أتمنى أن أكون في كامل جاهزيتي إستدعاء لاعبين من البطولة يؤكد أن هناك من هم أفضل من محترفي أوروبا لنأخذ العبرة من منتخب زامبيا في روحه الجماعية يجب إعادة النظر في توقيت تنظيم كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية على التوالي يشارك المهدي بنعطية مع المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا، وسيكون بنعطية واحدا من اللاعبين الذين يحملون على عاتقهم قيادة جبهة الدفاع، ورغم أنه مر بفترة صعبة مؤخرا بعد الإصابة التي ألمت به، إلا أن بنعطية متفائل بمشاركته ويتمنى أن يستعيد جاهزيته خلال المعسكر الذي يجري المنتخب المغربي بجنوب إفريقيا. بنعطية كالعادة كان صريحا في حواره وأكد أن العديد من الأمور قد تغيرت في المنتخب المغربي، وتمنى أن يحقق اللاعبون الشباب النتائج التي يتمناها الجمهور المغربي، موضحا أيضا الأخطاء التي ارتكبت في النسخة الأخيرة، وما هو مطالب أيضا من اللاعبين لكي يوقعوا على مشاركة ناجحة. - المنتخب: بداية، ماذا تعني لك المشاركة في كأس أمم إفريقيا؟ المهدي بنعطية: إنه فخر كبير أن أحضر هذا العرس الإفريقي الذي يعد من بين أكبر المنافسات الدولية، أعتبر مشاركتي تجربة أخرى أكيد أنها ستغني رصيدي الكروي، الكثير من اللاعبين يتمنوا المشاركة في المونديال الإفريقي، خاصة أن مجموعة من النجوم التي تصول وتجول في البطولات الأوروبية ستكون حاضرة بجنوب إفريقيا، لذلك سيكون حدثا يستحق أيضا أن يفتخر به اللاعب، حيث سأمثل مرة أخرى بلدنا المغرب. - المنتخب: أكيد أنك ستكون واحدا من اللاعبين الذين سيعتمد عليهم الطوسي كلاعب أساسي، ربما تشعر بنوع من المسؤولية في قيادة دفاع المنتخب المغربي؟ المهدي بنعطية: لا أعتقد أن أي لاعب داخل المنتخب المغربي يضمن لنفسه مكانا أساسيا، سيكون الخطأ أن أفكر بهذه الطريقة، لأن لدينا مجموعة متجانسة ولاعبين جيدين في كل المراكز، كل اللاعبين سينافسون على جل المراكز، سنشتغل بكل جدية في معسكر جنوب إفريقيا وقتها ستكون الفرصة أمام الطاقم التقني من أجل اختيار اللاعبين الذين يستحقون أن يلعبوا كأساسيين، إذا كنت في كامل جاهزيتي جميع المستويات فإن المدرب سيختارني في مركزي المعهود كمدافع أوسط، طبعا إن كان هناك من لاعب أفضل مني وجاهز فإن المدرب سيعتمد عليه، لا تهمنا الأسماء أو المصلحة الشخصية بقدر ما تهمنا المصلحة الجماعية. - المنتخب: أكيد أن الروح الجماعية تبقى جد هامة في مثل هذه المنافسات؟ المهدي بنعطية: هذا مما لا شك فيه، الكل يعرف أن المنتخب المغربي يملك دائما لاعبين جيدين ومن الطراز الرفيع غير أن ما كان ينقص هي روح الجماعة، لأننا في العديد من المنافسات لا ننجح في استغلال مواهبنا لمصلحة الفريق، لذلك علينا أن نخلق هذه الر وح، ولنا في منتخب زامبيا خير مثال. نحن قادرون على الذهاب بعيدا ولنا الكثير من الأهداف نسعى لتحقيقها، لكن لا أريد أن أسبق الأحداث والبوح بها، لكني ما أعرف هو إن نجحنا في التسلح بروح المجموعة فإننا سنحقق العديد من الأشياء الجميلة. - المنتخب: هل تعتقد اليوم ومن خلال المباريات الأخيرة أن الأجواء جيدة داخل عرين الأسود؟ المهدي بنعطية: فعلا الأجواء جيدة ومثالية ومنذ مدة ومجموعة من اللاعبين يلعبون فيما بينهم، صحيح أن مجموعتنا شابة لكن اللاعبين يعرفون بعضهم البعض، هناك من مارسوا بفرنسا والتقوا فيما بينهم وأيضا في البطولة المغربية، الأمور تسير بشكل جيدا ونحن سعداء، لكن الأهم هو أن نحقق النتائج الإيجابية، لأنها تساعد دائما على رفع المعنويات وتلطيف الأجواء، اللاعبون يدركون اليوم أنه أصبح من المهم تسجيل النتائج التي ترضي الجميع. - المنتخب: بصراحة، هل تعتقد أن أحد الأسباب الهامة والخفية التي جعلت المنتخب المغربي يسجل نتائج سلبية هي الأجواء المشحونة التي كان يعرفها عرين الأسود؟ المهدي بنعطية: سأتحدث عن النسخة التي شاركت فيها، أتذكر أن بعد الفوز العريض الذي سجلناه على المنتخب الجزائري برباعية نظيفة، الكل إعتقد أن المنتخب المغربي مرشح للفوز بلقب كأس أمم إفريقيا، كنا نشكل مجموعة شابة والعديد من اللاعبين استشرفوا لأول مرة كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بالغابون وغينيا الإستوائية، كنت أنا واحد منهم ويقودنا بعض اللاعبين المجربين كخرجة وحجي والشماخ. المجموعة التي سقطنا فيها لم تكن سهلة مع تواجد تونس والغابون، وقتها فهمنا أننا لسنا بالمنتخب المرشح للفوز كما اعتقدت، عندما تخسر أيضا في المباراة الأولى فإن المهمة تزداد صعوبة، حيث وجدنا أنفسنا خارج المنافسة منذ الدور الأول، لا ننسى أننا ارتكبنا بعض الأخطاء، حيث كانت هناك بعض الأسباب الأخرى التي مر عليها الوقت ولا أريد أن أعود لها بالتفصيل، لأننا لم ننجح على جميع المستويات وكانت هناك العديد من الأخطاء في الإستعدادات قبل دخول المنافسة. - المنتخب: هل تعتقد أن المنتخب المغربي يعاني من غياب التواصل بين اللاعبين الذين يمارسون بالبطولة المغربية والعناصر التي تحترف بأوروبا خاصة من أبناء المهجر؟ المهدي بنعطية: لا أعتتقد، أنا أمارس مع المنتخب المغربي منذ حوالي خمس سنوات، وسمعت كثيرا عن هذه الموضوع ، لقد تحدثت مع المدرب حوله، لا فرق بيننا، الكل يدافع عن قميص واحد، الفرق يبقى فقط على مستوى الممارسة في النوادي، لكن الكثير من لاعبي البطولة لديهم المستوى للعب في أوروبا، ثم إن لاعبي البطولة الذين تمَ اختيارهم للمشاركة في كأس أمم إفريقيا يؤكدون أنهم أفضل من العشرات من المغاربة الذين يمارسون في أوروبا، لأن المدرب لم يستدعهم من عدم، علما أن لاعب البطولة يمكنه أن يجلس في دكة الاحتياط دون أن يثير أي مشاكل بخلاف بعض اللاعبين الذين يمارسون في أوروبا، اللاعب الإفريقي يظن أن ممارسته بأوروبا يجب أن تضمن له الرسمية بالمنتخب المغربي. - المنتخب: تحدثت عن الجاهزية في السابق، هل تعتقد أن الأمور سارت بشكل جيد هذا الموسم في البطولة الإيطالية؟ - المهدي بنعطية: فعلا لقد وقعت على بداية جيدة في البطولة الإيطالية غير أنني أصبت بعد ذلك في عضلة الفخد الأعلى، وقد أبعدتني هذه الإصابة شهرين، عدت للتداريب والآن أشعر بتحسن كبير، وكما قلت أنا بحاجة للمعسكر الذي نجريه حاليا بجنوب إفريقيا وسيكون مفيدا لجميع اللاعبين، سأسعى للإشتغال بكل جدية من أجل تدارك ما فات، لذلك أتمنى أن أكون جاهزا عند انطلاق المنافسة. - المنتخب: أعرف أن القليل من المدافعين الذين فازوا بالكرة الذهبية الإفريقية، مؤخرا فاز الإفريقي يايا توري بهذه الجائزة، ألا تتمنى أن تكون واحدا من المتوجين يوما ما؟ المهدي بنعطية: توري قدم سنة جيدا، هو دائما يحافظ على مستواه الجيد ويحقق أشياء جيدة مع فريقه مانشستر سيتي الإنجليزي، إنه من أفضل لاعبي الوسط في العالم، طبعا أتمنى أن أحقق هذا الحلم، مع أنني أعرف أنه ليس سهلا على المدافع أن يتألق وسط المهاجمين الذين غالبا ما يخطفون الأضواء من المدافعين. - المنتخب: ما الفرق بين المدرب السابق إيريك غيرتس والمدرب الحالي رشيد الطوسي؟ المهدي بنعطية: الطوسي هو بالكاد إلتحق بالمنتخب المغربي، وبالتالي من الصعب الحكم عليه الآن، ولكن أخذت فكرة عن طريقة عمله، ويظهر أنه مدرب متحمس، متعلق بالوطن وقريب من اللاعبين، طبعا لديه إمتياز كبير مقارنة بغيرتس لأنه مغربي، غيرتس قام بأشياء جيدة بالمنتخب المغربي رغم أنه تعرض لانتقادات، صحيح أن الكثيرين حملوه المسؤولية لأنه مدرب أجنبي، اليوم مع الطوسي نتمنى أن نحقق ما يصبو له الجمهور المغربي وأن يكون النجاح حليفنا. - المنتخب: ما هي الأشياء التي تسعوا معالجتها في المشاركة الإفريقية القادمة بجنوب إفريقيا حتى تستفيدوا من أخطاء المشاركات السابقة؟ المهدي بنعطية: أظن هو الإنضباط، لا أريد مرة أخرى أن أعود للتفاصيل، لكن في النسخة الأخيرة هناك بعض الأشياء لم تكن على ما يرام، الكل يعرف ما حصل عبر وسائل الإعلام، هي أشياء المفروض أن تحترم باعتبار أن لاعبي المنتخب المغربي هم محترفون، لذلك لم تؤخذ الأمور بجدية كبيرة، أتمنى أن لا تحصل مشاكل على مستوى الإنضباط. غير الإنضباط أعتقد أن الهزيمة أمام تونس أثرت على مسارنا، خاصة أنه كان بالإمكان أن نفوز بالمباراة بعد أن ضيعنا الكثير من الفرص، كما تلقينا هدفا تونسيا بطريقة ساذجة، الخسارة صعبت من مهامنا خاصة أننا واجهنا صاحب الأرض المنتخب الغابوني في المباراة الثانية، لذلك علينا أن نكون موفقين تقنيا داخل مربع العمليات وأيضا على المستوى الدفاعي أن يكون أكثر تركيز مقارنة بالنسخة الأخيرة. - المنتخب: هل تحدثنا عن الفرق بين البطولتين الفرنسية والإيطالية، على مستوى الممارسة والإستعدادات، وهل كان الإستئناس بالأجواء الإيطالية سهلا عليك؟ المهدي بنعطية: تعرف أنني قدمت من فريق صغير من القسم الثاني الفرنسي، قالوا لي أنك لن تستطيع التأقلم مع الأجواء هناك ولن تجد لك مكانا داخل الفريق، لكن في موسمي الأول لعبت 35 مباراة مع أودينيزي الذي أعتبره فريقا على مستوى عال من الإحترافية، أنت مراقب في كل صغيرة وكبيرة، يتدخلون حتى في الحياة الخاصة، أعتقد أن الكرة الإيطالية تتميز بجودة عالية على مستوى الإحتراف، لذلك أجد المتعة وأنا أمارس بهذه البطولة التي تعرف تواجد مجموعة من الأندية القوية، أعيش موسمي الثالث هنا وليس لدي نية لمغادرة البطولة الإيطالية، وسأكون سعيدا إن واصلت مساري هنا. - المنتخب: معروف عن الأندية الإيطالية أنها لا تخلي سبيل لاعبيها بسهولة للمشاركة مع منتخباتهم في كأس أمم إفريقيا؟ المهدي بنعطية: شيء طبيعي، لأن اللاعب إن كان مهما عند منتخب بلاده فأكيد سيكون مهما بناديه، لقد وجدت بعض الصعوبات منذ الموسم الماضي، عندما طلبوا مني إن كنت أفكر في عدم المشاركة والبقاء مع الفريق، هذا شيء عادي جدا لأننا نتقاضى أجورا من النوادي وهم يحاولون إقناعنا لأن العديد من اللاعبين رفضوا المشاركة في كأس أمم إفريقيا. وبخصوص حالتي لم أتردد في حسم الأمر لأن المنافسة الإفريقية تدخل في تواريخ الفيفا والنادي مطالب بالخضوع لهذه القوانين، قلت في السابق إنني سعيد بهذه المشاركة رغم الصعوبات التي نجدها، خاصة أن اللاعب يبقى بعيدا عن فريقه لشهر تقريبا في وقت يكون الفريق بحاجة له، لذلك تمنيت لو أنها تنظم في آخر الموسم على غرار كأس أمم أوروبا أو أمريكا اللاتينية. - المنتخب: في ظل المشاكل المالية التي تمر بها الأندية، ألا تعتقد أن ذلك قد يشجع مثلا أودينيزي ليتخلى عليك للإنتقال للبطولة الإنجليزية؟ المهدي بنعطية: لا أعتقد أن المشاكل المالية تهم جميع الأندية، المشكل يبقى منحصرا في النجوم الكبيرة كإبراهيموفيتش مثلا الذي إضطر للإنتقال لباريس سان جيرمان الفرنسي، أنا لم أصل لذلك المستوى الذي يستنزف مالية الفريق على غرار وضعية بعض النجوم، الرحيل ربما سيتحدد في نهاية الموسم لأن إدارة الفريق تضع كامل جهودها من أجل أن أمدد عقدي، اليوم أنا أركز على المنافسة الإفريقية وكذا مستواي مع أودينيزي في انتظار نهاية الموسم. حاوره: