فرجة في المدرجات وأداء بكل الصفات دخل التطوانيون ضاغطين منذ البداية وحاولوا ملأ خط الوسط والسيطرة على الأطراف، من خلال شن هجومات متتالية على دفاع العساكر الذي بدا غياب اللاعب حمال واضحا فيه، في ظل عدم تقديم لمراني لمستوى متميز وعدم إنضباط شاكير كثيرا مع مركز قطب الدفاع بعدما إعتاد في الدورات الأخيرة اللعب في الجهة اليمنى التي قدم فيها قناعات كبيرة. العناصر التطوانية وبتشكيلة متميزة دخلت اللقاء عازمة على إستثمار النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في الآونة الأخيرة، وظل المهاجم كزاني يشكل خطورة كبيرة على الجهة اليسرى للفريق العسكري، حيث تواجد كوردي وكذلك بورحيم الذي ظل طيلة الجولة الأولى يحاول القيام بدور التغطية ببذل مجهود كبير، وهو المعطى الذي لم يفطن له مدرب العساكر الذي وقف يتفرج على فريقه يعاني، من جهة شكلت مصدر خطر دون أن يقدم على أي تغيير أو يأت بأي جديد، وفي الوقت الذي شكلت فيه الجهة اليمنى لخط هجوم التطوانيين مصدر قوتهم عجز وسام البركة عن الظهور بصورة إيجابية ولم يقدم أي شيء أو إضافة لمجموعته وظل تائها في الملعب، في الوقت الذي أبان فيه اللاعب النملي عن ضعف كبير في خط الوسط بكثرة تمريراته الخاطئة وعدم تركيزه. لم تمر سوى 15 دقيقة من المباراة ليفتتح المغرب التطواني التسجيل عن طريق اللاعب الكزاني الذي إنسل من الجهة اليمنى وتلاعب بالحارس الكروني بعدما سدد بقوة بإتجاه القائم الأيمن معلنا عن تقدم فريقه المستحق بعد سلسلة من الفرص الواضحة للتسجيل، في الجهة المقابلة شكل سبق التطوانيين مصدر قلق للعساكر الذين حاولوا العودة في المباراة، إلا أن التسرع ضيع عليهم الكثير من المحاولات، علما أن خط هجوم الفريق بقيادة عقال، جونيد وقديوي لم يقدم إشارات كبيرة في الجولة تفيد بأن ممثل العاصمة قادر على إدراك التعادل الذي سجله ابن آسفي جونيد في د32 بعد تسديدة محكمة من اللاعب قديوي لم يقو على صدها الحارس الكيناني الذي كان من وراء إبعاد كرة من ضربة خطإ نفذها الزئبق قديوي أبعدها حامي عرين الحمامة البيضاء بإتجاه الزاوية. ما تبقى من زمن الشوط الأول عرف غياب التركيز عن الفريقين معا، مع تسرع اللاعبين في تنفيذ العمليات، في الوقت الذي شكل فيه الجمهور التطواني نقطة ضوء مضيئة بفضل تشجيعه المتواصل، وظلت الكفة متوازنة بعدما تركز اللعب في الوسط ومحاولة إستغلال الأطراف من الجانبين، لكن الشوط الأول أنهاه الحكم الجعفري على إيقاع التعادل الإيجابي بمستوى لابأس به. مع بداية الجولة إنخفض إيقاع اللعب كثيرا ولم يقو لاعبو الفريق على تقديم أي فرجة فوق البساط الأخضر مع الإستمرار في إهدار المحاولات والإكثار من المراوغات دون جدوى، أصحاب الأرض حاولوا بناء كرات من الوسط والمرور عبر الوسط، لكن الأخير عجز عن التقدم للأمام وظهر بأداء يضع الكثير من علامات الإستفهام بخصوص إستدعائه لصفوف المحليين في الآونة الأخيرة شأنه شأن زيد كروش الذي فقد لمعانه وبريقه ولم يساعد فرقيه بفعاليته المعتادة، أما العساكر فلم يكونوا بأحسن الأحوال بعدما عجزوا عن التقدم للأمام لخلخلة حسابات التطوانيين بإستثناء محاولة وحيدة للمهاجم جونيد الذي سدد بقوة، لكن كرته صدها القائم الأيمن للحارس الكيناني الذي ظهر بدوره بأداء متوسط. خط هجوم العساكر وتطوان لم يقدم أي إشارات تفيد بقدرته على التسجيل في الربع ساعة الأخيرة خاصة وأن اللعب عاد ليتركز في الوسط مع الحراسة اللصيقة التي ضربها المدافعون على المهاجمين في ظل التكتيك الذي فرضه المدربين وتبين أنهما رضيا بالنقطة الواحدة، وبخاصة ربان العساكر الذي لم يظهر معه الفريق بصورة نموذجية عكس ما كان عليه الحال مع الطوسي. الدقائق الأخيرة من النزال عرفت تحرك من الفريق التطواني بحثا عن العلامة الكاملة لكن خبرة وتجربة لاعبي الجيش لم تربك حساباتهم، ليعود بذلك الفريق العسكري بنقطة لا تسمن من تطوان، أمام أتلتيكو كان قريبا من الإنتصار ولم يعرف كيف يحافظ على سبقه في الوقت الذي ظهرت فيه عناصره عاجزة عن المحافظة على ذات الإيقاع الذي ظهرت عليه في الجولة الأولى التي كان فيها التطوانيون مطالبين بحسم الأمور بعدما تحصلوا على فرص واضحة وبخاصة عن طريق اللاعب المميز كزاني الذي ظل نشيطا في جهته عكس باقي زملائه في خط الهجوم.