خلال كأس إفريقيا للأمم الأخيرة. فقد عرجت حافلة الحسنية على شارع محمد السادس وهي في طريقها إلى ملعب الحارثي وقبل 300 متر من وصولها تعرضت لسيل من الحجارة في صورة قذائف كانت تأتي من اليمين واليسار، بل إن منها ما إخترق الواجهة اليمنى وخرج من الواجهة اليسرى، وأدى ذلك كله إلى إصابة أوصمان بكسر في الفك ما حاله دون حضوره المباراة، كما أصيب كل من حيسا، التلالي ولعبيدي بجروح في الجبهة عولجت بإحدى المصحات بعد نقل كل هؤلاء على متن سيارة الإسعاف، إلى مكان الحادث الذي هرعت إليه سيارات الأمن وحضر السيد العامل والمسؤولون الأمنيون. وقد كنا أمام وضع شاذ يسمح لنا بعدم خوض المباراة، وذاك ما كان الإجماع عليه في بداية الأمر. قبل أن أطلب من الجميع التحامل على النفس وتقديم التنازلات والتضحيات إنتصارا للروح الرياضية وللفرجة ولمصلحة كرة القدم الوطنية فما كان ضروريا أن ننهزم أمام هؤلاء المارقين. أنا أعتبرها عملية مدبرة ومنظمة، وقد استهدفت قبلنا فريق أولمبيك آسفي، ما يفرض بحسب رأيي إتخاذ كافة التدابير الإحترازية لمواجهة استفحال ظاهرة من هذا النوع..». السيد عبد الله أبو القاسم الذي كان طوال اليومين الأخيرين تحت تأثير الدهشة، قال أيضا أن الفريق سجل محضرا لدى الضابطة القضائية بمراكش، وأفاد بوجود أضرار بليغة أصابت لاعبيه وحافلته بهدف فتح تحقيق قضائي للكشف عن الذين يقفون وراء هذا العمل الحقير، كما شكر مسؤولي الكوكب الذين وضعوا رهن إشارة كل مكونات الفريق حافلة لنقلهم إلى مدينة أكادير بعد أن إستحالت العودة بحافلة تكسرت خمس من واجهاتها.. ولأن مباراة شبان حسنية أكادير وشبان الكوكب جرت أمس الأحد بمراكش فقد تعبأت قوى الأمن بالمدينة ليصل شبان الحسنية إلى ملعب الحارثي من دون أن يصيبهم أي مكروه. وعند إتصالنا بالسيد الطيب الدويش الكاتب العام لفريق أولمبيك آسفي، أكد لنا أن حافلة الفريق تعرضت بدورها إلى رشق بالحجارة عندما هم الفريق بمواجهة الكوكب بمراكش، إلا أن مرور الحادث من دون أن يخلف أضرارا جسيمة، إذ أصابت الحجارة هيكل الحافلة وليس زجاجها جعل مسؤولي أولمبيك آسفي لا يبلغون بالحادث، وأضاف السيد الطيب الدويش: «سبق وأن تعرضت حافلة أولمبيك آسفي لرشق بالحجارة وتكسرت الواجهات الزجاجية بمراكش وكانت وقتها تقل لاعبي فريق الريكبي..». إذا كان السيد أبو القاسم قد أثنى على الروح التي سادت المباراة وعلى الإحتفالية التي صاحبتها، فإنه نبه إلى ضرورة دراسة هذا الذي حدث بعمق، لأنه قبل أن يستهدف كرة القدم الوطنية فإنه يستهدف بالأساس سمعة مدينة مراكش التي تعتبر إحدى أكبر القبلات السياحية بالعالم. فهل نقول تبعا لكل هذا أن ملعب الحارثي لم يعد مناسبا لإجراء مباريات الكوكب مع أنه كان دائما شاهدا على إحتفاليات كروية كبيرة؟